المؤتمر التربوي الـ23 للمبرات

عقدت جمعية “المبرات الخيرية” مؤتمرها التربوي ال 23 بعنوان: “الرسول الأكرم القدوة في التربية والتعليم”، في حضور فاعليات تربوية واجتماعية واكاديمية ودينية، وحشد من تربويي المبرات من مختلف “مؤسسات المبرات” المنتشرة في لبنان.

مدير المبرات
بداية، النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة لمدير عام المبرات الدكتور محمد باقر فضل الله، قال فيها: “أن يكون رسول الله قدوتنا في مسيرة المبرات فهو تسلق قمة الإرتقاء والسمو والإرتفاع في درجات الكمال البشري، فالمبرات بعض من رسالته فحري أن تقتدي سيرته وتنتهج نهجه وتسلك مسلكه في جميع مساراتها وتنوع اهتماماتها، وهذا ما أكده باعث قيامة المبرات ومؤسسها وملهمها سماحة السيد فضل الله قولا وفعلا وهو القائل: رسول الله قدوتي في كل حياتي”.

وتحدث فضل الله عن موضوع الإفادات للطلاب قائلا: “كنا نأمل أن يؤدي الحوار بين الوزارة وهيئة التنسيق إلى نتيجة إيجابية تنتهي بالتصحيح وإعلان النتائج التي انتظرها الآلاف من أبنائنا وانتظرتموها أيها الأحبة لكي تفرحوا بجهودكم وسعيكم ومعاناتكم وتفانيكم، ولكم منا كل التقدير والامتنان على النتائج التي كانت متوقعة من أوائل ونسب نجاح متكاملة كما في كل عام في مواسم الحصاد”.

وسأل: “من المسؤول عن الصدمة التي تلقاها المتفوقون من أبنائنا والذين كانوا ينتظرون موعد زفاف أحلامهم لانكسارها على صخرة اللامبالاة واللامسؤولية؟”.

وإذ تطرق إلى مشروع التطوير الإداري في المبرات وأولويات توجهاتها لهذا العام، تحدث عن “دولة الانسان التي نادى بها مؤسس المبرات”، فقال: “أكدت ظروف ومستجدات وتأزمات عالمنا اليوم الدينية والطائفية والمذهبية وخصوصا لدى الشباب، رؤية وبعد نظر المؤسس السيد فضل الله لمرتكزات هوية المؤسسة التربوية التي تنتمي في حراكها التربوي وقيمها المؤسسية إلى دولة الإنسان والذي يستند فاعلوه من مربين ومعلمين وتلامذة وأبناء إلى فهم عميق وواع لإسلامهم، تتحرك فيه معرفتهم وقيمهم واتجاهاتهم ومشاعرهم فضلا عن سلوكهم في الإتجاه الذي يبني الذات السوية والعقل القرآني الحركي الذي يرفض الغلو والخرافة ويمارس النقد البناء ويعيش ثقافة الوحدة والحوار وقبول الإختلاف والتنوع”.

وختم: “إننا نمر بمرحلة ضبابية حرجة في المنطقة، أفرزت وتفرز تحديات وأزمات إقتصادية وبيئية وأمنية، تستوجب حالة استنفار قصوى من الإدارات والعاملين لمتابعة المجريات ودراسة تأثيرها، وأخذ الإجراءات الوقائية قدر الإمكان”. بعد ذلك قدمت فرقة المبرات الفنية “أوبريت” بعنوان “قم يا محمد”، تبعها فيلم وثائقي عن المبرات وميادين عملها المتنوعة.

عازار
ثم ألقى أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار كلمة قال فيها: “هناك قيم مشتركة بين الأديان تتجسد أولا بالإيمان بالله الأحد، ومن هنا لا بد الى الإشارة الى ضرورة تنشئة الأجيال الطالعة على الإيمان بالله كي يرتقي الإنسان الى السيرة الحسنة ويبتعد عن التدين السطحي ويزداد قناعة بأن البشر جميعهم هم عيال الله وأحباؤه”.

