حيدر حمدان و «Through time»

يعتبر فن الإخراج التلفزيوني والإذاعي، مهارةٌ ليست بالسهلة، وإتقانها والتمكّن منها يحتاج عملاً دؤوباً لسنوات، فضلاً عن ضرورة الإلمام بالأسس والمواضيع العلمية والتطبيقية له، كأهم وسائل الإخراج ووظيفة المخرج ودوره في التفريق بين منهجي الفيلم الروائي والتسجيلي، ونشأة الفيلم القصير وظهور الأفلام الإخبارية والمقالات الشخصية، ومواضيع وأساليب جديدة ومختلفة، يتم تقديمها بأسلوبٍ مختلف ومبتكر ومميّز في ظل ثورة الفضائيات.

مما لا شك فيه أن هذه الأعمال الفنية غالباً ما تكشف عن دوافع الإنسان في التعبير عن ذاته. وبها عبّر عن ذاته، حيدر حمدان وهو طالب في جامعة (LIU) / قسم الإعلام الإذاعي والتلفزيوني، والذي يعمل حالياً في مجال الإعلام والتصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني في المناسبات المختلفة حيث عمل على إخراج فيلم قصيرعن انتصارات المقاومة المتجددة من العام 1982 وحتى العام 2014، واستوحى فكرته من شعار النصر الذي أطلق لذكرى انتصار حرب تموز في 14 آب، والذي هو كلمة للسيد حسن نصرالله، مكتوبة بخط يده وموزعة بشكل بوسترات على الطرقات.

يبيّن حمدان في فيلمه مدى تطوّر المقاومة بسلاحها وخططها وعتادها العسكري وإعلامها، مؤكداً أن النصر كان حليفنا طيلة هذه المدة، أطلق عليه تسمية  Through time باللغة الإنجليزية ليثير اهتمام البعض من غير العرب، ويعرّف عنه تحت عنوان “أعدكم بالنصر مجدّداً” لم تعترضه صعوبات خلال عمله إذ قام بنفسه بعمليتي التصوير والمونتاج، بكاميرته الخاصة ما ساعده على إنجازه دون أي تكلفة مادية، فضلاً عن مساعدة صديقه هادي شاتيلا في الغرافيكس والإشراف العام. تم عرضه على الفايسبوك واليوتيوب إذ لاقى نجاحاً هاماً ما دفع بالمؤسسة اللبنانية للفنون رسالات إلى تبنّيه وعرضه على مسرحها، وصفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يعرض قريباً على شاشات التلفزيون.

تفاؤل… وشكر
كما سبق له أن عمل على إخراج فيلم سابق بعنوان: “كلنا عباسُكِ يا زينب”، وهو رد على ما تردّد على ألسنة البعض أن المقاومة (حزب الله) استنفذت كل مقاتليها في حرب سوريا على أيدي مقاتلي الجيش الحر، ولم تعد لديها القدرة على الاستمرارية، ما سيلحق بها الهزيمة، وتبرز بعض المشاهد في الفيلم مصوّرة بعض الشهداء، ثم تشييعهم وسط وداع الجماهير، وبكاء الأمهات، ومشاهد متداخلة تبيّن أولاد الشهداء يرتدون البذلات الحربية للالتحاق بنهج والديهم، ما يدّل على استمرارية المقاومة تأكيداً لقول أمين عام حزب الله السابق، السيد الراحل عباس الموسوي: “اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر”، وقد عُرِضَ أيضاً على مسرح رسالات.
يهوى حيدر التقاط الصور المعبّرة ويشارك بها في المسابقات عبر الفيسبوك، وقد نالت إحداها جائزة (أجمل صورة مناخية للبنان) في إحدى المجلات الفرنسية، وقد تم التقاط هذه الصورة مساء في منطقة عين المريسة أثناء اجتياح عاصفة اليكسا لطقس لبنان. يعمل على تطوير نفسه عبر اليوتيوب، وعبر من هم أخبر منه في هذا المجال، كما يشارك ببعض الأفلام القصيرة في الجامعة، إيماناً بأن التجربة تزيد من خبراته في العمل.
ولا ينكر حيدر أن الحظ ابتسم له، إلا أنه يقر بأنّ التحدي الكبير أمامه يكمن في شاشات التلفزة، إذ أن إنجازات ما يحققه دونها قد تصبح مجرد ذكرى”. ويقول “حصدت النجاح اليوم، فمن يدري ما الذي يخبئه الغد لي؟”.مع ذلك يثق يقدراته، وهو واثق من أنه يستطيع تقديم ما هو أفضل مما يعرض على كثير من الشاشات. ويعتبر أن “التحدي ليس بكبير إذ أن كثيراً مما نراه مستواه متواضع جداً، وليس فيه ما يستحوذ الاهتمام”. وقال “انا واثق من أنني سأنجز أعمالاً مميّزة، ستكون حديث الناس”.
مستمداً تفاؤله من نشاطه أولاَ، ثم من قصة المخرج (الفاريز) الذي تحوّل خلال ثلاثة أسابيع من مخرج هاوٍ أخرج فيلمه القصير ومدته خمس دقائق بكلفة بسيطة لا تزيد عن 300$، ومع ذلك جذب أنظار العالم بأسره عبر شبكة الإنترنت، إلى نجم هوليودي في قصة أغرب من حكايات الخيال، حيث اختير لاخراج فيلم هوليوودي بكلفة 30 مليون دولار وهو نسخة جديدة ومطورة لفيلمه القصير الذي تهافتت عليه شاشات الانترنت.
ويختم شاكراً كل من شجعه على تنفيذ العمل من أهل وأصدقاء ومن ساهم معه في إنجازه، كما شكر (رسالات)، لتقديمها فرصة عرضه على مسرحها، متمنياً للمقاومة دوام الانتصار، وللوطن الحرية والاستقلال.

السابق
الأمن العام دعا اللاجئين لتسوية أوضاعهم
التالي
فضيحة TSC من يتحمل مسؤوليتها؟