المعدّات العسكرية الفرنسية للجيش لن تتأخّر

في انتظار خطاب الرئيس باراك اوباما وخطته لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” المعروف بـ”داعش” وما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع في المنطقة، تعيش الساحة اللبنانية هاجس الفتنة وايقاعات التوترات المتنقلة وخصوصا على الساحة البقاعية. واذ تراجع منسوب التوتر، استمر احتجاج اهالي سعدنايل على خطف ايمن صوان عبر خيم قطعت طريق شتورة – زحلة – بعلبك في الاتجاهين، ولم تفتح قبل الليل اثر اطلاق صوان في بريتال التي نفذ فيها الجيش عمليات دهم واسعة لم تسفر عن العثور عليه. وقد اطلق بالقرب من بلدة حام في جرود بريتال في الموقع الذي عثر فيه الجيش على سيارة معدة للتفجير قبل مدة.

أما في عرسال، فأبلغت مصادر متابعة “النهار” ان الجيش فصل البلدة عن جرودها، من غير ان يقفل كل المعابر التي يسلكها المسلحون الذين يعبرون مسالك جبلية وعرة، ومنها الطريق التي سلكها الشيخ مصطفى الحجيري مع أهل العسكري جورج خوري الى جرود عرسال حيث التقوه.
من جهة أخرى، عقدت اجتماعات مع اهالي المخطوفين العسكريين والقيادات الامنية لايجاد خطة مواجهة اثمرت اعلان تكليف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم متابعة ملف العسكريين المخطوفين. وعلم انه سيتوجه في الساعات المقبلة الى الدوحة، بعدما أكد رئيس الوزراء تمام سلام أن المساعي الهادفة الى الافراج عن العسكريين المخطوفين جارية من طريق وساطة قطرية، مؤكدا أن الحكومة تعطي الأولوية القصوى لهذه المأساة ولن توفر أي جهد من اجل الوصول بها الى خاتمة سعيدة.
وعلمت “النهار” ان إلاعلان عن دور للواء عباس ابرهيم في موضوع العسكريين والامنيين المخطوفين لا يعني أن مهمته أنطلقت أمس، إنما هي المرة الاولى التي يخرج الموضوع الى العلن بعدما قام الاخير بتحرك في اتجاه قطر مرات عدة في هذا المجال.
وكان الرئيس سلام واعضاء خلية الأزمة الوزارية استمعوا الى اهالي المخطوفين الذين اجمعوا على المطالبة بإبعاد هذا الملف عن التجاذبات السياسية، ودعوا الحكومة إلى القيام بواجباتها في اعادة ابنائهم بأي ثمن. وهم ينصبون منذ اليوم خيمتهم في ساحة الشهداء من دون قطع الطرق او اية اعمال تصعيد كما تعهدوا لسلام.
سياسيا، رأى الرئيس سعد الحريري ان الحملة على عرسال وعكار وطرابلس تعني فتح الباب أمام الفتنة في لبنان الامر الذي سيعوق عودة العسكريين الى ذويهم. وفيما اكدت تصريحات لـ”حزب الله” رفض المقايضة “التي تعني الاذلال وخسارة الكرامة داعيا الى مواجهة الوحوش الفالتة لا التعامل معها”، لفت تصريح للوزير محمد المشنوق قال فيه: “إن الظروف التي يمر بها الوطن دقيقة، والواقع في المنطقة المحيطة بعرسال وحال المحتجزين من الجنود اللبنانيين وهم أسرى في ميدان المعركة هو موضوع دقيق جداً ولا يحتاج حتماً إلى أي مقايضة أو مساومة. قد تكون هناك مفاوضات تجري لاطلاق هؤلاء الاسرى ولكن لا يجوز أن تكون المقايضة أو المساومة في أي شيء، ونريد أن نرى هذا الملف يُختم بنهاية سعيدة وبطريقة لائقة ومشرّفة لا يتراجع فيها لبنان عن أي شبر من أرضه ولا يرضى إلا بتحرير كل جنوده”.

باريس
في باريس، صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال بان “اعدام العنصرين من الجيش اللبناني على يد منظمة “داعش” يشكل جريمة شنيعة… هذا العمل يوضح مرة اخرى الطبيعة البربرية لهذه المنظمة ويدعم التزامنا تعبئة المجتمع الدولي ضد الارهاب”. وأكد مجددا “دعم فرنسا للبنان، ولمؤسساته وقواه العسكرية، الضامنة وحدة البلد”.
وسئل عما آلت اليه الهبة السعودية للجيش فأجاب: “ان تسليم المعدات العسكرية يحتاج الى وقت واننا في طور وضع اللمسات الاخيرة على العقد”. واضاف: “ان هذه الشركة الثلاثية المبتكرة احتاجت الى مزيد من الوقت لتحضير العقد بين الافرقاء السعوديين واللبنانيين والفرنسيين. ولا تجميد كما يشاع لهذا العقد او بعضه بل اتمام معاملات. وستسلم المعدات العسكرية والعتاد وفقا لمطالب الجيش اللبناني… لكن الانتهاء من وضع العقد المبتكر تطلب اشهرا”. ورجحت مصادر سعودية في العاصمة الفرنسية ان توقيع العقد هو في يد العاهل السعودي الملك عبدالله وأن التأخير هو قرار سياسي في انتظار ما ستؤول اليه الانتخابات الرئاسية في لبنان مما يعني ان القرار لم يعد تقنيا.

واشنطن
وفي واشنطن انطلقت اعمال مؤتمر “من اجل الدفاع عن المسيحيين” الذي بدا ان له رعاية فاتيكانية ممثلة بحضور رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري والسفير البابوي السابق في العراق فرناندو فيلوني، واجماعا دينيا مسيحيا يتمثل ببطاركة واساقفة الشرق الاوسط يتقدمهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي قال انه يعول على نتائج فعالة للمؤتمر في تثبيت المسيحيين في ارضهم، وهذا ما يفسر مشاركته في المؤتمر.
ويشارك في المؤتمر اكثر من الف شخص، منهم نحو 30 من اعضاء الكونغرس الاميركي، الى ممثلين لتيار “المستقبل” ولحزب “القوات اللبنانية” الذي شكل وفدا برئاسة النائب جوزف المعلوف، وحزب الكتائب الذي اوفد الوزير آلان حكيم، و”التيار الوطني الحر” الذي يشارك من خلال وفد اغترابي في الولايات المتحدة، يتقدمه المسؤول في التيار طوني حداد.

السابق
المؤتمر التربوي الـ23 للمبرات
التالي
المحبة تستوجب العنف أحياناً