المشنوق يحذّر من الجنون وقهوجي يؤكد عزل جرد عرسال

نهاد المشنوق

كتبت صحيفة “السفير” تقول : لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم السابع عشر بعد المئة على التوالي.
الهواجس الأمنية المذيّلة بتوقيع “داعش” و”النصرة” وأخواتهما تلاحق اللبنانيين، من عرسال “المحتلة”، الى البقاع المشرّع على الرياح الساخنة، الى طرابلس “المتوترة”، الى ملف العسكريين المخطوفين المتأرجح بين مدّ وجزر وفق مزاجية الخاطفين.
وبعد أيام من زيارة الوفد الرسمي اللبناني للدوحة التي بقي فيها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أبلغت مصادر واسعة الاطلاع “السفير” أن تقدما يسجّل على مسار التفاوض، لكنه بطيء.

وفي المعلومات، أن لقاء ثلاثياً عُقد في الدوحة بين كل من اللواء ابراهيم ومدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي ومدير المخابرات التركية الجنرال حاقان فيدان، لوضع إطار التفاوض وقواعده، في ضوء توجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة اللبنانية.

ومن المتوقع أن يعود الموفد القطري، السوري الجنسية، الى عرسال قريبا لاستئناف التفاوض مع الخاطفين، وهو سيلتقي ممثلي “النصرة” و”داعش”، لاستكمال البحث معهم في لوائح المطالب.

وأبلغت أوساط مواكبة للمفاوضات “السفير” أن بعض المطالب هو من النوع المقبول ولا مشكلة في الاستجابة له، سواء بفعل ضغط الخطف أو من دونه، أما بعضها الآخر فصعب ومعقّد، وفي نهاية المطاف هذه هي طبيعة المفاوضات، تبدأ بسقوف عالية وتنتهي الى حلول وسط.

وأكدت الأوساط أن الدولة اللبنانية تتمسك برفض مبدأ المقايضة الذي لا يستطيع أحد أن يغطّيه، إنما يوجد هامش قانوني قابل للاستثمار، إذا تم التوافق عليه، ويتصل بإمكانية منح العفو الخاص الذي هو من صلاحية رئيس الجمهورية، لكن كون الموقع الرئاسي شاغراً، أصبح أي عفو من هذا النوع يحتاج الى توقيع الوزراء الـ24 مجتمعين.

وأشارت الأوساط الى أن المفاوضات لا بد من أن تشمل عاجلا أم آجلا الجانب السوري الذي قد يستطيع المساهمة في صفقة ما، لافتة الانتباه الى ان اللواء ابراهيم مفوض بالتواصل مع السلطات السورية المختصة.

وفي معلومات إضافية حول جريمة إعدام الرقيب الشهيد علي السيد على يد “داعش”، علمت “السفير” أن الكشف الذي أجراه الطبيب الشرعي على جثة الشهيد أظهر أنها مصابة برصاصتين أطلقتا عليه، قبل أو بعد ذبحه، ما يضفي المزيد من التساؤلات حول ظروف استشهاده.

تجدر الإشارة الى أن هناك 15عسكرياً مختطفاً لدى “النصرة” و10 عسكريين (بينهم المعاون الاول في الجيش كمال الحجيري الذي خطف أمس، في وادي حميد) وجثتين لدى “داعش”، إضافة الى جندي مفقود. وقد أصدر تنظيم “داعش”- قاطع القلمون بياناً أمس هدّد فيه الحكومة اللبنانية بذبح جندي خلال 24 ساعة وقال: لن يوقفنا عن التنفيذ الا صدق الحكومة اللبنانية وتنفيذها للمطالب.

