11 أيلول 2014: العالم ما زال خائفا من’الشبح’ نفسه

11 أيلول
بعد 13 عاماً على أحداث 11 أيلول، لا زال العالم يتذكّر تفاصيل ما جرى ويعيد إحياء الذكرى، فكيف كيف استفادت واشنطن من هجمات 11 أيلول؟

ما هي هجمات 11 ايلول؟
انها مجموعة من الهجمات الإرهابية شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء 11 ايلول 2001. حيث تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدنية تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها. الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بـ’منهاتن’ ومقر وزارة الدفاع الأمريكية ’البنتاغون’.

عدد ضحايا 11 ايلول 2001
اشارت تقديرات رسمية وغير رسمية الى ان عدد الضحايا يقارب 3000 شخص، الا ان قوائم الشرطة اشارت الى مقتل 2823 شخصا فيما تقديرات الاطباء الشرعيين قالت 2819 ضحية. اما موسوعة ويكيبيديا فقد اشارت الى انه ’سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية، 24 مفقودا، إضافة آلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة’.

شعر ابناء العالم الثالث والذي يشمل الدول العربية والاسلامية بفرحة عارمة عند سماع اخبار هجمات 11 ايلول نظرا لموقع اميركا الداعم لاسرائيل ولبعض الانظمة العربية الظالمة التي تحكم شعبها بالنار. لكن هذه الشماتة لم تطل اذا اعلنت واشنطن عن قرارها باجتياح افغانستان كونها وجهت اصابع الاتهام الى بن لان والقاعدة معه.
وبقيت مسألة الاتهام الى اليوم، اي بعد مرور اكثر من عقد على الهجمات، دون اي تأكيد. ورغم بث فيلم يتحدث فيه بن لادن عن مسؤوليته عن الهجمات. ولم يشعر العالم بصدق هذه التهمة نظرا للقدرات المادية والعسكرية التي تحتاجها هذه الاعمال الارهابية. علم ان بن لادن والقاعدة يختبأون في مغاور افغانستان او باكستان ولا يملكون القدرات الهائلة التي استخدمت في هذه الهجمات.

ففي 11 أيلول 2001، دخل العالم في مرحلة جديدة تختلف جذرياً عن كل المراحل التي سبقتها بعقود، بل ربما بقرون. فتداعيات الحدث لم تنحصر في مكان وزمان معينين بل طاولت العالم بأكمله. فمن فرح بما أسموه (الغزوة) كانوا من الجهلة وربما غير المدركين الى انهم اداة بيد الولايات المتحدة لتحكم سيطرتها من جديد على العالم الثالث.
وردا على احداث 11 ايلول والتي تطّلب ان تكون بحجم ردود الفعل الاميركية، حيث ان اي رفض لها سيكون تواطئا مع هجمات واحداث 11 ايلول. من هنا تطّلب الامر ضربة موجعة تسكت كل معارض وكل معترض الى اي جهة انتمى. فتحت عنوان محاربة الارهاب اجتاحت اميركا افغانستان نهاية عام2001.
ولكن هذا المخ الاميركي الذي رسم خطوط الخريطة السياسية للعالم لم يكن يدرك ان الارهاب قد ينفذ من بين الثنايا فهو تلميذ في “المدرسة الاميركية”. فبعد 11 ايلول، بات العالم برأس كبير ضخم وعين واحدة مرعبة، وبات التاريخ: يقسم الى (ما قبل 11 ايلول) و(ما بعد 11 ايلول). ودخلنا فلسفة النظام العالمي الجديد، لكن ايّ جدة يا ترى؟ دخلنا عصر التطرف والتشدد والكراهية والقتل على شبهة اللون والعرق.

فبسبب 11 ايلول لم يعد بامكان اي دولة ان تعارض طلبات واشنطن الامنية والمخابراتية. فقد أعلن جورج بوش عن انقسام العالم الى فسطاطين (من معنا ومن مع الإرهاب)، وهكذا كانت التطورات الدولية جاهزة لتظهير مشهد كان مستحيلاً لو عدنا بالتاريخ الى ما قبل 11 أيلول 2001:

– الحصار الشامل للعراق والسودان وليبيا وإيران.

– الاعلان عن فكرة (الفوضى الخلاقة) من خلال وزير الخارجية الاميركية كوندليزا رايس في 2005 التي لم تكن أول من ابتكر هذا المصطلح. بل سبقها اليه كثيرون.

– غزو أفغانستان 2001

– احتلال العراق 2003

– اغتيال الحريري2005

-حرب تموز2006

-عدوان غزة 2008- 2012-2014

– الربيع العربي في كل من مصر وسوريا وتونس وليبيا2011 -2012-2013-2014 …

السابق
مسؤول أمني رفيع في السلطة الفلسطينية قاد مخمورًا وأصيب بحادث
التالي
دريان يُنصّب رسمياً الثلاثاء في مسجد الامين