أعطى نهائي «كأس النخبة» بين «النجمة» و«الصفاء» صورة ملخصة عن شكل المنافسة على لقب «الدوري اللبناني لكرة القدم» المقبل، وخصوصاً بين حامل اللقب ووصيفه، بعيداً عن طموحات بقية الفرق، وخصوصاً «العهد»، حيث قدم الفريقان وجبة كروية دسمة للجمهور الذي خرق حظر الدخول إلى مدرجات «ملعب صيدا البلدي» السبت، على الرغم من محاولة القوى الأمنية فرضه قبل أن تستسلم للعشق الكروي الذي يبقى أفضل وسيلة لتنفيس كل الاحتقان الذي تولّده الأحداث اليومية التي يعيشها البلد، فكان الجمهور شاهداً على المباراة التي آلت نتيجتها واللقب لـ«النجمة» (3 ـ 1)، والذي حصد مع مدربه الألماني تيو بوكير أول ألقاب الموسم.
انفجر المشهد الجماهيري في المدرجات النجماوية الموازي للتحركات على ارض الملعب مع الهدف الأول عبر ماهر صبرا (24)، من ركنية عباس عطوي، على عكس مجريات بداية المباراة التي كانت تعطي مؤشرات الأفضلية للفريق الصفاوي الذي كان الأفضل على ارض الملعب وكانت له فرصة كبيرة عبر إبراهيم بحسون. وأعطى الهدف شحنة معنوية للاعبي «النجمة» الذي استفادوا من صدمة لاعبي «الصفاء» ليضيفوا الثاني عبر العاجي لاسينا سورو بعد دقيقتين فقط بكرة خدعت الحارس المتقدم زياد الصمد وسط فرحة مجنونة للجمهور النبيذي (ترافقت للأسف مع شتائم للصفاء لا مبرر لها على الإطلاق واستمرت حتى نهاية المباراة)، لكن «الصفاء» عاد تدريجياً إلى أجواء المباراة وكاد يقلص النتيجة بكرة أخطأ الحارس محمد حمود بتشتيتها فتابعها حسن هزيمة بتسديدة صاروخية (30)، أبعدها التونسي حمدي مبروك عن خط المرمى.
هذه الفرصة، كسرت حاجز سوء الحظ الذي كان لمصلحة الصمد الذي ارتمى عكس كرة خالد تكجي التي مرّت بجانب القائم الأيسر (40)، فأدرك الصفاويون أن الأمور يمكنها ان تتغير، فحاول ابراهيم بحسون من انفرادية (41)، ولكن كرته ارتدت من العارضة قبل أن يتمكن السوري طه دياب من هز شباك الحارس محمد حمود في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول من تسديدة صاروخية بعد مجهود رائع من عمر الكردي.
لكن مع بداية الشوط الثاني، عاد المشهد نفسه ليرتسم على محيا الجمهور الصفاوي وهو يشاهد فرصتين من النوع الذي لا يهد عبر جارد شومان (52)، وبعدها بدقيقة واحدة أصاب حسن هزيمة العارضة فكان العقاب هدفاً نجماوياً ثالثاً عبر القائد عباس عطوي (60)، الذي استغل مجهود خالد تكجي وكرته العرضية فتلقفها بيساره وأطلقها صاروخاً خرق شباك زياد الصمد المتقدم للمرة الثانية في المباراة وسط استغراب كل من تابع المباراة.
بعدها، حاول «الصفاء» مجدداً كسر سوء الحظ ولكن كرة السوري عبد الرحمن العكاري الرأسية لم تصب المرمى (67)، وفي المقابل أراد «النجمة» تأمين ظهره وحاول إضافة الرابع ولكنه افتقد هذه المرة التوفيق بكرتي محمد شمص وخالد تكجي الذي أصاب العارضة، وحتى حمدي مبروك كرته الرأسية (76)، مرت بجانب القائم الأيسر والمرمى مشرع أمامه، لتمر الدقائق المتبقية وسط إدراك لاعبي «الصفاء» ان الأمور انتهت واللقب الثامن بات نجماوياً.
مثل النجمة: محمد حمود، ماهر صبرا (شادي سكاف)، قاسم الزين، حمدي مبروك، محمد حمود، حسن العنان (حسن القاضي)، محمد شمص، عباس عطوي، خالد تكجي (محمد فواز)، سي شيخ، ولاسينا سورو (شربل جاروش).
مثل الصفاء: زياد الصمد، محمد حمود (حاتم عيد)، بابي، نور منصور، عمر الكردي، حسن هزيمة، احمد جلول، طه دياب (مصطفى قانصو)، جاد شومان، عبد الرحمن العكاري (بشار المقداد) وابراهيم بحسون (روني عازار).
قاد المباراة هادي سلامة، بمساعدة ربيع عميرات وعلي المقداد، إلى الرابع حسام المقدم.
