حزب الله: مسلسل قطع الرؤوس يتم بغطاء سياسي

عادت مبادرة “14 آذار” إلى المشهد السياسي، وفيما تولّت الأمانة العامة لهذه القوى ونواب من طرفها الدفاع عنها، لا زال الطرف الآخر عند اعتباره بأن ما طرحته “14 آذار” ليس مبادرة فعلية، مشيراً إلى أن الموقف الذي أطلقه الرئيس فؤاد السنيورة جاء تعبيراً عن الموقف الذي كان سبق أن أعلنه رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع.

وفي الوقت الذي أجمعت فيه المواقف على ضرورة التصدي للإرهاب بالوحدة معربة عن استنكارها لسياسة الخطف المتبادل، ودعم الجيش والوقوف خلف الحكومة في معالجتها لملف العسكريين المخطوفين، كانت دعوات من “كتلة التحرير والتنمية” إلى الحوار وبناء التفاهمات في سبيل إنقاذ البلاد من أتون الفتنة، وكان اللافت هو الانفتاح إلى أقصى درجة في مسألة انتخاب رئيس الجمهورية.
في غضون ذلك، لفت رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إلى “أننا نواجه في لبنان عدوين وجوديين: الخطر التكفيري الداعشي والخطر الإسرائيلي، وهما يشكلان فرعين لمشروع يريد أن يسيطر على كل منطقتنا وهو يستخدم “داعش” من جهة ويستثمر قدرات الإسرائيلي من جهة اخرى، وفي النهاية هو الذي يتسلط على الجميع”، متسائلاً “هل يتوهم أحد أن اسرائيل تستطيع ان تشن حرباً على لبنان من دون إذن من الادارة الاميركية؟”.
وأشار رعد، خلال احتفال تأبيني أقامه “حزب الله” في بلدة أنصارية في منطقة الزهراني للشهيد حسن حيدر، إلى “أن مسلسل قطع الرؤوس وإرسال الجثث من قبل ما تسمّى “داعش” ما كان ليتم لولا بعض غطاء لا زال متوفراً لهؤلاء على الساحة اللبنانية والساحة الإقليمية”.
وإذ شدد على عدم الرغبة بالاعتداء على أحد، أوضح “لكن لا نقبل من أحد في لبنان أن يتسامح مع المعتدين على شعبنا ولن نتسامح مع المعتدين على أبنائنا وجنودنا وضباطنا”.
وأكد عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب علي خريس أن الرئيس نبيه بري قال غداة إطلاق “14 آذار” لمبادرتها “إنها ليست مبادرة فعلية بمعنى المبادرة، لأن الموقف الذي أطلقه الرئيس فؤاد السنيورة باسم 14 آذار، سبق أن أعلنه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قبله. ونحن لم نر جديداً فيها. فالمطلوب من 14 آذار التقدم بأكثر من خطوة إلى الأمام”، متسائلاً “لماذا لا يحاورون النائب ميشال عون ويجلسون معه ويتناقشون ويطرحون عليه أكثر من خيار؟ التقارب بينهما ضروري، ونحن نرحب وندعم أي تقارب في المطلق، خاصة في الموضوع الرئاسي”.
وحول مطالب “14 آذار” بمرشح غير عون قال خريس: “نحن منفتحون إلى أقصى درجة، وما يهمنا في هذه المرحلة إنقاذ البلاد من أتون الفتنة وهذا يبدأ بانتخاب رئيس، وذلك يتمّ من خلال التفاهمات التي يُفترض أن تحصل على أرض الواقع”.
وإذ شدّد على أن “حركة أمل وحزب الله ينتظرون نتائج خلية الأزمة التي شكلت لمعالجة ملف المخطوفين”، أكد أن “المقايضة في هذا الموضوع مرفوضة، لكن لا مانع من أي تدخل دولي للضغط على الخاطفين”.
وكشف عضو “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ناجي غاريوس أن “الدفاع عن لبنان من الخطرين الإسرائيلي والتكفيري استحوذ على أولوية اللقاء بين (أمين عام حزب الله) السيد نصر الله والعماد عون، بالإضافة إلى عرض المستجدات على الساحة الإقليمية وفكر هذه الدول والمجموعات، خصوصاً أن الدول الكبرى تدعم تنظيم الدولة الإسلامية عبر شرائها البترول منها، والدول التي تجتمع في السعودية لمحاربة داعش هي التي صنعته ودعمته”.
