أهالي العرقوب: حزب الله مقاوم.. ولكن

حزب الله
يؤكّد العارفون بأحوال العرقوب وبالواقع السياسي في المنطقة، في أحاديث متفرّقة لـ"جنوبية" أن التأييد الشعبي لحزب الله في المنطقة تراجع بشكل كبير نتيجة تدخل الحزب في الصراع السوري من جهة، إذ أن أهالي منطقة بأغلبهم مؤيدون للثورة السورية، ونتيجة أخطائه السياسية وخطابه المذهبي من جهة أخرى.

عبر التاريخ كانت منطقة العرقوب في جنوب لبنان تعد “أم المقاومة”، وهي لا تزال كذلك حتى اليوم. فأهلها وقفوا ضد احتلال فلسطين عام 1948، واحتضنوا المقاومة الفلسطينية في أرضهم عام 1969 في ما عرف آنذاك بـ”فتح لاند”، مرورا باحتضان المقاومة اللبنانية بكافة فصائلها وصولا إلى الوقوف إلى جانب حزب الله في كافة حروبه ضد إسرائيل.

إلا أن نظرة العرقوبين تجاه حزب الله قد تغيرت بشكل جذري في السنوات الأخيرة لعدة أسباب، خاصة وأن أهالي المنطقة يقفون ضد تدخل حزب الله أو أي فئة أخر في الصراع الدائر في سوريا. كما أنّهم يرفضون الحالة المتطرفة والتي تتحدث بنفس طائفي، باعتبار أنها لا تقدم الى الإسلام ومنطقتهم سوى الضرر. ويمكن القول إنهم لا يحملون صفة أبناء الطائفة السنية، بل يحملون الهوية العربية الرافضة لكل أشكال الطائفية والداعية للقتال بوجه العدو الصهيوني والدليل على ذلك أنه في ظل أهم الأحداث المذهبية لم تتأثر المنطقة بما جرى في عدد من المناطق اللبنانية، وبقيت تعيش بشكل طبيعي مع المحيط الموجودة فيه.

مصدر مراقب للواقع السياسي في العرقوب، أكد لـ”جنوبية” أن التأييد الشعبي لحزب الله في المنطقة تراجع بشكل كبير نتيجة تدخل الحزب في الصراع السوري من جهة، إذ أن أهالي منطق، في أغلبيتهم، مؤيدون للثورة السورية، ونتيجة أخطائه السياسية وخطابه المذهبي من جهة أخرى، خاصة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري عام 2005، وحوادث السابع من أيار 2008″. ويضيف أنه “في السنوات الأخيرة، تراجع عدد المنتسبين إلى حزب الله من أبناء المنطقة. كما وأن الأحزاب التي كانت تعتبر في فترة من الفترات مؤيدة له تخلت عنه سياسيا وبقيت تدعمه في ما يخص المقاومة ووجدت أن دخوله في الصراع السوري هو سقطة لا تُغفر له”.

وتشير الوقائع إلى حزب الله، قبل أن يرتكب الأخطاء تلك، كان يتمتع بتأييد شعبي واسع في العرقوب بحكم أنه كان السبب الرئيسي لتحرير الأرض من الإحتلال الإسرئيلي عام 2000، كما لوحظ هذا التأييد ذاته خلال حرب تموز 2006. ففي خلال الفترات تلك وخلال جولات القتال المحدود أيضا الذي كان يحصل ضدّ العدو الإسرائيلي، فتح أهالي العرقوب بيوتهم للمقاومين وطببوا الجرحى منهم، وساعدوهم بأي طريقة ممكنة.

في المحصلة يؤكد مراقبون أنّه “على الحزب إعادة تبيض صفحته في المنطقة، إلا أن ذلك صعب جدا هذه الفتر، –بل أقرب إلى المستحيل، في ظل الظروف التي تمر المنطقة العربية بشكل عام، ومحيط لبنان بشكل خاص. ويمكن القول إنّ الصورة ستتوضح أكثر عندما تهدئ الأوضاع، وخاصة بعد انتهاء الصراع في سوريا”. ويضيف أن “موقف أهل العرقوب تجاه حزب الله أو أي فئة تحمل السلاح واحد وموحد. وهو أنه عندما توجه البندقية نحو مغتصب فلسطين فإن كل أهالي العرقوب يدعمون حاملها، أما إذا كانت وجهة البندقة غير ذلك فإن هذا السلاح حتما يسقط”.

السابق
لماذا الأمم المتحدة تخلي هضبة الجولان؟
التالي
مسرحة الموت