مراجعة نقدية للتجربة الإسلامية

تحتاج التجربة الإسلامية في لبنان والمنطقة الى مراجعة شاملة ونقدية لمعرفة اين اصابت الحركات الاسلامية واين اخطأت، ومن يتحمل مسؤولية بروز التنظيمات المتشددة التي تشكل «داعش احد اخطر تجلياتها في المرحلة الاخيرة.

في رأي قيادي اسلامي بارز عاصر معظم الحركات الاسلامية ان «التجربة العملية اثبتت ان خيار الدولة المدنية قد يكون هو الخيار الافضل للدول العربية، لان هذه الدولة تؤمن الحرية والامان للجميع بدلا من التجارب الاسلامية الفاشلة، باستثناء تجربة الجمهورية الاسلامية في ايران التي لها خصوصية معينة قد لا تتوفر في دولة اخرى.
يعتقد القيادي نفسه ان «العلاقة مع التيارات الديموقراطية والقومية والليبرالية قد تكون مُطَمْئِنَةً وواضحة اكثر من العلاقة مع العديد من اصحاب الفكر الاسلامي وقادة الحركات الاسلامية، لان الديموقراطيين اكثر وضوحا وصراحة وهم يحملون برامج واضحة وعملية، في حين ان الاسلاميين ليست لديهم برامج واضحة وهم يحملون خطابا مزدوجا، وفي كثير من الاحيان لا يلتزمون بما يعلنون من احترام للتعددية والتنوع، وعندما يصلون الى الحكم يتصرفون بعكس ما يرفعون من شعارات».
يعتبر القيادي الإسلامي أن «الحكم على العلاقة مع الحركات الاسلامية يجب ان ينطلق من نقاط اساسية عدة، منها الهموم والقضايا التي تحملها هذه الحركات، والاولويات والاسس التي تنطلق منها لتحديد الأداء وبرامج العمل والمواقف، والتحديات التي تطرحها هذه الحركات وكيفية مقاربتها لهذه التحديات، لان العديد من الحركات الاسلامية تخطئ في تحديد الاولويات، فتدخل في صراعات جانبية تحولها عن المشروع الاساسي والقضية المركزية، وهي قضية فلسطين، كما تنسى بعض الحركات المشروع الاساس الذي انطلقت من اجله، فتدخل في سياسات المحاور وتصبح جزءا من صراع اقليمي لا يخدمها بشيء».
ويستعرض القيادي الاسلامي الكثير من التجارب والعلاقات مع الحركات الاسلامية، خصوصا في السنوات الثلاث الاخيرة، فيعتبر ان «هذه الحركات لم تكن مخلصة لمن وقف الى جانبها في اوقات الشدة ولم تستفد من التجارب الماضية، وتخلت عن مشروع الوحدة الاسلامية واصبحت تحمل شعارات مذهبية وطائفية، وانجرت وراء موجات التطرف والتشدد بدل ان تكون هي الرائدة في حماية الوحدة الاسلامية ومواجهة التطرف والتشدد، وكل ذلك ادى الى ضرب مشروع الوحدة الاسلامية، فاصبح هم الاسلاميين اليوم الحفاظ على الحق بالحياة والعيش المشترك والكريم كي لا يتعرضوا للذبح والقتل على ايدي من يدّعون النطق باسم الاسلام».
«ثمة حاجة لاجراء مراجعة وتقييم ونقد لكل التجارب الاسلامية في الحكم والمعارضة والمقاومة في كل دول المنطقة والفصل بين كل تجربة واخرى»، يقول القيادي الإسلامي، «لانه لم يعد لدينا تجربة اسلامية واحدة او حركة اسلامية موحدة، ففي كل بلد لدينا حركة اسلامية تختلف عن الاخرى، حتى تلك الحركات التي تنطلق من جذور واحدة».
في اعتقاده، ان الإسلاميين «امام محطة تاريخية وفاصلة، وعلينا الاستفادة من الظروف لاجراء مراجعة شاملة قبل فوات الاوان».

السابق
فلسطينيو العراق في ظل سياسة الأونروا
التالي
اكتشاف مدافن كنعانية في بنت جبيل