واعتبر “أن الحوادث الأخيرة تصبّ في مصلحة بعض الدول العربية”، مشيراً إلى “أن البحث في الملف الرئاسي تمّ بشكل عابر”.
في المقابل اعتبر نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرة أن لقاء نصرالله ـ عون “لم يفض إلى جديد”.
ورأى عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب أنطوان سعد، خلال استقباله مطران طرابلس والكورة للروم الأرثوذكس افرام كرياكوس في دارته في راشيا في حضور النائب أمين وهبي، أن “لبنان لا يمكن أن يستمر من دون انتخاب رئيس للجمهورية”، معتبراً أن “واجب كل القوى السياسية أن تحمي هذا الموقع وتقديم التنازلات والخفض من منسوب اشتراطاتها”.
من جهته، دعا وهبي “إلى ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والنأي بالنفس عن الأحداث التي تحصل في سوريا وعدم جر الفتنة إلى لبنان”.
أما كرياكوس فدعا إلى “إعلاء المصلحة الوطنية، وتعزيز ثقة المواطن بالدولة ونبذ التفرقة والالتفاف حول الجيش”، مشدداً على “أهمية أن يتنامى نهج الاعتدال لمواجهة نهج التطرف”.
وشددت هيئة الرئاسة في “حركة أمل” بعد اجتماع طارئ لها على أن “التصدي للإرهاب والعدوان والتهجير هو مسؤولية وطنية مشتركة”. وطالبت “بتوفير الغطاء السياسي للجيش”، ودانت عمليات قطع الطرق والخطف “الذي يقوم به تجار الشر والفتنة والفدية”، معتبرة أنها أعمال إرهابية، داعية إلى إنزال أشد العقوبات بمرتكبيها.
بدوره، دعا عضو هيئة الرئاسة في “حركة أمل” رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، خلال تدشين بئر ارتوازي في القليلة الجنوبية، إلى “سحب الجنسية اللبنانية من كل الذين يعبثون بأمن واستقرار هذا البلد، مهما كانت انتماءاتهم السياسية والطائفية والحزبية والمذهبية”.
واعتبرت الهيئة التنفيذية لـ”المجلس العام الماروني”، بعد اجتماعها برئاسة الوزير السابق وديع الخازن، أن “تعثر الاتفاق على شخصية وطنية تتمتع برصيد جامع في الانتخابات الرئاسية، أثار إشكالات وحساسيات وغياب دور الناظم الأول لآلية العمل بين المؤسسات الدستورية وفاعلية هذا الموقع في المراجع الدولية والعربية”.
وأعلنت الأمانة العامة لقوى “14 آذار” أنها “لا تزال تنتظر جواب حزب الله على مبادرتها الرامية إلى إيجاد توافق على اسم رئيس جديد للجمهورية”، لافتة إلى أن “الإبهام في هذه اللحظات المصيرية لا يجدي، لا بل يؤكد أن رفض اليد الممدودة يدخل لبنان في المجهول”.
وأوضح النائب السابق صلاح حنين أن “الحكومة تبقى بكامل صلاحياتها عند انتهاء ولاية المجلس النيابي، ولا تعتبر مستقيلة إلا عند بدء ولاية جديدة للمجلس، ويكون لها حق وواجب إصدار المراسيم التشريعية، فهي إما أن تغيّر المهل وفق القانون الحالي وتعيد إجراء الانتخابات، وإما أن تصدر مرسوماً تشريعياً لوضع قانون جديد تجرى الانتخابات على أساسه وفق المهل الجديدة”.
ولفت الأمين العام لـ “تيار المستقبل” أحمد الحريري، في عشاء في عكار، إلى أن “ما يحصل في المنطقة، تحالف دولي كبير لمواجهة الإرهاب”، مؤكداً “أن الوسيلة الوحيدة لحماية لبنان هي الحفاظ على الاعتدال، وعلى نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
ودعا رئيس حزب “الوفاق الوطني” بلال تقي الدين “8 و14 آذار”، إلى “تحمّل مسؤولياتهم في ضبط الشارع، كي لا تتفاقم المشاكل الخطيرة في البلد”.

 

السابق
هل يعيد ضرب داعش إحياء سايكس ـ بيكو؟
التالي
طهران ودمشق هل تبتزّان التحالف الدولي أم تلعبان اللعبة؟