هاني فحص: أعتقد إن متُّ سيكرمني حزب الله بعد وفاتي كثيراً

في لقاء خاص بـ"شؤون جنوبية" في العام 2009 تحدث السيد هاني فحص عن السيد موسى الصدر فقال اشياء كثيرة.. ومما جاء على لسانه خلال اللقاء: "أنا أتوقع أن حزب الله سوف يكرمني كثيراً بعد وفاتي.".. هنا اعادة نشر تحية له.

في لقاء خاص بـ”شؤون جنوبية” في العام 2009 تحدث السيد هاني فحص عن السيد موسى الصدر فقال اشياء كثيرة.. ومما جاء على لسانه خلال اللقاء: “أنا أتوقع أن حزب الله سوف يكرمني كثيراً بعد وفاتي.”.. هنا اعادة نشر تحية له.

“في ذكرى السيد موسى الصدر يحضرنا سؤال ملح، فبعد 31 عاماً على غيابه لماذا لم تعلن وفاته حتى الآن؟ وما هي المبرّرات والموانع سلباً وإيجاباً؟!

لم تعلن وفاته لأن إعلان الوفاة يترتب عليها أمور كثيرة منها: أين الرجل؟ ثم أنه يترتب عليها مدخلاً جديداً مع الجهة المتهمة على المستوى القضائي والمحلي والدولي، إضافة إلى ذلك فإن بعضهم يعتبر أن عدم إعلان الوفاة هو أكثر فائدة للمعنييّن كتحويل الإمام الصدر من كونه ناظماً ومنظماً في الماضي للفكر الاجتماعي إلى مصدر تعبوي ليسهم في التقليل من مظاهر تصدع العصبية السياسية.

وقد تنبّه حزب الله متأخراً إلى ذلك وأخذ يشارك في استعادة شخصية السيّد وتراثه ولأسباب تتصل بتوجه حزب الله إلى توسيع أفق تعامله مع القوى الشيعية المتعددة ومع القوى الوطنية، إضافة إلى أنه قد انحلت العقدة بينه وبين حركة أمل من الصراع إلى التحالف، وهذا النهج اتبعه حزب الله مع كل الشخصيات التي اختلف معها بعد موتها أو غيابها، وأنا أتوقع أن حزب الله سوف يكرمني كثيراً بعد وفاتي.
أمّا بالنسبة للسيد موسى الصدر فأقول: أود توجيه كلام للمسيحيين وللسنة، المسيحيون قتلوا السيد موسى مديحاً ولم يقدموا له شيئاً، وبالعكس، فالكتائب والأحرار ككميل شمعون وبيار الجمّيل كانوا يحاولون تصويره كأنه قادم إليهم لأنه كان معتدلاً. أما السّنة فلم يستفيدوا من وطنيته الجامعة وإسلاميته المقرّبة وشيعيته المندمجة وعروبته الخالية من الأوهام والتي تمّر من لبنان.. الآن هذا الكلام ذو معنى وموقع الصدر لا يجد من يملؤه لأنه ممنوع.
أما الشيخ محمد مهدي شمس الدين فقد حاول أن يستمر في خط السيد موسى الجامع وأن يجدُّده بشجاعة ووضوح ومع ذلك لم يستفد منه. وهذا درس للمعتدلين من الشيعة والسنة والمسيحيين الذين يتعامل معهم الآخرون وكأنهم مجرد زينة وديكور، بينما المطلوب تفعيل الرؤية المشتركة.
وهذا الكلام ينطبق على التيار الحداثي واليساري بخاصة، الذي أخطأ في استخدام تعميمات الأيديولوجيا المكشوفة ضد السيد موسى، الظالمة وغير العلمية، ليعود لاحقا فيكتشف أهمية الرجل والمؤسسة ويدخل من الباب الضيق متكأ على لحظة ديموقراطية عظيمة في تاريخ السيد موسى حيث أتاح لهم أن يكونوا منتخبين في الهيئة التنفيذية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
هنا كأني أمارس نقداً ذاتياً على علاقتي بالإمام الصدر حيث اكتشفت لاحقاً أن معارضتي له ليست نابعة من قناعتي ومعرفتي، بل كنت أصب في طاحونة عدد من رجال الدين المنتمين إلى عائلات وبيئات يريدون الحفاظ عليها ويشعرون أن السيّد موسى يشكّل خطراً عليهم، وبعد معارك طويلة وقاسية اكتشفوا أنه يمكن الجمع بين تراثهم والعلاقة مع السيد موسى فتقدموا نحوه وتركوني وحيداً. فشمّرت عن ساعدي وذهبت إلى بابه بعدما كان باب عقله وقلبه مفتوحاً لي وأنا متردد بالدخول.
وبنيّة طيبة، وبدون تدقيق، كنت أملي عليه شروطاً فيها الكثير من التعسف، ولكنه ألحّ وأنا استجبت، ودخلت إلى فضاء المجلس، والسيد في السنوات الأخيرة، وعندما التقيته قبل سفره إلى ليبيا قال لي بمرارة وعزم:” سأعيد النظر في كل شيء، وسترى مني ما يدهشك عندما أعود من سفري”. وختم بالقول بمرارة: “لقد اكتشفت أني تعاملت مع أعدائي”.
والآن أنا على يقين أنه لو صدر قرار من محكمة لاهاي أو محكمة لبنانية بأن السيد ليس في ليبيا، فأنا أكتب مقالاً أقسم فيه بالله بأني غير مقتنع بالقرار.

السابق
بالفيديو.. فتاة تعاقب «بجنس العمل» وتحصد ملايين المشاهدات
التالي
مَن هم ’دواعش رومية’ المنوي مقايضتهم بالعسكريين؟