كيري يبدأ في بغداد جولة لبناء تحالف ضد الجهاديين

بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء في بغداد جولة ترمي الى بناء تحالف واسع ضد تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي في اطار خطة عمل سيكشف عنها الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء.

وكشف كيري بعد لقاء مسؤولين أنه “ستتم اعادة تكوين الجيش العراقي وتدريبه (…) باستراتيجية مختلفة وبمساعدة دول اخرى وليس الولايات المتحدة وحدها”.

وأضاف “نعلم جميعا، واعتقد اننا توصلنا الى ذلك بكل ثقة، ان تحالفنا الدولي سينجح في القضاء على التهديد في العراق والمنطقة والعالم”.

وتسارعت الجهود الدولية لصد التهديد المتزايد للتنظيم الاسلامي المتشدد الذي يكثف اعمال العنف في مناطق سيطرته في العراق وسوريا والذي قام بقطع رأس صحافيين اميركيين اثنين. وفي هذا السياق يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند العراق الجمعة قبل تنظيم مؤتمر في باريس الاثنين حول الامن في هذا البلد.

ميدانيا تواصل الولايات المتحدة حملة الغارات الجوية التي تشنها على مواقع الدولة الاسلامية في شمال العراق والتي تشكل مساعدة اساسية للقوات الكردية التي تمكنت من استعادة السيطرة على بعض المناطق بعد خسارتها امام تقدم الجهاديين في الهجوم الكاسح الذي اطلقوه في 9 حزيران.

ووصل كيري الى بغداد صباح الاربعاء بعد شهرين ونصف على زيارته الاولى الى هذا البلد من اجل حث العراقيين على تشكيل حكومة تشمل جميع الطوائف قادرة على مواجهة هجوم الدولة الاسلامية.

ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اللقاء الى دعم دولي لمحاربة المتطرفين.

وقال العبادي الذي اعلن تشكيلة حكومته الاثنين، خلال اللقاء ان المتطرفين “يشكلون تحديا للمنطقة باكملها وللمجتمع الدولي يصلون العراق عبر الحدود مع سوريا وعلى المجتمع الدولي مسؤولية حماية العراق (…) والمنطقة باكملها”.

واضاف مستخدما نفس التسمية التي اطلقها الرئيس الاميركي باراك اوباما “اننا مصممون على محاربة هذا السرطان في العراق” في اشارة الى الجرائم البشعة بينها قطع رؤوس الصحافيين الاميركيين واستهداف الاقليات.

وهنأ كيري العبادي خلال اللقاء بتشكيل الحكومة الجديدة.

واشاد بالتزامات العبادي “المهمة” من حيث اعادة بناء الجيش والقتال ضد الدولة الاسلامية والاصلاحات الواسعة المطلوبة في العراق والتي وصفها بالضرورية من اجل جمع كافة “جميع شرائح المجتمع على طاولة المفاوضات”.

وقال دبلوماسي اميركي مرافق للوفد ان كيري سيناقش كذلك “الدور الحاسم” الذي يجب ان يلعبه العراق في تشكيل “تحالف عالمي للبدء باضعاف الدولة الاسلامية وهزمها”.

وسيتوجه كيري الخميس الى جدة غربي السعودية للقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التي طلبت الحصول على مزيد من التفاصيل بخصوص مشاركتها في التحالف.

كما سيحضر ممثلون عن العراق والاردن ومصر وتركيا هذا الاجتماع الذي اعلن عنه بعد اعلان دول الجامعة العربية تصميمها على “التصدي لجميع التنظيمات الارهابية” بما فيها تنظيم “الدولة الاسلامية”.

واعتبر كيري انه ينبغي تشكيل “اكبر تحالف ممكن من الشركاء (…) لمواجهة واضعاف وفي النهاية هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية”. واضاف ان “جميع الدول تقريبا لديها دور تلعبه للقضاء على الشر الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية”.

وسرعت الولايات المتحدة تحركاتها في اعقاب قمة الحلف الاطلسي الجمعة حيث وضع عدد من الدول اسس هذا التحالف ضد التنظيم المتشدد السني المؤلف من الاف المسلحين، الذين يتم تجنيد بعضهم في الغرب.

وبعد تردد اوباما الذي اثار انتقادات كثيرة، يكشف الرئيس الاميركي مساء الاربعاء (في الساعة 01,00 ت غ الخميس) استراتيجية بلاده من اجل “اضعاف وفي النهاية القضاء” على تنظيم الدولة الاسلامية.

وسيلتزم اوباما بوعده عدم ارسال قوات اميركية مقاتلة الى الميدان، كما انه لن يعلن جدولا زمنيا محددا لكن “المسألة لا تتعلق بعملية على المدى القصير”، على ما اعلن البيت الابيض، فيما اشار الى ان المواجهة “قد تستغرق عاما او عامين او ثلاثة”.

وفيما كان اوباما يامل طي صفحة التدخل العسكري الاميركي في الشرق الاوسط، اكد مساء الثلاثاء انه قادر على اتخاذ القرارات اللازمة لتوسيع العمل العسكري ضد التنظيم المتشدد من دون الحاجة الى ضوء اخضر مسبق من الكونغرس.

وتتعلق نقطة التساؤل الرئيسية حول احتمال شن غارات في سوريا، حيث استغل الجهاديون السنة الحرب الاهلية للسيطرة على مناطق واسعة، معلنين في اواخر حزيران الخلافة الاسلامية في المناطق التي سيطروا عليها في سوريا والعراق.

لكن صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست الاميركيتين اشارتا الى ان اوباما يستعد لاجازة شن غارات جوية في سوريا، في اطار استراتيجيته.

السابق
حريق عند اتوستراد صيدا
التالي
سليمان: ما وصلنا إليه خطر