صيدا بلا مياه والمواطنون إلى الشارع

اقتحمت مؤسسات المجتمع المدني في صيدا حلبة المطالب المعيشية التي تشهدها المدينة، وأهمها انقطاع المياه المتمادي عن أحياء المدينة القديمة ووسطها التجاري ومحيطها. وذلك في خطوة لاقت ارتياح الشارع الصيداوي الذي سئم من المطالبات والاعتصامات بحثاً عن المياه المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتيار الكهربائي ولم يجدهما. هيئات ومؤسسات المجتمع المدني أخذت المبادرة، حيث قام وفد مشترك من أمانة سر «تجمع الهيئات والمؤسسات الأهلية في صيدا»، وأمانة سر «اللقاء الوطني الديموقراطي» بعقد لقاء مع محافظ الجنوب منصور ضو في سرايا صيدا، حيث قدم الوفد مذكرة مشتركة أشارت إلى «استمرار أوضاع المياه المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتيار الكهربائي في التراجع مسببة أضراراً بالغة للمواطنين على جميع الصعد، وأنه انطلاقاً من المسؤولية في حمل هموم صيدا والدفاع عن قضاياها، لاسيما تجاه الشح الهائل في المياه والتقنين الجائر في التيار الذي يعرضها لأضرار اقتصادية واجتماعية ومادية».

وتضمنت المذكرة اعتراضاً على استمرار الوضع المأزوم على حاله، ونبهت من انعكاساته السلبية على مجالات الحياة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والسياحية في المدينة.
وشدّدت المذكرة على تمادي أصحاب نقل المياه الخاصة بواسطة الصهاريج ورفع أسعارها، إضافة إلى تمادي أصحاب المولدات الخاصة، في استغلال الوضع المتردي لزيادة الأسعار بطريقة غير مقبولة، مضيفين أعباء على المواطنين هي فوق طاقتهم، ما يمثل ابتعاداً عن الممارسة المسؤولة للعمل التجاري. وقد بات من غير الجائز السكوت عن استمرار ابتزاز المواطنين بالشكل الذي يجري حالياً.
وكان «اللقاء الوطني الديموقراطي» في صيدا، قد أصدر بياناً رأى فيه أن المواطن يشعر أنه بلا سقف، ويبادر الى احتجاجات لحل أزماته الحياتية المعيشة الاقتصادية المتنامية وأهمها المياه والكهرباء. وأشار إلى «تآمر واضح تشارك فيه معظم القوى السياسية السلطوية، على مصلحة المواطن وهمومه المعيشية اليومية». وشدد البيان «على أن أصحاب صهاريج المياه والمولدات الكهربائية تزداد ثرواتهم وتنمو على حساب المواطن، مستغلين الواقع االمتردي، وأخذوا يضاعفون الأسعار وليس هناك أي جهة، أو مسؤول في الدولة يشعر أن من واجبه إخضاعهم للمساءلة، خاصة أنهم يستخدمون تجهيزات الدولة، ولا يدفعون ضرائب ولا قيمة مضافة، ولا سواها من المتوجبات تجاه ما يحصّلونه من أموال». تلك الأوضاع دفعت الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد بعد لقائه وفداً من الاهالي المحتجين إلى تنظيم تحركات شعبية في صيدا، للضغط على المسؤولين من أجل وضع حد لاستفحال التدهور في أوضاع المياه والكهرباء، ومن أجل المباشرة بمعالجة جدية لأوضاع هذين القطاعين المهمين لحياة المواطنين. ودعا المحتجين إلى توجيه تحركاتهم نحو المؤسسات والشخصيات المعنية والمسؤولة، عوضاً عن اللجوء إلى قطع الشوارع وإحراق الدواليب، متسائلاً «أليس من واجبات المحافظ، والبلدية، والنواب التحرك لمنع قطع المياه والكهرباء عن المدينة؟ أليس من واجباتهم أيضاً الضغط على الوزراء والمسؤولين المعنيين لمنع تكرار القطع واستمراره؟».
من جهته، اعتبر رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري أنه من المعيب ألا تنعم صيدا بالمياه والكهرباء وذلك لان الطبقة السياسية تعيش في وادٍ آخر. ودعا إلى دعم كل تحرك صيداوي مطلبي ولو أدى الى استخدام الشارع وقطع الطرق وحصار المؤسسات الرسمية، لأنه تعبير عن السخط نتيجة الإهمال التى تعيشه المدينة مستغرباً عدم تحرك نواب المدينة في هذا الاتجاه فليستخدموا «وزنهم» في تقديم الخدمات للناس والمواطنين والضغط على المصالح الرسمية للقيام بأبسط واجباتها. وأكد أن كل من يتحرك في الشارع في هذا المجال المطلبي يتحرك باسم المدينة وأهلها ونيابة عنهم، ومن واجبنا دعم مطالبه واحتضانه والدفاع عنه.

السابق
ماذا قال المعاون المخطوف بيار جعجع لعائلته في اتصاله اليوم؟
التالي
هل دخل الفايسبوك مرحلة النوم السريري؟