جنبلاط يرعب اللبنانيين مجددا: اﻷمن الذاتي؟

السيد حسن نصرالله
يحذّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من العودة الى الأمن الذاتي في لبنان، كأننا أساساً نعيش تحت كنف الدولة وكأن الأمن في البلاد فعلاً ممسوك. ولكن لماذا تظهر هذه التخوفات الآن وما هي آخر المعطيات الأمنية؟ ولماذا يرفض جنبلاط الأمن الذاتي على الرغم من إثارته للمصطلح؟

يعيش رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط  قلقا من نوع جديد. ويظهر هذا القلق اكثر ما يظهر في المنعطفات الكبيرة كالوضع الذي تعيشه المنطقة اولا في الأزمة السورية، وثانيا في ظهور داعش بالموصل وسوريا. ولأن الخطر يتهدد الاقليات، فإن الدروز هم الفئة التي يجب عليها دوما ان تبحث عن الحماية الاقليمية اولا والذاتية ثانيا، في لبنان. من هنا اطلت كلمة “الامن الذاتي” برأسها نافرة بسبب اعادة احيائها، كما هي عادة وليد بك في احياء المصطلحات.

لكن من طرح الامن الذاتي فعلياً هو الوزير السابق وئام وهاب الذي دعا الى “رفع مستوى الجهوزية العملانية والذهاب نحو خيار التسلح في القرى والبلدات، تحسبا لأسوأ الاحتمالات، خصوصا ان الجيش لا يستطيع لوحده تحمل أعباء هذا التحدي”. وهو اكد في تصريح له امس اﻷول انه على “المجموعات الشعبية المسلحة ان تقف الى جانب الجيش وخلفه، من دون ان تتخذ وضعية الميليشيا”.

فهل كان ينطق بلسان جنبلاط ذي الحسّ المتقدم بالخطر الذي تلقى بيانه واعلن رفضه عودة “الامن الذاتي”، داعيا الى “رفع مستوى اليقظة والتنبه لدى البلديات، والتدقيق في هويات المقيمين، وتعزيز المراقبة والاجراءات اللوجستية الوقائية”.

ماذا يقصد جنبلاط بذلك؟ ولماذا عبّر قائلا انه يرفضها؟ وعلى من يتكل في حماية جماعته؟ وهل الخطر آت من النازحين السوريين المعارضين للنظام الذين حماهم جنبلاط في الجبل منذ بداية انطلاقة الثورة السورية؟

علي الموسوي

كل هذه الاسئلة توجهت ’جنوبية’ بها الى الباحث في الملف الامني الزميل علي الموسوي الذي قال إن “مصطلح الأمن الذاتي هو مصطلح معارض لمفهوم الدولة، ونعيشه يوميا، فلكل طائفة امنها الذاتي الذي يذكرها بأيام الحرب الاهلية، وسببه كما نعرف غياب الدولة وتفككها، اضافة الى الاحداث الامنية الجارية في المنطقة وانعكاسها على لبنان والتفجيرات التي حدثت وتحدث”.

ويتابع المحلل الامني علي الموسوي، فيقول: “كل يعيش في حالة امن ذاتي وكانتونات، ووليد جنبلاط منذ مدة يعبّر عن امتعاضه من الهجمة الداعشية، وﻷنه لا وجود لما يسمى الدولة فهو يقول لجماعته: (ظبطوا حالكم ودافعوا عن انفسكم). كل ذلك خوفا من ان نصل الى تصرفات واعمال جرت في لبنان كما في العراق وسوريا.. من هنا فإنه بطريقة غير المباشرة يهدد بالامن الذاتي: self-protection”.

وردا على سؤال حول اذا ما كان التسليح ممكن اليوم لدى الاحزاب اللبنانية، قال الموسوي: “لا تخلو اي منطقة في لبنان من السلاح الفردي. اما السلاح الكبير والمتوسط فمن الصعب الرجوع اليه. والأمن الذاتي المتداول هو الحماية الذاتية لتبقى المناطق سالمة بسبب غياب الدولة”.

ويؤكد الموسوي ان جنيلاط “لن يشتري السلاح الثقيل كالمدفعيات لان الخطر داخلي وليس خارجيا. وهو يتعظ مما جرى في عرسال لجهة خروج المسلحين من بين اللاجئين كونهم يشكلون قنبلة موقوتة، ولان اهل الجبل احتضنوا النازحين الذين هم من المعارضين للنظام ومن البديهي ان يكونوا مسلحين”.

ويختم ردا على سؤال ان المحيط هو مسيحي وشيعي، فأين الخطر على الجبل الدرزي، قائلا: “ان مساحة الجبل كبيرة ولا يمكنه ان يحيط بكافة المخاطر المحيطة”.

السابق
حكومة العبادي القويّة: إنقاذ المنطقة كلها وليس العراق فقط
التالي
المعركة في عرسال لم تضع أوزارها بعد!