مصدر متابع لمفاوضات قطر: عجلة بطيئة.. لكن إيجابية

فتحت الدولة القنوات الدبلوماسية مع قطر وتركيا، بحثاً عن مخرج لقضية الجنود المخطوفين، في ما يذكّر بمفاوضات مخطوفي أعزاز. ولكن حتّى يُفرج عن الملف والجنود، يبدو أن العجلة ستسير ببطء وأن الانتظار قد يطول، ولكن تبقى "الدبلوماسية" خيار "الدولة" الوحيد. "جنوبية" حصلت على معلومات من مصدر متابع لملفّ المفاوضات الحالية مع قطر.

لم تقتنع الدولة اللّبنانية بالمضي قدماً بما يسمى “عملية تبادل” بين الجنود المخطوفين والمساجين الإسلاميين في سجن رومية، وفضّلت المفاوضات الرسمية لعدم الخضوع لعملية الابتزاز. فتحت الدولة القنوات الدبلوماسية مع قطر وتركيا، بحثاً عن مخرج من مأزق التفاوض بعدما كانت قد حاولت الالتفاف على الموضوع، وتكليف هيئة العلماء المسلمين، بشكل غير رسمي، التفاوض مع الخاطفين.
وربما كان منظر رؤوس الجنود اللبنانيين المقطوعة محفّزاً للتفاوض غير الرسمي، لكن لم يكن خياراً مقبولاً لدى الدولة اللبنانية الّتي تحاول الحفاظ على آخر معالم كيانها. الدولة اختارت التفاوض الرسمي مع من “يفهم لغة داعش” ويستطيع التأثير على التنظيم، بحسب مصدر متابع لملفّ المفاوضات الحالية مع قطر: “لكي لا نخسر من موقعنا كمسؤولين ولا نصبح مباحين امام كل من يريد الانقضاض علينا”.
وكانت هيئة العلماء المسلمين قد أعلنت في 22 آب الماضي، بعد لقائها رئيس الحكومة تمام سلام، تعليق وساطتها، “إفساحا في المجال أمام أطراف اخرى قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين”. وبحسب المصدر، أتى هذا الإعلان بعد قرار لبنان الرسمي المضي بعجلة التفاوض مع قطر.
ومن يصلح لهذا التفاوض غير مدير عام الأمن العام اللبناني اللّواء عباس ابراهيم، هو الّذي بات خبيراً بقنوات التخاطب الدبلوماسية التركية والقطرية منذ أيّام مخطوفي أعزاز. ويشير المصدر إلى أن زيارة ابراهيم إلى قطر الّتي أتت بهذا القطر أسفرت عن ترحيب من الجهات القطرية بالتواصل في إطار ملف العسكريين.
وقال المصدر إن “قطر أبدت إستعدادها لبذل المساعي الحسنة في هذا الإطار”. وإن لم يكن هناك موعد محدد أو مؤكد للإفراج عن الجنود، فقد أكّد المصدر إنّ “عجلة التفاوض قد تكون بطيئة فالأمور تتطلّب بعض الوقت، لكن هناك إشارات إيجابية”.
وقد أتت أيضاً زيارة سلام إلى قطر في هذا الإطار، لتعيد إلى الاذهان تحرك سلفه نجيب ميقاتي حين كانت المفاوضات لاطلاق سراح مخطوفي اعزاز قائمة. وبحسب المصدر، تسعى الحكومة أيضاً إلى “احتواء الأهالي”، منعاً لأن يكون هناك انعكاسات على الأرض لهذا الملف قد تؤدي إلى فتنة وتخدم مصالح الخاطفين.
وحتّى بروز أي مستجدات، وبين زيارات قد تكثر وتمتد وتطول من هنا إلى “القطر العربي”، سيبقى الأهالي ينظرون إلى دولاب المفاوضات بعجلته البطيئة، وستكثر التكهنات والآمال، وعلى الأرجح أن تكون رحلة الانتظار طويلة.

السابق
هيل: سنواصل الوقوف مع لبنان لمواجهة تمدد التهديدات عبر حدوده
التالي
اتحاد بلديات جزين نفى وجود خلايا ارهابية في المنطقة