هل دخل الفايسبوك مرحلة النوم السريري؟

بهت في الفترة الأخيرة استعمال الفايسبوك وخفّ وهج ومستوى التواصل من خلاله، لتنحدر "البوستات" إلى ما دون المستوى، فما الّذي أودى به إلى حالة النوم السريري هذه؟

بات الفايسبوك الأداة الحديدية التي أيقظت العالم العربي من سباته العميق، وحثّته على الانقلاب الديمقراطي والسلمي على حكّامه المستبدين والظالمين في حقّ شعبهم أولاً، وثانياً بحق الإنسان والإنسانية. وهذه الأداة جعلت العالم العربي كشبكة واحدة يطرح من خلالها قضاياها المحقّة، وينتفض ويحصل على مراده ومرماه.

ولا ننكر أن صفحة التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” كان لها الفضل الكبير في الانتفاضات العالم العربي ومساعدة الشعوب على المطالبة بحقوقهم كافة، وأنّها أصبحت بعد موجة الانتفاضات العالم العربي بمثابة مدخل يعبّر المواطن من خلاله عن مشاكله، ويتم التداول بمشكلته، وربما يصل إلى الحلّ السليم.

إلاّ أننا نلاحظ منذ فترة وجيزة أن وهج هذه الصفحة بدأ يتضاءل إن من خلال الستاتوسات أو البوستات، والموضوعات الذي بات يطرحها الناشط على هذه الشبكة. ورأيت مؤخراً بعض النماذج الساذجة التي بدأت تعرض كسؤال مثلاً: أعطني عشرة أسماء بحرف الثاء، أو حملة العشرة كتب، التي يتبارز الناشطون من يؤلف عشرة كُتُب ضاربة في السوق في خلال فترة وجيزة، ناهيك عن أهم حملة بتاريخ لبنان والعالم العربي “بدون سوتيان” لراحة بالك…. وحملة أحسن اسم بنت أو شاب وهكذا، حيث تدنّى مستوى النشاط والحملات على الفايسبوك، فبتنا نلاحظ الملل الذي يعم صفحة الفايسبوك. وأصبحت هذه الصفحة الناشطة، صفحة لعب ولهو تسلية، حتى وصل الأمر بالبعض إلى اللعب بلعبة “كاندي كراش” من شدة الملل.

ويمكن ان نربط هذا الاستفحال بالملل بأسباب عديدة أهمها: انقطاع الأمل أو فشل المواطنين في تحقيق أهدافهم من خلال هذه الحملات الفايسبوكية، أو أنه  لم يعد يوجد أمور مصيرية يتحدثون عنها او يشجعون بعضهم على الانتفاضات الالكترونية.

وأعتقد أن أهم شيء الذي جعل الشباب يملّون من المناداة والانتفاضات على الصفحة هي كهرباء لبنان، فمنذ القِدم وقبل العصور القديمة كان المواطن يصرخ في لبنان أين الكهرباء بلا مجيب؟؟ وحتى يومنا هذا وبعد خمسين عاماً سوف لن يخبره أحداً متى ستأتي الكهرباء لا سمح الله 24/24، أو سرد الأسباب الكامنة وراء انقطاع التيار الكهربائي في هذا البلد. لقد علّمتهم أن كل التصريحات والتعليقات هباء!

السابق
صيدا بلا مياه والمواطنون إلى الشارع
التالي
زوجة الجندي المخطوف زياد عمر: طلب أن نقف بوجه حزب الله