عصام العبدالله: اتمنى لو انني فرعوني

حالما أنتهيت من قراءة ديوان الشاعر عصام العبدالله “مقام الصوت” وبعد الإيغال في جوانيات هذا الديوان واستشراف العلائق التي تضمنتها خطوطه، لم أغلقه، فقط تركته مفتوحاً في عيوني وذاكرتي..        مجبراً لا مخيراً.. تقول على حين غرة من انصاتك”: الله”..

يسرق نشوة شهقتك، حين يذوب صوته الشعرية في مسمعك..

عنيد كجذر زيتونة تشبثت بترابها، مفعم بالحياة،  لا يعرف درباً للمهادنة حتى مع ذاته، تراوده روحه ذات بوح أن يبتلع بحر بيروت امتعاضاً، لكن طفلاً يسكن صدره، يربته هامساً: أبو حازم تمهل، تركت باب قصيدتك مشرعاً للفضاء..عصام العبد الله، “الختيار” لقب تهامس به رواد “مقهى الروضة البيروتي”، شاعر المحكية..

عصام

مجلة “شؤون جنوبية” ألقت القبض عليه متلبساً في “مقام الصوت”، يفتح ” كتاب العرب” من خلال “كمين” نصبه في أرض “جبل عامل”، عند “بوابة الموت”، وحين المحاججة أقرّ بأنه أول من رسم “أربعة وجوه للإمام علي”.

ارتكبت معصية القصيدة عن عمد ودراية، لتشي بأزلية معطاك، اعدت تشكيل اللغة من جديد ليبدو محكيك لافتاً في مكنونه السردي وتنوعه الإيقاعي؟         

أنت تتهمني بذلك، حسناً، لم ارتكب أي معصية، أنا فقط انحرفت بما في الانحراف من ابتكار ومخالفة. هربت حتى تمزق قميصي من السلف الصالح لأجد طريقي المنحرف عن الطريق العام، في اللغة وفي المخيلة. أنا حصان أضره طول الجمام، وتلك الاستكانة والتسليم لمرور الزمان، فرحت اصهل بالبراري.

عصام العبدالله، ارغم المحكي على أن يكون شعراً وليس مجرد مزاجلات؟         

قبلي حاول شعراء كثيرون ونجحوا في ذلك، حوّلوا الزجل إلى شعر. تفحص ميشال طراد وسعيد عقل والرحابنة وطلال حيدر، ستصدق ما ذهبت أنا إليه.

قصائدك في المرأة كثيرات، حكاية إنسان، عن أي شيء يبحث عصام الشاعر؟

ابحث عن المرأة التي تضيّفني نفسها، مؤمنة بي ومتفرغة لحبي: “شو بحبها وقت اللــ بتشيل الحكي من عبها وتحكي، شو بحبها قبل الضحك بعد البكي، وقت اللي هي ملَّبكي، شو بحبها، هي اللي شالتني أنا من عبها، ووشوشتني: لازم تغني”.

 قول أخير مشرع للفضاء؟

اتمنى لو أنني من الفراعنة الذين حفروا قبورهم في السماء.

 

 

السابق
دهم مخيمات للنازحين
التالي
سكرية: الدولة تتعاطى مع ملف العسكريين المخطوفين من موقع الضعيف