ماذا يقول اللّبنانيون عن «مفاوضات الدم»؟

عباس مدلج
بينما يصف رئيس الحكومة تمام سلام المفاوضات الّتي ترمي إلى تحرير الجنود اللبنانيين المأسورين من قبل "داعش" و"جبهة النصرة" بمفاوضات الدم، ماذا يقول اللبنانيون عن مفاوضات كهذه؟ الإجابة في استطلاع الرأي الّذي أجرته "جنوبية".

بعدما وصف رئيس الحكومة تمام سلام المفاوضات الّتي ترمي إلى تحرير الجنود اللبنانيين المأسورين من قبل “داعش” و”جبهة النصرة” بمفاوضات الدم، يبدو أن الاتجاه العام يسير نحو قطع المفاوضات بكل الطرق مع المجموعات المتطرفة التي تأسر عدداً من العسكريين اللبنانيين إثر حوادث عرسال الأخيرة.

ويتوافق هذا الاتجاه مع آراء معظم المواطنين الذين التقت بهم “جنوبية” على الرغم من تباين آراء آخرين حول موضوع الإفراج عن الأسرى. وكان سلام قد وصف خاطفي العسكريين بأنهم “همجيون، لا دين لهم، ولا يفهمون الا لغة الذبح لاعتقادهم أنها ستوصلهم الى تحقيق مآربهم”، وقال “إنهم يفاوضوننا بالدم”.

وإذ نبه إلى ان “المعركة طويلة، ويجب أن لا تكون لدينا أية أوهام في أنها ستنتهي سريعا”، دعا إلى “الثقة بالحكومة وبإدارتها لهذا الملف، بعيدا عن المزايدات”، وإلى “الالتفاف الكامل حول الجيش والقوى الأمنية التي تحظى بتغطية سياسية كاملة في عملها الرامي الى التصدي للإرهاب وحفظ أمن لبنان واستقراره”. كما أكد “ان لبنان لن ينكسر، وهؤلاء الارهابيون سيهزمون بالتأكيد”.

في حديث إلى “جنوبية”، يقول الناشط الاجتماعي وليد حشيشو: “لا أؤيد أي نوع من المفاوضات والمقايضة مع الإرهابيين، وعلى السلطات الرسمية والأجهزة المعنية استخدام كل الطرق المناسبة لتحرير الأسرى العسكريين”.

ويوافقه الرأي النقابي فادي غزلة، الذي يؤكد موقفه برفض المفاوضات مع الإرهابيين ويدعو إلى “وضع خطة محددة تفسح المجال امام السلطات لتحرير الأسرى وإعادة عرسال إلى الوطن”. ويضيف: “أي مقايضة، إذا تمت ستطيح بهيبة السلطة ومعنويات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى”.
وتشير الجامعية ناتاشا سعد إلى نزاع يدور داخلها، حول موقفها الموضوعي أو العاطفي، وتقول: “موضوعياً أنا ضد المقايضة، لأنها يمكن أن تكون بداية يستخدمها الإرهاب وتتحول إلى سياسة ثابتة مستقبلاً وتضعف المؤسسة العسكرية، هكذا يتجه عقلي ويفكر بطريقة منطقية. على المقلب الآخر أفكر بالأسرى أنفسهم وحال أهاليهم وكيف يمكن أن نسلك كل الطرق التي تؤدي إلى تحريرهم”. وتضيف: “لا أستطيع تحديد موقف واحد، لا أعلم ما هو الحل؟”.

وتصف الناشطة الاجتماعية سلمى السعودي المفاوضات مع الإرهاب “بعملية ذات وجهان، لأن بفشلها سيُقتل الأسرى بدون قضية، وإذا نجحت قد يتم تحريرهم، لذلك من الصعب أن نقول نعم للمقايضة أو أو نقول لا، كلاهما لهما وجه إيجابي ووجه سلبي لكن الموقف المبدئي يشير إلى رفض المفاوضات مع الإرهاب حتى لا تتحول المقايضة إلى سلسلة لا تنتهي”.

وعلى الرغم من حرص الدكتور جبرا ديب على أهمية سلامة العسكريين وصحتهم وعلى علاقة أهلهم في القضية، لكنه يرى “أن من الضروري أن تحافظ الدولة على هيبتها والجيش على معنوياته”.

ويعتقد الدكتور زكريا حسون، أن العسكريين صاروا ضحية السياسيين في البلد، ويقول: “السياسيون يتصرفون بكيدية سياسية وقد حولوا العسكريين إلى رهينة، وإذا رفضت السلطة المقايضة تتحول المجموعة إلى الجيش محرقة للسياسيين، وإذا تمت المقايضة تكون قد وجهنا إهانة معنوية وقلّلنا من احترام الجيش والوطن”.

ويضيف: “مقايضة أو لا مقايضة، سؤال محرج ومحير، مهزلة أوقع السياسيون البلد في أتونها، وأضحى الجيش ضحية الانقسام السياسي والكيدية السياسية”.

السابق
طائرة استطلاع اسرائيلية خرقت اجواء البقاع
التالي
خفضي وزنك بالكافيين