طرابلس في دائرة الخطر

وفي سياق متصل، أفادت تقارير أمنية رسمية أن الوضع في طرابلس مقلق، وأن هناك خشية من أن يتغلغل كل من “داعش” و”النصرة” في المدينة خلال ستة أشهر، ما لم يتم التصدي لهذا الخطر.
وكشفت التقارير عن أن أموالا طائلة تُضخ في المدينة لاستقطاب الشباب وشراء السلاح، وأن الأجهزة الأمنية رصدت تحركات مشبوهة في هذا الإطار لأشخاص متطرفين.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”السفير” أن العين الأمنية مفتوحة على طرابلس التي عادت تشكل “نقطة خلل”، الى جانب نقاط أخرى كمخيم عين الحلوة، وعرسال، وبريتال، مشيرة الى أن هناك خطوات وقائية يجري التحضير لها، بالتعاون بين الجيش والأجهزة الأمنية وبعض وزراء “المستقبل” في الحكومة، لمنع تمدد القوى التكفيرية في طرابلس وإجهاض مخططاتها.

المشنوق يحذّر

في هذه الأثناء، يبدأ وزير الداخلية نهاد المشوق اليوم زيارة لروسيا، يلتقي خلالها وزير الداخلية وعددا من المسؤولين المعنيين بالصناعات العسكرية، ويبحث خلالها في إمكانية التعاون، لاسيما لجهة مدّ القوى الأمنية ببعض احتياجاتها.
وكان وفد من الأمن العام وقوى الأمن قد سبق المشنوق الى موسكو، حيث أجرى لقاءات تحضيرية مع عدد من المسؤولين.
وعُلم أن حصة روسيا من هبة المليار دولار ستكون مئة مليون، ومن شأنها ايضا تنشيط الهبة الروسية القديمة للجيش.

وعشية سفره الى روسيا، أكد المشنوق لـ”السفير” أن إجراء الانتخابات النيابية في هذه الظروف، ووسط غياب الأمن السياسي، هو ضرب من الجنون، لافتا الانتباه الى انه ليس مستعدا لتحمّل مسؤولية التجمّعات الانتخابية التي ستكون معرضة لمخاطر أمنية حقيقية.
وأضاف: أخشى من ان الانتخابات لن تمر على خير إذا حصلت في ظل هذه الأوضاع، بل أكثر من ذلك ربما يؤدي تطور الامور في محيطنا، وفي الداخل، خلال المرحلة المقبلة الى تعذر انعقاد الحكومة في لحظة ما، ولذلك أنا أؤيد التمديد من الآن لسنتين وسبعة اشهر.

وأوضح أنه تبلغ من المعنيين أن هناك حاجة الى 30 ألف عنصر من الجيش وقوى الأمن لمواكبة الانتخابات، “ولا أدري كيف يمكن تفريغ هذا العدد لهذه المهمة، في حين ان التحديات الأمنية تحاصرنا من كل الجهات”.

قهوجي يتوقع سلاحا نوعياً
وفيما انطلقت آلية الترجمة العملية لهبة المليار دولار التي خُصص الجزء الاكبر منها للمؤسسة العسكرية، قال قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ”السفير” إن الاميركيين سرّعوا وتيرة ايصال المساعدات العسكرية للجيش، نافيا ما تردد عن ان الجيش افتقد الذخيرة في معركة عرسال مع الارهابيين.

واكد أن الذخيرة كانت متوافرة لخوض معركة طويلة وقاسية مع الارهابيين، وأن المساعدات للجيش ستصل بشكل اكثر كثافة من الاميركيين والفرنسيين، ومن بينها سلاح نوعي وصواريخ للطائرات وقذائف وعتاد قتال ليلي.

ورد تأخير صرف الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار الى “امور روتينية”، مؤكدا انها ستصرف في النهاية.

وأوضح قهوجي ان الجيش منع دخول صهاريج المحروقات الى الجرود بعد بلدة عرسال، ولن يسمح بمرور اي شاحنة تموين او محروقات الى الجرود حتى لا يستفيد منها المسلحون، وقد اقفل الجيش كل المعابر والمسارب والطرقات بين الجرود وبين بلدة عرسال، وعزل البلدة بنسبة كبيرة جدا عن الجرد، وترك ممرات صغيرة تحت المراقبة للاهالي من أجل تفقد ارزاقهم وممتلكاتهم خارج البلدة.

السابق
البنتاغون: نصف الجيش العراقي غير مؤهل كشريك لقتال داعش
التالي
الشيخ تميم: قطر لم ولن تموّل منظمات إرهابية في سوريا والعراق