’داعش’ دمّرت عشرات الجوامع والمراقد والضرائح التاريخية

تحدث خبير عراقي في تخطيط المدن والحفاظ على التراث عن تدمير تنظيم “الدولة الاسلامية” عشرات الجوامع والمراقد والضرائح في مدينة الموصل بشمال العراق ودعا أهالي المدينة ومنظمات العالم وعلى رأسها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الاونيسكو” الى التدخل من اجل انقاذ التراث العراقي، بينما افاد ضابط رفيع المستوى في الشرطة العراقية ان مسلحي “الدولة الاسلامية” اقتحموا قرية تل علي الواقعة غرب كركوك صباح امس وخطفوا منها 50 رجلاً.

قال الضابط الرفيع المستوى الذي طلب عدم ذكر اسمه ان “مسلحي داعش انسحبوا (اول من) امس من قرية تل علي الواقعة غرب كركوك، لكنهم عادوا اليوم (امس) وخطفوا 50 رجلاً وشاباً واقتادوهم الى جهة مجهولة مع 15 سيارة تم الاستيلاء عليها”.
وانسحب مقاتلو “الدولة الاسلامية” من عدد من القرى والبلدات التي سيطروا عليها غرب كركوك بعد الهزيمة التي لحقت بهم في امرلي وسليمان بيك مطلع الاسبوع.
وروى شهود من هذه القرية ان عدداً من شباب القرية احرقوا راية التنظيم الاسلامي المتطرف واحدى الثكن التي كان يسيطر عليها مقاتلوه، بعد انسحابهم الاربعاء.
وأوضح ابو عبد الله الجبوري ان “عناصر داعش عادوا اليوم على متن مئة مركبة وخطفوا عناصر الشرطة والجيش والصحوات السابقين من الذين اعلنوا توبتهم من العمل في صفوف القوات الحكومية”.
واستناداً الى سكان في القرية، نفذ عملية الخطف هشام علي حسين حنظل وهو احد كبار قادة “الدولة الاسلامية” في هذه المنطقة.
ونقل عناصر هذا التنظيم المخطوفين الى بلدة الحويجة الخاضعة لسيطرتهم الكاملة.
وناشد سكان هذه القرية، وغالبيتهم من العرب السنة ومن عشيرة الجبور، المجتمع الدولي والحكومة العراقية والامم المتحدة التدخل لمنع حصول مجزرة في حق هؤلاء الرجال.
من جهة اخرى، أعلن ضابط في الجيش العراقي ان قوات النخبة العراقية قتلت 22 من عناصر “الدولة الاسلامية” في اشتباكات في منطقة جرف الصخر الواقعة جنوب بغداد.
وفي بعقوبة، قتل ثلاثة من رجال الشرطة في انفجار عبوتين ناسفتين في هجومين منفصلين في مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد، كما افاد عقيد في الشرطة.

