«نداء باريس» لمكافحة التطرف الديني واستهداف أقليات الشرق

“نداء باريس” هو أول موقف من نوعه يتخذه ممثلون عن المجلس الأعلى الفرنسي للديانة الإسلامية برئاسة عميد مسجد باريس الكبير “دليل بوبكر” وتنسيقية جمعيات” مسيحيو الشرق في خطر” ممثلة في رئيسها “باتريك كرم”.

“نداء باريس” رسالة قوية للتنديد باستهداف الأقليات في الشرق الأوسط واعتبار الأعمال الوحشية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب لا علاقة لها بالإسلام وبتعاليمه التي تحث على التسامح كما أكد لمونت كارلو الدولية عميد مسجد باريس “دليل بوبكر” : “الإرهاب ليس الإسلام ولا علاقة له بالرسالة التي جاء بها القرآن الذي يقول من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”.

عميد مسجد باريس يقول أيضا “نداء باريس وهذا الموقف الشاجب القوي لمن يمارس الإرهاب باسم الإسلام ضرورة ماسة من طرف كل الهيئات الإسلامية التي خرجت عن صمتها في السعودية وفي مصر من خلال الأزهر الشريف وفي جامعة الزيتونة بتونس وفي الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول لوضع الإرهاب في سياقه الإجرامي وعدم الخلط بين الدين الإسلام وهذا الدين الغريب الذي يعتمده الإرهابيون” وقد أنحى عميد مسجد باريس باللائمة على دور الإعلام لا سيما الفرنسي منه في تهويل تغطية الجرائم التي يقوم بها المتطرفون وتقديمها على أنها توافق الديانة الإسلامية.

السيد “باتريك كرم” الذي يترأس تنسيقية جمعيات “مسيحيو الشرق في خطر” أكد من جهته على أهمية النداء المشترك الذي توجه به الفرنسيون مسلمون ومسيحيون للتضامن مع الأقليات في الشرق الأوسط ووصف هذا الموقف بأنه موقف إنساني في وجه جرائم ضد الإنسانية وأعلن عن مجموعة من التدابير المشتركة ومنها ولأول مرة قرار إقامة صلاة الجمعة يوم 12 أيلول/ سبتمبر في كل مساجد فرنسا على أن تتضمن الخطب رسالة قوية للتضامن مع الأقليات المضطهدة في الشرق الأوسط. كما أعلن السيد كرم عن تنظيم مؤتمر دولي هو الأول من نوعه سيكون في ديسمبر / كانون الأول المقبل حول التطرف وثقافة الإسلام وسيضم باحثين من كل البلدان لوضع النص الديني في سياقه الصحيح وقطع الطريق على كل القراءات المتطرفة التي تشوه تعاليم الإسلام.

كما تطرق المؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن “نداء باريس” إلى الجهاديين الذين يغادرون فرنسا للجهاد في صفوف الجماعات المتطرفة في العراق وسوريا وتشير الإحصائيات إلى أن ما لا يقل عن 800 فرنسي التحقوا بالجماعات التكفيرية 20 بالمائة منهم فرنسيون اعتنقوا الإسلام.

وأشار المتحدثون في الندوة الصحفية بأن التطرف الديني لهؤلاء هو تجسيد لأمراض يعيشونها على مستوى الوضع الاجتماعي وهو عبارة عن وسيلة للهروب من واقع صعب. ولذلك فالأجدر كما يقول عميد مسجد باريس التطرق إلى مشكل الإرهاب من جميع النواحي والعمل على معالجة ظروف الإقصاء والتهميش التي تجعل البعض يختار طريق الإرهاب كوسيلة للتعبير عن السخط من المجتمع ككل.

وقد حضر توقيع “نداء باريس” الذي تعهد بتبني كل السبل لمكافحة التطرف الديني والعرقي، وفد من ممثلي جمعيات مسيحيي الشرق من عدة بلدان منها العراق وسوريا ولبنان ومصر والأردن. ويحظى هذا التحرك الأول من نوعه بدعم من مجموعة كبيرة من نواب البرلمان الفرنسي ومنهم وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس.

السابق
آسيا الأولى بنسبة الانتحار.. وعربياً السودان
التالي
السعودية توافق على استضافة معسكرات لتدريب مقاتلين بالمعارضة السورية