عن جمّول التي حرّرت الجزء الأكبر من لبنان

جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية
في الذكرى 32 لتأسيس جبهة المقاومة الوطنية، نذكر عبر هذه السطور نبذة تاريخية عن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وبطولاتها في مواجهة العدو الإسرائيلي على لبنان، التي كان الفضل الأول لتضحيات وبطولات مقاتليها جبهة في الانسحاب الأوّل للعدو الإسرائيلي الى الشريط الحدودي الأول وكان لها الفضل الأكبر في تحرير الجزء الأكبر من الأراضي اللبنانية، من بيروت وصولا إلى ما بعد صيدا والنبطية، وهو ما يزيد بأضعاف عن المساحة التي حرّرها حزب الله لاحقا، بين العام 1990 والعام 2000.

يفصلنا يوم واحد عن الذكرى 32 لتأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمّول). ولأنّ قلّة من الجيل الجديد على اطلاع عن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، لأنه لم يعش حقبة بطولات الجبهة ضد الإجتياح الإسرائيلي في العام 1982، سنعرض هنا نبذة عن تاريخها.

بعد 104 أيام على الإجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، وبعد وصول العدو الإسرائيلي الى قلب العاصمة بيروت، أعلنت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في 16 أيلول 1982 تأسيسها عبر بيان كتب في بيت الشهيد كمال جنبلاط في المصيطبة ووقع عليه كل من جورج حاوي ومحسن إبراهيم، أبرز ما جاء فيه: “يا رجال و نساء لبنان من كل الطوائف والمناطق و الاتجاهات، أيها اللبنانيون الحريصون على لبنان بلداً عربياً سيداً مستقلاً، الى السـلاح تنظيماً للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد الإحتلال وتحريراً لأرض لبنان من رجسه على إمتداد هذه الارض من أقصى الوطن الى أقصاه”.
يقول أحمد جابر في حديث لموقع “جنوبية” وهو أحد مسؤولي الجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية آنذاك: “إن فكرة تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بدأت منذ بدأ العدوان الإسرائيلي على لبنان وقبل اجتياح بيروت تكثّفت الإجتماعات والنقاشات قبل اغتيال بشير الجميل، وفي 16 أيلول 1982 وبعد اغتيال الجميل واجتياح بيروت أعلن عن تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية من قبل ثلاثة أطراف أساسية، حزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي والحزب التقدمي الإشتراكي. ومن ثم بدأت كل الحركات الوطنية بالإنضمام الى الجبهة وشارك الجميع في مقاومة العدو الإسرائيلي كل بحسب قدرته، ولكن تحت راية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية”.

وأضاف جابر: “بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت بدأ عمل جبهة المقاومة الوطنية العام 1982، بدأنا بالعمليات ضد العدو الإسرائيلي والتي اتصفت بالبطولية. ففي ٢٠ أيلول، نفذت العملية الأولى وكرت السبحة في بيروت وعاليه وبحمدون والشويفات والجنوب والبقاع الغربي.
وكان الفضل الأول لتضحيات وبطولات جبهة المقاومة الوطنية في الانسحاب الأوّل للعدو الإسرائيلي الى الشريط الحدودي الأول. وفي عام 1989 بدأت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بالانحدار وبروز المقاومة الإسلامية التي كانت موجودة”.

وكان لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية الفضل الأكبر في تحرير الجزء الأكبر من الأراضي اللبنانية، من بيروت وصولا إلى ما بعد صيدا والنبطية، وهو ما يزيد بأضعاف عن المساحة التي حرّرها حزب الله لاحقا، بين العام 1990 والعام 2000.

اتخذت العمليات التي نفذتها الجبهة ضد العدو الإسرائيلي انواعا عدة عبر الكمائن المسلحة والسيارات المفخخة ضد قوافل وآليات العدو، حرب العصابات، عمليات موجهة ضد عملاء الإحتلال والمتعاملين معه وعمليات نوعية جديدة كعملية تدمير إذاعة العميل لحد.. وغيرها من العمليات التي وجهتها الجبهة ضد العدو وعملائه في لبنان.

و استخدمت المقاومة المسلحة أشكالا عدة في مقاومتها للعدو الإسرائيلي واختلفت باختلاف الظروف والمناطق، واستخدمت في كل المراحل مختلف أنواع الأسلحة: من القنبلة اليدوية إلى اللغم الأرضي إلى العبوة الناسفة والسيارات والبغال المفخّخة إلى الأسلحة الاتوماتيكية والقذائف الصاروخية وصولاً إلى الأسلحة المتطورة متل الكاتيوشا وصواريخ سام ٧.

لم تكن المقاومة وقتها عسكرية فقط، بل كانت مقاومة شعبية أيضا، عرقلت على العدو المحتل إمكانية تنفيذ مخططه في تحويل الجنوب والبقاع الغربي وراشيا إلى ضفة غربية أخرى.
وإذا كانت المقاومة الشعبية في بدايتها مقتصرة على مجموعة من المواجهات الفردية والانتفاضات المتفرقة، فإنّها سرعان ما تحولت، وبالترافق مع تطور المقاومة العسكرية للاحتلال وبدفع منها، إلى حركة جماهيرية شاملة بوجه المحتلين وأدواتهم الداخلية.

قامت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بـ ١١١٣ عملية منذ العام ١٩٨٢ وحتى العام ٢٠٠٠، ومن أبرز هذه العمليات:

عملية تدمير إذاعة العميل لحد بتاريخ 17/10/1985.

عملية كفرفالوس في 14/1/1987.

عملية ثكنة العميل لحد في حولا في 10/12/1986.

عملية الريحان – العيشية في 28/02/1989.

السابق
في ذكرى صبرا وشاتيلا: هل العرب أكثر دموية من الصهاينة؟
التالي
مغادرة المئات من عناصر قوة الامم المتحدة للمراقبة الجانب السوري للجولان