عناصر من حزب الله تفبرك ملفا للأسير المحرّر أحمد اسماعيل

قبل الإفراج عن الأسير المحرّر، المقاوم الأصلي أحمد اسماعيل، حذّره أحد ضبّاط الجيش اللبناني قائلا: "انتبه هاليومين، إنّهم يوصلون عنك أخبارا كثيرة وإخباريات متعدّدة، خذ حذرك"... فعلى أبواب الذكرى السنوية لانطلاقة "جمّول"، التي كان لها الفضل الأساس في تحرير الجنوب، يريد ناشطون من "حزب الله" "سجنه" لأنّه يختلف معهم في السياسة. ولا نعرف إذا كان ذلك يتمّ بإيعاز من قيادة "حزب الله" أو هي تصرّفات فردية يجب على قيادتهم أن تحاسبهم عليها.

بين 16 أيلول 1982، تاريخ انطلاقة جبهة المقاومة الوطني اللبنانية – جمّول، التي كان أحد أبطالها، وبين 10 أيلول، تاريخ اعتقاله في العام 1988، حاول عناصر من “حزب الله” إيقاع المناضل أحمد اسماعيل، في 13 أيلول 2014، في فخّ أمنيّ – إعلاميّ يودي به إلى السجن… لكنّهم فشلوا.
فهذا المقاوم المقاتل الذي أمضى 10 سنوات من عمره في المعتقل الإسرائيلي، متنقّلا بين سجون الإحتلال الإسرائيلي وسجون “لحد” في جنوب لبنان المحتلّ، والذي لم يخرج من السجن إلا في العام 1998، على أبواب تحرير الجنوب، الذي دفع من أجله 10 سنوات من حياته، بات اليوم طريدة “حزب الله” في بلدته زوطر الشرقية. فقط لأنّه في السياسة يختلف مع “حزب الله” ومع قراءته السياسية لما يجري في لبنان والمنطقة.
حتّى أسير دفع عمره كلّه بين قتال إسرائيل وقتل جنودها، وبين المعتقل والأسر والتعذيب في السجون الصهيونية، حتّى هذا لا يمكنه أن يقول رأيه بحريّة في جنوب لبنان. فهنا لا مكان للرأي الآخر إطلاقا.
قبل أسبوع فتح شاب دون العشرين عاما صفحة باسم أحمد اسماعيل. وهو فعلا اسمه أحمد اسماعيل، لكنّ والده منتسب إلى “حزب الله”، وعمره 18 عاما فقط. ونشر صورة “رابيد” يملكها نازح سوريّ في البلدة، أحرقها مجهولون، وكتب فوقها: “الجيش اللبناني وراء إحراقها”.
فورا عمد عضو آخر في “حزب الله”، اسمه يوسف حاج ضاوي، إلى تصوير الصورة والتعليق الذي فوقها، وراح يروّج أنّ الأسير المحرّر أحمد اسماعيل هو الذي كتبها واتّهم الجيش اللبناني.
ومنه شاركها عشرات الشبّان المنضوين في “حزب الله”، ومناصريهم. فما كان من استخبارات الجيش اللبناني إلا أن استدعت الأسير المحرّر أحمد اسماعيل للتحقيق معه في “الإخبارية” التي أوصلها “فاعلو الخير” إليهم.
سريعًا كانت استخبارات الجيش “أذكى” من “الفخّ”. ففهمت ما جرى. واستدعت كلّ من أحمد اسماعيل، الشاب الصغير، ويوسف، الذي يعمل والده مسؤولا إعلاميا بحزب الله في زوطر، وحقّقت معهما. وقابلتهما بالوقائع التي تثبت “التجنّي” على الأسير المحرّر. فاعترفا وتمّت لفلفة الموضوع على أنّه “مزحة”.
وقبل الإفراج عن الأسير المحرّر، المقاوم الأصلي أحمد اسماعيل، حذّره أحد الضبّاط قائلا: “انتبه هاليومين، إنّهم يوصلون عنك أخبارا كثيرة وإخباريات متعدّدة، فخذ حذرك وكن على يقظة منهم”.
هكذا، وعلى أبواب الذكرى السنوية لانطلاقة “جمّول”، التي كان لها الفضل الأساس في تحرير الجنوب وتحرير لبنان، والتي لم تقاتل شعوبا ولم تغزو دولا عربية ولم تقتل نساء وأطفال سورية، يريد ناشطون من “حزب الله” “سجن” احمد اسماعيل البطل لأنّه يختلف معهم في السياسة. ولا نعرف إذا كان ذلك يتمّ بإيعاز من قيادة “حزب الله” أو هي تصرّفات فردية يجب على قيادتهم أن تحاسبهم عليها.
نجا البطل أحمد اسماعيل هذه المرّة. فلنأمل ألا ينجح الكائدون كيدهم في المرّة الآتية.

السابق
داعش أقرب إلى الخوارج… والقاعدة تكفّره
التالي
سيدي هاني فحص أنظر إليك وتغشى قلبي صلاة.. عد إلينا