داعش أقرب إلى الخوارج… والقاعدة تكفّره

"إذا كانت تنظيم القاعدة هو الغلو، فتنظيم داعش هو التطرف في هذا الغلو"، هكذا بدأ أحد المتابعين للتنظيمات الإسلامية حديثة عن داعش، و أضاف: "تنظيم داعش كان موجوداً عند تأسيس القاعدة التي ضمت إتجاهات متباينة ولكن أسامة بن لادن كان قادراً على ضبط الوضع والمحافظة على وحدة تنظيمه. لكن هذا التنظيم صار أقوى وأصلب من خلال تجربة العراق".

وحول علاقة داعش بالظواهري أوضح المتابع: “لم يستطع الظواهري ضبط كل التيارات في القاعدة. ومنذ فترة، أقدم داعش على تكفير الظواهري نفسه والمشكلة يبدو أنها بدأت منذ زمن، منذ كشفت إحدى زوجات بن لادن عن مراسلات جرت بين زوجها وأبو مصعب الزرقاوي، إذ طلب فيها بن لادن من الزرقاوي الكف عن قتل وهدر دماء المدنيين المسلمين أيضاً. و في أحد الرسائل ورد مقطع يوضح أن تكفير الآخر يؤدي إلى إستشهاد القتل”.
من ناحية أخرى، يبدو أن داعش يمارس سياسة التفريق ما بين الكافر والمرتد، فإنه يكفر أصحاب الأديان الأخرى ويبعدهم عن مناطقه ويصادر أملاكهم وأموالهم، في حين ينظر إلى المسلم وخصوصاً السني غير الملتحق بهم على أنه مرتد ويجب هدر دمه. ولكن على ماذا يعتمد داعش في محاربة المسلمين؟ أجاب المتابع:
يعتمد داعش على الإجتهاد، نظراً إلى أن الاجتهاد حق طبيعي لرجال الدين؟ وقيادات داعش تجرأت على الفتوى وخصوصاً في قضايا الدم المهدور ـ التكفير وقضايا المجتمع .
وحول إذا ما كان لداعش مثيل في التاريخ الإسلامي؟ أشار المتابع إلى تاريخ الخوارج في الإسلام وقال: “لقد خرجوا عن مسلمات الأمة، وشككوا بعدل النبي محمد ولم يستطع أحد من الخلفاء الراشدين أو الصحابة أن يشكل سقفاً إيديولوجياً أو سياسياً لهم. و تتصرف داعش حالياً كما تصرف الخوارج الذين كانوا يعتقدون أنهم الوحيدون المؤمنون والباقين مرتدون فلم يحترموا أحداً من كبار المسلمين”.
و قد نشرت بعض المواقع الإلكترونية رسالة لأحد منظري الظواهري أبو محمد القدسي يطلب فيها من داعش أن يشفق على الملتحقين بهم وأن يمدوا أيديهم إلى العشائر و القوى الأخرى لأن البديل سيكون نهايتهم في مواجهة الحلف الدولي الذي يجري تأمينه في مواجهتهم .
أما حول العقوبات التي يلجأ إليها داعش، أوضح المتابع أن العقوبات هي الخطوة الأخيرة في المجتمع الإسلامي وقد أتت متأخرة. و ختم حديثه: “عندما نتحدث عن مراجعات داخل القاعدة لا يعني ذلك أن تنظيم القاعدة قد إلتف 180 درجة وأنّه يروّج للإسلام الصحيح، ربما يتباين مع داعش حول الدم المهدور والتكفير، لكنه يقع في أخطاء أخرى”.

السابق
انتحاريّون لبنانيّون بالمئات!
التالي
عناصر من حزب الله تفبرك ملفا للأسير المحرّر أحمد اسماعيل