المعالم الدينية
ورأى احسان فتحي، المتخصص في الحفاظ على التراث وتخطيط المدن واحد اهم المهندسين المعماريين في العراق، في ندوة في مركز الاورفلي للفنون في عمان مساء الاربعاء انه “شيء مؤلم ولا يصدق، كمية التدمير المتعمد والمنهجي الجاهل الذي حصل في مدينة الموصل العريقة على يد تنظيم داعش التكفيري الاجرامي”. وقال ان “هذا التنظيم دمر وفجر ونسف عشرات الجوامع والمراقد والضرائح الدينية منذ أن بسط سيطرته على هذه المدينة الغنية في حزيران الماضي”.
وعرضت خلال الندوة صور تظهر حجم الدمار الذي لحق بهذه المواقع الدينية مع نبذة عن تاريخ بنائها وتأسيسها والهندسة المستخدمة في عملية البناء واهميتها التاريخية.
وأضاف فتحي ان من المعالم التي دمرها التنظيم في الموصل، جامع وضريح الشيخ فتحي الذي يعود تاريخه الى عام 1050، وجامع ومرقد الشيخ قضيب البان الذي يعود تاريخه الى عام 1150، ومرقد الامام الباهر الذي يعود تاريخه الى عام 1240، وضريح الامام يحيى ابو القاسم الذي يعود تاريخه الى عام 1240 وضريح الامام عون الدين الذي يعود تاريخه الى عام 1248. كذلك دمر جامع النبي يونس المشيد على تلة آشورية ويعود تاريخه الى عام 1365، وجامع النبي جرجيس الذي يعود تاريخه الى عام 1400، وجامع النبي شيت الذي يعود تاريخه الى عام 1647″.
و”من اهم المعالم الاخرى التي تم تفجيرها قبر المؤرخ ابن الاثير الجزري الموصلي (1160-1232) وتمثالا الشاعر ابو تمام (803-845) وعثمان الموصلي (1854-1923) الشاعر والعالم بفنون الموسيقى”. ثم قال “نحن نتحدث عن آثار مهمة وفريدة من نوعها على مستوى العالم قديمة تعود لمئات السنين”.
ولفت الى ان “تنظيم داعش دمر العديد من الآثار الأخرى التي لم يتم تدوينها وتوثيقها حتى هذه اللحظة كمرقد الامام ابرهيم الذي يعود الى القرن الثالث عشر الميلادي، ومرقد الامام عبد الرحمن، ومرقد عبد الله بن عاصم حفيد عمر بن الخطاب، ومرقد احمد الرفاعي، وعشرات الضرائح والمراقد الاخرى”.
وشدد الخبير على ان هذه المعلومات مؤكدة وموثوق بها وحصل عليها من خلال اتصالاته المستمرة مع أبناء المدينة وخصوصا الطلاب الذين كان يدرسهم في الجامعات العراقية. واشار الى أن الاسلاميين المتطرفين “يسيطرون الآن على متحف الاثار في الموصل الذي يحوي آلاف القطع المهمة”.
وتساءل: “من الذي يضمن عدم قيامهم ببيع هذه القطع؟ فهي تمثل مصدر تمويل كبير بالنسبة الى عصابات التهريب، ومن الذي يضمن عدم قيامهم بنسف الكنائس المهمة والمعالم الاخرى بحجة او باخرى؟”.
وذكر فتحي ان “اهم واقدم الكنائس في العالم المهددة بالزوال، موجودة في الموصل ككنيسة شمعون الصفا التي يعود تاريخها الى عام 300 ميلادية، وكنيسة مار أحوديني التي يعود تاريخها الى عام 575 ميلادية، وكنيسة الطاهرة العليا التي يعود تاريخها الى عام 1250 ميلادية”.
والموصل ثانية كبرى مدن العراق وتضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة.
وتبنى التنظيم المتطرف الذي اعلن “الخلافة” في المناطق التي سيطر عليها، في حزيران الماضي، تفجير عدد من اماكن العبادة التي يعود تاريخها الى قرون من الزمن. وبين هذه المواقع مسجد ومرقد النبي يونس الذي يحظى بقدسية لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء، الى عدد كبير من الشواهد والمساجد والتماثيل التي تجسد تاريخ هذه المدينة الغني، وقد حولت الى ركام.
وحاول التنظيم تدمير الجامع النوري (الحدباء) الذي يعود تاريخه الى عام 1172 والذي تعد مئذنته المائلة التي هي أشبه ببرج ايفل بالنسبة الى اهل الموصل، رمزاً وطنياً تاريخياً في العراق وطبعت صورتها على احدى الاوراق النقدية ذات العشرة الاف دينار، لكنه لم يفلح بسبب تصدي الاهالي له.

تأليف الحكومة
على صعيد آخر، أعلن مصدر نيابي عراقي أن الكتل السياسية ستعقد اجتماعا السبت لحسم البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي.
وقال مصدر سياسي مطلع أن الاجتماع الأخير للتحالف الوطني الخاص بتقديم المرشحين للوزارات الى رئيس الوزراء المكلف شهد حسم وزارتي التربية والصحة لمصلحة ائتلاف دولة القانون.
واشار مصدر آخر الى ان تحالف القوى الوطنية منح حقيبة الداخلية وأنه يدرس الآن تقديم المرشح المناسب لهذه الحقيبة.
وأكدت النائبة عن كتلة المواطن خديجة وادي ميزر حصول كتلتها على حقيبة النقل والنفط والأمانة العامة لمجلس الوزراء.
كما كشف مصدر برلماني أن حقيبة المرأة منحت للتحالف الكردستاني واختيرت النائبة فيان الدخيل عن المكون الأيزيدي لتولي المنصب.

السابق
ماذا وراء تحرك وتهجم اهالي العسكريين المخطوفين على الحكومة بدلا من ’داعش’؟
التالي
مقتل خمسة جنود أميركيين ’بنيران صديقة’ في أفغانستان