أفقد الصبر واختار الرحيل؟

لا أخال السيد هاني فحص يفقد الصبر وهو من علّمنا الثبات في المواقف وهو الذي كان بيننا. كان لنا قدوة في التشبث بالقيم الوطنية التي تجمع اللبنانيين وتصلح ذات البين بين «جماعاتهم».

كان السيد هاني فحص حالماً بوطن كبير تتسع أجنحته لتضم كل أبنائه.
كان يعرف كيف يجد الكلمة الطيبة التي تبلسم جراح الحراب السامّة التي رافقت سنوات الحروب والأزمات المتلاحقة في هذا الوطن الصغير.
لماذا إذاً رحل وتركنا في هذا المستنقع، وحجب عنّا تلك اليد البيضاء التي كانت تمتد دائما لتوصل ما يكون قد انقطع؟
اليوم يشعر كل العاملين لتعزيز الحوار الوطني اللبناني والحوار الاسلامي المسيحي والحوار الاسلامي الاسلامي والحوار العربي الاسلامي والحوار الانساني العالمي، بأن ركناً كبيراً من أركان هذه المنابر وتلك المبادرات غائب، تاركاً وراءه فراغا مخيفا.
هؤلاء العاملون لتعزيز الحوار سيفتقدون المحاور المتألق، المتجذر في إيمانه، المنسجم مع أصالة تاريخه دون القشور، والذي حوّل ذكرى عاشوراء إلى ينبوع محبّة وإرادة تلاق مع الآخرين، كل الآخرين.
إنها أيام مظلمة نفتقد فيها حضوركم بيننا يا سيد هاني…

السابق
المسلم المسيحي العلماني
التالي
رجل إيمان وحب ونضال