الذي يدخل إلى منطقة العرقوب في جنوب لبنان ويتجول في قراها، يشعر بأن المنطقة على أبواب إنتخابات ما. فالصور واللافتات والأعلام التابعة للأحزاب السياسية تملأ الشوارع والبيوت في مشهد يعكس التنوع السياسي الموجود فيها. إذ تتواجد أحزاب عديدة، يبقى أقواها الأحزاب الثلاثة الأبرز وهي: المؤتمر الشعبي اللبناني، الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل، التي تتنافس فيما بينها على الصادرة.
“المؤتمر الشعبي” هو الأقوى
مسؤول قطاع الشباب في هيئة أبناء العرقوب مرهج نجم يروي لـ”جنوبية” أنّ المؤتمر الشعبي، الذي دخل إلى المنطقة في أواخر الستينات، “تميّز بوجود التفاف الشعبي حوله أوصله أكثر من مرة إلى عدد من المجالس البلدية”، وهو الأقوى رغم الحركات والتيارات الطائفية والمذهبية المتواجدة الان لظروف سياسية طرأت مؤخرا على لبنان”.
وعن أدوار المؤتمر الاخرى يشير نجم إلى أنّه “في العام 1985 تم تأسيس هيئة ابناء العرقوب وكانت الجمعية الاهلية الوحيدة في تلك الفترة، وعبرت الهيئة من خلال نشاطاتها عن تطلعات الناس بالمنطقة واستطاعت ان تتبنى قضية مزارع شبعا وأن تبرزها أمام الرأي العام الدولي والعربي والوطني ومازالت، وقادت المواجهة مع العدو الصهيوني واسقطت مشاريعه كافة، وقامت الهيئة أيضا بالكثير من النشاطات الانمائية والصحية والاجتماعية واستطاعت ان تنتزع الكثير من الحقوق الاجتماعية لابناء المنطقة”.
فعلى صعيد المشاريع الإنمائية، اإستطاعت إقامة عدد من المشاريع الإنمائية التي ساعدت على رفع الحرمان المزمن الذي عانت منه المنطقة في ظل إهمال وضعها من قبل الحكومات المتعاقبة. فساهمت في إنشاء بئر مياه في الهبارية الهبارية وفي إنارة الطرقات في بلدة شبعا وشق طريق شبعا – الهبارية.
وعلى الصعيد الصحي، أسّست الهيئة أوّل مستوصف صحي في بلدة الهبارية وكان أوّل مركز صحي بكل المنطقة وتم فتحه بالتعاون مع القوات الدولية نظرا لعدم سماح قوات الاحتلال بفتحه. كما فتحت الهيئة مستوصفان مستوصف الأول في حيّ السلم للاهتمام باوضاع المبعدين والمهجرين المقيم معظمهم في تلك المنطقة، والثاني في شبعا بعد التحرير. وهي اليوم تقدم سنويا اكثر من 15000 خدمة صحية عبر مستوصفاتها.
أما تربويا، فإستطاعت الهيئة أن تبني مدرستان واحدة في الهبارية وأخرى في شبعا، كما وقامت بتعليم الشباب فساهمت في خفض نسبة الامية. وأيضا لعبت الهيئة أيضا دورا في تعزيز المدارس وتأمين الطاقم التربوي لكل الاختصاصات واسقطت مشروع التعليم باللغة العبرية ودعمت الاساتذة ماليا ومعنويا وسهلت دخول الطلاب الى الجامعات والثانويات في كل المناطق اللبنانية نظرا لعدم وجود جامعات وثانويات في المنطقة.
كما اهتمت الهيئة بالمبعدين من ابناء المنطقة وامنت لهم كل متطلبات العيش الكريم وامنت عودة البعض الى قراهم تحت الضغط السياسي والشعبي اللبناني والعربي على المجتمع الدولي الذي ضغط على اسرائيل. كما نظمت مئات النشاطات في سبيل مساعدة المبعدين واحتضانهم وفي سبيل استعادة مزارع شبعا وتحريرها، ودفعت ثمن المواجهة العشرات من المعتقلين بالسجون الاسرائلية وعشرات العائلات المبعدة الى داخل الاراضي اللبنانية. هذا وتهتم الهيئة بالحالة الشبابية المهمة حيث أن لديها مركز شبابي في الهبارية وفوج كشفي ضخم يقوم بنشاطات تربوية ورياضية.
ويضيف نجم أن “الهيئة تقيم كل عام عشاء خيري وافطار وفي رمضان يتميزان بالحضور الشعبي من كل منطقتي حاصبيا ومرجعون إذ تعتبر المؤسسة الجامعة لكل أبناء المنطقة . كما تقوم بنشاطات وندوات ومهرجانات سياسية عديدة”.
رغم أن الهيئة ما زالت تعتبر لاعباً قوياً على الساحة العرقوبية وما زالت تجتذب بعض الشباب.
