اتصالات بالفاتيكان وإيران لإقناع عون بـ’الترفـّع’

تشير مصادر ديبلوماسية فرنسية الى انه خلال محادثات ولي العهد النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الامير سلمان بن عبدالعزيز مع السلطات الفرنسية، تم البحث في ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية وحصل توافق في ما بينهما على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وعلى دعم ترشيح مرشح إجماع توافقي.

والمقاربة الفرنسية – السعودية تنطلق في سياق فشل المرشحين المعلنين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في الحصول على الأكثرية النيابية للفوز بسدة الرئاسة.
وأعرب الطرفان السعودي والفرنسي عن امتعاضهما من استمرار تعطيل هذه الانتخابات ومخاوفهما من ارتدادات الفراغ الدستوري على الوضع الداخلي.
وفي هذا السياق، تقوم باريس باتصالات مع ايران والفاتيكان لدعم فكرة مرشح توافقي للرئاسة يحصل على الإجماع في مجلس النواب.
ويعود الى الفاتيكان إبلاغ من يجب إبلاغه انه فقد نهائيا حظوظه وينبغي الترفع عن حساباته الشخصية والسياسية لمصلحة البلد، والتعويل على انتخاب مرشح إجماع. اما بالنسبة إلى إيران فلم يتضح حتى الآن اذا كان هناك من مقاربة إيرانية جديدة للانتخابات الرئاسية بعد “بوادر” الانفتاح الايراني – السعودي، وهل ايران جاهزة للضغط على حليفها على الساحة اللبنانية (“حزب الله”) لإجراء هذه الانتخابات الرئاسية؟ وهل يقوم الحزب بإبلاغ عون انه فقد حظوظه ويجب بدء البحث عن مرشح توافقي بعدما اصبح ذلك ضروريا؟
وتشير المصادر إلى أن الكلام الذي صدر أخيراً عن أطراف مسيحيين مطالبين بتعديل الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية، خالية من أي حس بالمسؤولية، لأنه لا يمكن في الظرف الذي يمر به لبنان وشغور مركز رئاسة الجمهورية، طرح تعديلات على الدستور تغيب عنها رئاسة الجمهورية. وان القيام بأي تعديلات في الدستور اللبناني في حاجة أولاً الى دعم إرساء قواعد العيش المشترك.
وتعتبر هذه المصادر انه في سياق البحث عن مرشح التوافق، يجب إقناع عون بأنه بعد اكثر من مئة يوم على الفراغ لا يبدو ان في إمكانه جمع الأكثرية التي تسمح له بانتخابه رئيساً للجمهورية. ويعود ذلك الى احد طرفين: اولا الفاتيكان الذي يرفض حتى الآن القيام بأي مبادرة حتى لا يُساء فهمها من طرف ما، وقد يؤدي ذلك الى مزيد من الانقسام المسيحي. ثانيا، طلب ذلك من ايران بواسطة حليفها “حزب الله”.
وتضيف انه في ظل التصعيد الداخلي الذي يجري حاليا والشحن الطائفي، فإن الجسم اللبناني المريض يحتاج الى رئيس يدير البلاد، وان التأخير في الانتخابات الرئاسية قد يؤدي في ظل أزمة إقليمية تطول، إلى عدم الاكتراث الدولي بمركز الرئاسة والتكيّف مع حكومة جامعة مما سيفقد المسيحيين في ظل أوضاع حرجة محلياً وإقليميا موقعاً مهماً وصوتاً يدافع عن مسيحيي لبنان والشرق.
وتتابع هذه المصادر أن الاطراف المسيحيين الذين كانوا ينادون دائماً بفصل المسار اللبناني عن المسار الإقليمي، ربطوا الملف اللبناني بالأزمة الإقليمية، وان حل مشاكله السياسية والاقتصادية ستكون مرتبطة بالحل الإقليمي، باعتبار أن الدول الضاغطة لن تتحرك اذا كان اللبنانيون غير مستعدين لحل مشاكلهم بأنفسهم، فضلاً عن أن لبنان ليس ضمن الأولويات الدولية والإقليمية، وان انزلاق اللبنانيين الى الفتنة في ظل ظروف دقيقة يمر بها لبنان وأوضاع خطيرة من جراء الموجة التكفيرية والإرهابية، يحقق مآرب القوى الإرهابية ويضع لبنان المحاط ببراكين مشتعلة في فوهة بركان.

السابق
مخيمات تجريبية على الحدود لإيواء اللاجئين السوريين
التالي
بنت جبيل تستعد لاستقبال فواز بزي