’عملية’ فاشلة لاستعادة ’الكهرباء’ والبلد مُهدّد بالعتمة

قد يكون مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان قرأ اشاراتِ اجتماع السراي بطريقة خاطئة، وتوجّه الى المبنى المركزي بناءً على نصائح سمعها في اجتماع عقد برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، ظناً منه انّ الإيعاز الذي أطلقه سلام سيكون كافياً لضمان فتح أبواب المؤسسة أمام الموظفين، لكنّ النتيجة جاءت مخيّبة. وبناء عليه، قررت المؤسسة الدخول في اضراب مفتوح يهدد بادخال البلاد في العتمة المطلقة.

وسط حرق الاطارات داخل حرم المؤسسة، إستقبل المياومون مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان وموظفيها أمس بعد غياب قسري عن المبنى المركزي قارب الشهر.

محاولة الدخول الى المبنى الرئيس للمؤسسة أمس باءت بالفشل حيث لا تزال جميع الأبواب مقفلة بالسلاسل المعدنيّة. حيال هذا الواقع، وضع رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك ما يحصل في المؤسسة برسم رئيسَي مجلس النواب والوزراء ووزيرَي الداخلية والعدل، منبّهاً من خطورة الوضع وانتقاله الى سائر المؤسسات والإدارات العامة في حال استمرّ التعاطي معه برخاوة.

وعصراً تداعى مجلس الادارة الى اجتماع برئاسة حايك ومشاركة نقابة العمال والمديرين ورؤساء الدوائر ورؤساء المصالح. وعلمت «الجمهورية» ان النقابة أصدرت بعد الاجتماع قراراً بالاضراب المفتوح على ان تعرض قرارها هذا على هيئة المندوبين الذي يجتمع اليوم، لاصدار توصية بالاضراب المفتوح فوراً. أما عن العمال فمن المتوقع ان يداوموا في المؤسسة اليوم انما في مبنى الذوق.

وفي هذا الاطار، عزت مصادر في المؤسسة لـ»الجمهورية» توجّهَ مجلس الادارة اليوم الى المبنى المركزي في كورنيش النهر الى «الضغوطات التي تسبب بها تحرّك المياومين والتي ادّت الى تزايد في الاعطال في المناطق اللبنانية كافة».

وأكدت انّ النزول الى المؤسسة لم يأتِ نتيجةَ ضغوط سياسية انما كان بـ«مثابة جسّ نبضٍ ثان». وأكدت المصادر أنه «لم يتم التوصل الى حلول خلال الاجتماعات التي عقدت مطلع الاسبوع مع الرئيس فؤاد السنيورة، ومن ثمّ مع الرئيس تمام سلام وبإيعاز منه».

وساد في الاجتماعات اتجاهان: الاول يقول بضرورة تسيير الامور في المؤسسة لأنّ الاعطال تتراكم، حتى لو كانت الكلفة ان تكونوا تحت رحمة المياومين او المذلّة، والثاني ويُعبّر عن رأي مجلس الادارة، يقول إنّ كرامة المؤسسة أولوية، والالتزام بالقانون ضرورة والاحتجاج يكون إما أمام مجلس النواب أو أمام شورى الدولة.

وبنتيجة هذه الاجتماعات اتخذ مجلس ادارة المؤسسة قراراً بمعاودة مزاولة العمل إنما من المبنى المركزي، لذا توجّه امس الى كورنيش النهر، تحت حماية القوى الامنية. أضافت أنه «في حال استمرّ إقفال المؤسسة من قبل المياومين ستعجز المؤسسة مع نهاية هذا الشهر عن القيام بالتزاماتها حتى في دفع الرواتب للموظفين، لأنّ مداخيل المؤسسة متوقفة منذ نحو الشهر. هذا الى جانب مستحقات المشغلين الاجانب لدير عمار والزهراني، ومستحقات البواخر التركية، والموردين، كما لدنيا الالتزامات تجاه بواخر النفط».

وأوضح في هذا الاطار، صحيح أنّ «وزارة المال هي مَن يدفع لهذه لبواخر لكنّ مؤسسة كهرباء لبنان تدفع الضريبة على القيمة المضافة للبواخر، وحتى نهاية ايلول سيتوجب علينا دفع TVA للباخرتين عن شهرين، والمقدّرة بما بين 10 الى 12 مليار ليرة. كلّ هذه المستحقات تستدعي معالجة هذا الملف في أسرع وقت ممكن».

كذلك فإنّ المصادر نفسها رأت انّ «حلً هذا الملف لا يُعالج بالحوار بين مجلس الادارة والمياومين، انما المطلوب اليوم تطبيق القانون. وفي حال كان يرى البعض انّ في القانون خطأً ما أو ظلماً فيجب مراجعة مجلس شورى الدولة أو مجلس النواب».

حايك

وكان حايك أكد من أمام المؤسسة: «نحن لم نأتِ الى مؤسسة كهرباء لبنان لنتحدى أحداً ولا لندخل بالقوّة بل للقيام بواجباتنا التي حدّدتها المراسيم، ولنخدم الشعب اللبناني ونقوم بالتصليحات اللازمة في العاصمة بيروت وخارجها وبالفوترة والجباية وكلّ الإجراءات الإدارية التي تفرضها المهام المحدّدة لنا.

للأسف وكما ترون، لم نتمكن من الدخول ولم تعد مؤسسة كهرباء لبنان فقط رهينة لبعض عمال غبّ الطلب وجباة الإكراء بل كل الوطن وكلّ المواطنين اللبنانيين في بيروت وجميع المناطق اللبنانية رهينة لهذه المجموعة التي تخالف القوانين وتواصل التصرّف بطريقة خاطئة».

تابع الحايك: «أودّ أن أعتذر من المواطن اللبناني لأنّ هذا الوضع يؤثر فيه بالدرجة الأولى، ليس فقط لجهة تصليح الأعطال وإنما أيضاً للفواتير التي ستتراكم عليه في الفترة المقبلة في ظلّ عدم القدرة على إصدارها لأنّ المطبعة موجودة في الطابق الثالث في المبنى المركزي، وبالتالي لا نستطيع طبع الفواتير».

المياومون

وبعدما توجّه مجلس الادارة إلى مقرّه الموقت في الذوق، عاد الموظفون أدراجهم في حين استكمل المياومون إضرابهم وعقدوا مؤتمراً صحافياً أكدوا فيه «استعدادهم للحوار من دون أيّ قيد أو شرط». وأعلن رئيس لجنة المياومين لبنان مخول استعداد المياومين للحوار بما يضمن حقوقهم المشروعة «لأنّ القضية لا يمكن معالجتها في الشارع ولا بإقفال الابواب».

في موازاة ذلك، وكما في بيروت كذلك في دوائر الكهرباء في المناطق، إستمرت التحرّكات التصعيدية ولا سيما في صور، حيث جرى إحراق الدواليب ومواصلة الإقفال العام للمؤسسة.

السابق
تحذير لمن يفتح فيسبوك على هاتفه
التالي
أجهزة تجسس جديدة للاحتلال على الحدود اللبنانية