«الجينز» موضة تتراجع

الجينز

يبدو الهوس الأميركي بالسروال الأشهر في العالم، «الجينز»، وكأنه يضيق.
فلطالما كان هذا السروال، الذي وحّد العالم وحرك معامله لتفصيل مليارات التصاميم من قماشه، ماركة مسجلة من الصعب ألا نجدها في خزانة ملابس الأميركيين، من أصغرهم إلى أكبرهم سناً، بسبب قدرته على أن يكون مريحاً لدرجة إمكانية ارتدائه كل يوم، ومطواعاً إلى درجة لم تعد فيها تصاميمه تقتصر على السروال وحده، بل تعدّتها إلى جميع أنواع الملابس العصرية المتعارف عليها، من القمصان إلى التنانير، فالـ«جاكيتات» و«الشورت».
ولكن مبيعات سروال «الجينز»، الذي يصفه خبراء الموضة بالأيقونة الزرقاء، انخفضت بشكل كبير العام الماضي وصل إلى حدود الـ6 في المئة، وهي نسبة عالية قياساً بما شهدته مبيعاته من عهد ذهبي في العقود الماضية. أما السبب، فيعود اليوم إلى التوجه العالمي نحو «الموضة الرياضية»، أو «سراويل اليوغا»، كما يفضل الخبراء أن يسموها.
قد يكون هذا التغيير ناجماً في جزء أساسي منه عن فقدان مصممي الجينز بعض موهبتهم في ابتكار موديلات جديدة للسروال الشهير، غير أن انخفاض المبيعات يبقى انعكاساً لتغير النظرة العامة حول ما هو الأفضل لارتدائه في أمكنة العمل، وفي المدرسة، أو في جميع المناسبات التي تسمح بارتداء «الزي العملي».
تقول الشابة أنيتا راماسوامي من ولاية أريزونا إن «سراويل اليوغا احتلت مكان الجينز في خزانتي، إنها مريحة جداً، وبالإمكان أن نختار منها ما يناسب أجسادنا لنبدو جميلات».
وتعترف شركة «ليفايس ستراوس»، التي ابتكرت أول سروال جينز في العالم منذ 141 عاماً، أن تجارتها تضررت كثيراً خلال السنوات الماضية مما تسمّيه صناعة الموضة «موجة الملابس الرياضية»، مشيرة إلى أن هذا «ما يدفعنا إلى ابتكار تصاميم جديدة من قماش الجينز أكثر طواعية».
قد تكون هذه هي المرة الأولى التي لا يكون فيها «السروال الأيقونة» في الطليعة عندما يتعلق الأمر بتغير التوجهات في عالم الموضة. ولكن ما هو تاريخ هذا السروال؟ وإلى أي مرحلة زمنية ينتمي؟
في العام 1873، ابتكر كل من ليفايس ستراوس وجاكوب دايفيس أول سروال «جينز»، وفي عشرينيات القرن الماضي، احتلّ «جينز» شركة «ليفايس» للرجال المرتبة الأولى في مبيعاتها، لتزدهر تجارته في السنوات التي تلت.
وكان العام 1934 مفصلياً في تاريخ هذه الصناعة، إذ استغلت الشركة الأميركية رواج أفلام الـ«ويسترن»، فابتكرت أول «جينز» للنساء، ليرتدينه في مزارع الأحصنة، ومن ثم رفعت الفتيات المراهقات من حجم المبيعات، لاسيما في زمن الـ«هيبيز» في ستينيات القرن الماضي.
ولعل أهم ما ساهمت به المراهقات في الولايات المتحدة لصناعة الجينز تتعلق بالاسم ذاته: فهذا السروال أخذ في بادئ الأمر تسميات مختلفة، إلى أن بدأت الفتيات بإطلاق إسم «جينز» عليه، المستوحى من كلمة «تينز»، أي المراهقات باللغة الإنكليزية، في وقت كان فيه هذا السروال رمزاً للـ«فتيان المشاغبين»، وهي صورة عكسها ممثلون أميركيون متمردون في ذلك الوقت، كمارلون براندو وجايمس دين، ما دفع العديد من المدارس لمنع طلابها الصغار من ارتدائه.
في العام 1960، بدأت الشركة تستخدم كلمة «جينز» خلال عملية التغليف لشحن بضائعها من هذا السروال، وكذلك في الإعلانات المتعلقة به، وفي السنوات اللاحقة أصبح هذا اللباس رمزاً للكثيرين للتعبير عن أنفسهم.
اليوم، يقول المراقبون في عالم الموضة إن «التراجع اليوم في مبيعات هذا السروال قد تكون الأطول»، مضيفين أن «الجميع اليوم يريدون أن يبدوا وكأنهم يركضون، حتى وإن كانوا في الحقيقة لا يفعلون ذلك».

السابق
مسلحون ملثمون اقتحموا منزل مكاري في انفه وسرقوا بارودتين
التالي
قذفت عناصر دورية بالحذاء