وتحدث عن قيمة الرحمة بالقول: “الرحمة تجمع المسلمين والمسيحيين ليؤكدوا معا ان أعمال الرحمة هي أعمال محبة وتعليم وتعزية، ووقوف الى جانب الجياع والعطاش والمهمشين والفقراء، وبكلمة فإن الرحمة هي التي تسهم بتنمية الإنسان تنمية كاملة وحرة. كما تتجسد ثالثا بالأخوة، ولقد أرادنا الله اخوة واخوات فجعلنا اولاد إبراهيم ابو المؤمنين ودعانا لنحب بعضنا بعضا”.

وأشار عازار الى “قيمة السلام والعدالة المشتركة بين الأديان”، فقال: “عالمنا اليوم مشتاق إلى هاتين القيمتين. وغالبا ما يجرنا، ويا للسخافة، قادة هذا العالم الكلاميين، ومستغلو الدين المتقوقعون بأنانياتهم، إلى انتهاكهما بحجة تأمين مصالحهم وأهدافهم المشبوهة، غافلين عن الإهتمام بالإنسان، اي إنسان، وبالخير العام وبالإلتزام الثقافي بين الناس والتكامل فيما بينهم، وبخاصة لأنهم يضربون عرض الحائط كرامة الشخص البشري”. ودعا إلى “الصلاة على نية من يقفون حياتهم لمناهضة القيم التي تنادي بها كتبنا، فيمنعون عنا الخير الذي نتوق اليه، ويشوهون الجمال ويشهدون لغير الحق”.

فرشوخ
ثم كانت كلمة لعميد الدراسات الإسلامية في جامعة المقاصد الدكتور أمين فرشوخ قال فيها: “لا يمكن للمرء أن تمر سانحة يتذاكر فيها العلم والتربية والسلوك الحميد، الا وكان الرسول عنوانها الأبرز وخطها الأنور؛ ذلك أنه استطاع خلال حياته المباركة أن يغرس معان تربوية سامية في نفوس المسلمين، ويترك بصمات واضحة في مجتمعه، حتى أصبح أصحابه الكرام يقتدون به. ولا يمكن لأحد من أهل العلم أن ينكر تلك الأسس الراسخة التي تركها النبي في الأخلاق، عموما، ولأجل ذلك ليس مستغربا ان يعرف بأنه الرائد والقدوة في هذا المجال”.

فياض
ثم تحدث استاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور حبيب فياض عن “النبي محمد قدوة عابرة للأزمنة”، فاعتبر أن “الدين عبارة عن قدوة وأن التدين ليس سوى اقتداء”. وأشار الى ان “نبوة النبي محمد ليست محصورة في زمان لأن التعاليم التي جاء بها لا تختص بعصر او بفئة معينة من الناس كما هو حال التعاليم الدينية على مستوى الاعتقاد، والعبادات والقيم الأخلاقية على مستوى الممارسة”.

وختم: “ان القدوة لا تعني أن نعود الى زمن النبي محمد بل أن نستحضر النبي الى عصرنا وزماننا”.

حمود
بعد ذلك، ألقى مدير معهد إقرأ للعلوم الإسلامية الدكتور وليد حمود كلمة قال فيها: “يطرح عنوان مؤتمرنا لهذا العام العديد من الأسئلة والإشكاليات بل والتحديات التربوية المرتبطة بتشكيل صورة ومفهوم مرجعي علمي وواضح للنبي القدوة، يمتلك القابلية للتوظيف والإستثمار الفعلي في حراك ومسار وأداء الموارد التربوية في مؤسساتنا”.

السابق
4 جرحى في حوادث سير على طريقي المدينة الرياضية وغاليري سمعان
التالي
المعدّات العسكرية الفرنسية للجيش لن تتأخّر