الحركة الثقافية انطلياس تنعى هاني فحص

رأت الحركة الثقافية – انطلياس في بيان انه “مع غياب المفكر والصديق العلامة السيد هاني فحص، يخسر الوطن واحداً من اكبر علمائه ومثقفيه. لقد مثل جملة من القيم من أبرزها انه كان وسيطا بين ثقافتين: الدينية وثقافة المجتمع المدني. لقد كان مؤمنا بدينامية الفكر الديني وقدرته على تطوير نفسه والتكيف مع تحديات الحداثة، وفي الآن نفسه كان مؤمنا بالفكر الإنساني وقدرته على تطوير نفسه بما يخدم قضية الحرية والانماء المستدام. كان صاحب ثقافة موسوعية شاملة تغرف من عمق التراث وتنهل من مجاري الفكر الانساني المتنوع بكل ابعاده وتكتنز وقائع ومآثر تاريخ جبل عامل في الماضي وفي الحاضر”.

وتابعت :”تفاعلت ضمن شخصيته كل تيارات الفكر الاسلامي وبخاصة الشيعي، والقومي العربي والوطني الكياني اللبناني، اضافة الى الفكر الاشتراكي والليبرالي والانساني. هذا الخليط كان باستمرار حاضرا في ذهنه ومسلكه العام، وانه كان يعايشه في كل لحظة: في بيته مع عائلته الصغرى، ومع اصدقائه وهم كثر، وفي الحوزة العلمية مع مريديه، وفي اطار المنتديات والمؤتمرات والندوات الثقافية”.

ورأت انه “ظل طرفاً فاعلاً في كل قضايا الوطن الكبرى، بما تعنيه عبارة كبرى من مفاهيم وطنية شاملة: المشاركة، الحوار، التفاعل، التشبث الصارم بحرية الرأي ضد كل استبداد او احادية. كان ينظر الى الدين ويمارسه من زاوية الانسان منفذا القول الشريف: اخوانك اثنان شريك لك في الدين او نظير لك في الخلق والسيد هاني كان كل العالم نظيرا له في الخلق”.

اضافت انه “التزم بالقضية الفلسطينية وتألم مع شعبها، والتزم بقضايا التحرر للشعوب العربية ولشعوب العالم الثالث، وكافح لانتصار العدالة الاجتماعية في المجتمع اللبناني وأولوية الوحدة الوطنية بين اللبنانيين كمواطنين مسلمين ومسيحيين. كان طوال مسيرته عامل تقارب وتحاور بين المختلفين. كان صاحب نكتة حاضرة وتواضع جم، فهو لم يوقع ولا مرة اسمه مشفوعا بلقب السيد، ولكن حضوره المشع وبلاغة اسلوبه وعمق تفكيره حمل كل من عرفه على احترامه والاقرار “بسيادته”.

وختمت الحركة بيانها انه “كان لها شرف تكريمه كعلم من اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي في المهرجان اللبناني للكتاب 2004 ، كما كان محاضرا دائما متألقا على منبرها، وانها تنعي بعميق الحزن الى الشعب اللبناني واحدا من كبار قادته، وتتقدم من عائلته باعمق مشاعر التعزية، وتتعهد بان تحاول في المهرجان اللبناني للكتاب – في العام القادم – ان تفيه بعضا من حقه على الثقافة والانسان والوطن. ان امثال هاني فحص، خصوصا في هذه الايام الكالحة السواد، يبقون خالدين في ضمير المجتمع لأنهم اخلصوا في مسيرتهم الغنية لجوهر الدين وجوهر الانسان والمصالح الحقيقية للمجتمع وللوطن”.

السابق
حركة التجدد تنعي العلامة الكبير هاني فحص
التالي
الفريق العربي للحوار نعى العلامة فحص