بين السيارات المفخخة والبراميل المتفجرة: حلب وحالة الحرب السورية

سيارة مفخخه في حام

تنزلق سورية نحو حرب لا نهاية لها بين نظام استبدادي طائفي ومجموعة جهادية أكثر استبدادية وطائفية منه حققت مكاسب دراماتيكية في كل من سورية والعراق. دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب أو حصول المعارضة المعتدلة على المزيد من الدعم من الدول الحليفة لها، فإن من المرجح أن تتعرض لهزيمة تبدد كل الفرص في التوصل إلى حل سياسي في المستقبل المنظور.

تصعب المبالغة في أهمية معركة حلب وريفها؛ حيث إن المكاسب المستمرة التي يحققها النظام وتنظيم الدولة الإسلامية تهدد قدرة المعارضة المعتدلة بمجملها على البقاء. كما إن هزيمتها ستكون بمثابة هبة لتنظيم الدولة وستجعل من المستحيل التوصل إلى حل تفاوضي للصراع. يركّز أحدث تقارير مجموعة الأزمات الدولية، “السيارات المفخخة والبراميل المتفجرة: حلب وحالة الحرب السورية”، على أهمية حلب، ويحلل استراتيجيات النظام و تنظيم الدولة ويدرس عمليات صنع القرار والتطور السياسي لقوات المعارضة المسلّحة.

تتمثل النتائج والتوصيات الرئيسية للتقرير فيما يلي:

ثمة وسيلتان للحؤول دون سقوط حلب. تتمثل الأولى في الشروع فوراً في التفاوض والتوصل إلى وقف لإطلاق النار هناك بين النظام ومجموعات المعارضة المسلحة المعادية لتنظيم الدولة، بما في ذلك انسحاب النظام من الأراضي التي استولى عليها مؤخراً. وهذا احتمال غير مرجّح لأنه يتطلب تحولاً جوهرياً في استراتيجية دمشق وأهدافها. أما الوسيلة الثانية فتتمثل في تحسين وزيادة الدعم الذي تقدمه الدول الإقليمية والغربية لمجموعات المعارضة المسلحة غير الجهادية. وهذه الوسيلة تنطوي على مخاطر.

رغم المخاطر، فإن زيادة الدعم لقوى المعارضة المسلّحة سيوفر منافع محتملة مثل إحداث تغيّر في ميزان القوى داخل المعارضة المسلحة لصالح المجموعات غير الأيديولوجية وتشجيع درجة أكبر من البراغماتية في أوساط الفصائل الأخرى. ينبغي على الدول الداعمة استعمال العصا والجزرة معاً للدفع نحو حوار سياسي براغماتي مع النظام واحترام المجتمع المدني المحلي، وفي الوقت نفسه معاقبة السلوك الإجرامي، والتكتيكات التي لا تميّز بين مدنيين وعسكريين، والخطاب الطائفي.

إن الدعوات إلى شراكة غربية مع نظام الأسد ضد الجهاديين تفتقر إلى الحكمة، ما لم تقم دمشق وحلفاؤها بإجراء مراجعة جوهرية لمواقفهم. طالما استمرت استراتيجية النظام في تعزيز قوة الجهاديين الذين يزعم إنه يقاتلهم، فإن المصالحة ستكون لمصلحة تنظيم الدولة.

في غياب استراتيجية متماسكة لتعزيز قوة بدائل سنية ذات مصداقية لتنظيم الدولة، فإن المقترحات بتوسيع الضربات الجوية الأميركية إلى سورية إشكالية أيضاً؛ حيث إن أثر ذلك على تعزيز قدرة تنظيم الدولة على تجنيد المزيد من المقاتلين قد يفوق الخسائر التكتيكية التي ستعاني منها التنظيم.

يقول نوح بونسي، كبير محللي الشؤون السورية في مجموعة الأزمات، “ما هو على المحك في حلب ليس انتصار النظام بل هزيمة المعارضة. إذا حدث ذلك، فإن الحرب ستستمر، وستؤدي إلى مواجهة بين قوات النظام وحلفاءه غير القادرة على إعادة الاستيلاء على شمال و شرق سورية من طرف وتنظيم الدولة الذي سيكون قد ازداد جرأة وقوة بفضل انضمام بقايا المجموعات المسلحة إليه من طرف آخر”.

ويقول جان – ماري غيهينو، رئيس مجموعة الأزمات، “إذا كان النظام وإيران وروسيا اللتان تدعمانه، يريدون فعلاً تقليص قوة الجهاديين في سورية، فإن عليهم أن يغيّروا استراتيجيتهم من السعي لإلحاق الهزيمة العسكرية بالمعارضة المعتدلة إلى التعامل مع الجهاديين بوصفهم التهديد الرئيسي؛ وإلا فإنهم يتركون القرار لداعمي المعارضة لتحديد ما إذا كانوا سيقاتلون تنظيم الدولة وكيف سيفعلون ذلك”.

السابق
الأنوار : اوباما يؤكد للبطاركة دعمه للجيش اللبناني… وواشنطن ترسل صواريخ
التالي
افتح الباب وسترانا جميعاً بانتظارك