جيران سد شبروح… بلا مياه!

وكأن الهمين السياسي والأمني لا يكفيان ليقضا مضاجع اللبنانيين ويسلباهم هناءهم ورخاءهم، حتى صبت الطبيعة جام غضبها على بلاد الارز، مانحة إياها شتاء “جافا” استبدل متساقطات كانون وشباط بشمس ساطعة، ما أغرق لبنان في دوامة انقطاع المياه عن مختلف المناطق اللبنانية، خصوصاً في غياب العدد الكافي من السدود التي كانت لتمنع عنا هذه الكأس المرّة.

غير أن المفارقة تكمن في وصول ظاهرة انقطاع المياه إلى المناطق التي كانت تعتبر “محظوظة” لكونها قريبة من السدود. وهذه حال بلدة حراجل الكسروانية التي قطع سكانها، بعد ظهر اليوم اوتوستراد فاريا احتجاجا على انقطاع المياه، مهددين بالتصعيد إذا لم تتحرك مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان لايجاد حل ناجع لهذه الازمة.
في هذا الاطار، أوضح رئيس البلدية أنطوان زغيب لـ “النهار”: “أننا نعاني تقنينا حادا في المياه، فنحصل عليها لمدّة 4 ساعات كل 48 ساعة، ما ولّد نقمة شعبية كبيرة دفعتني إلى الاتصال برئيس مؤسسة بيروت وجبل لبنان جوزف نصير الذي وعدني بالعمل على توفير المياه اعتباراً من الرابعة بعد ظهر اليوم، وهو ما حصل فعلا.”
غير أن زغيب شدد على أن “الناس متعبون من هذا الوضع الرديء، وهذا ما قادهم إلى الشارع للمطالبة بحقهم، لا أكثر، بعدما جفّ سد شبروح، ولم يعد نبع العسل يكفينا.”
ورداً على سؤال عن الخطوات المقبلة، حذّر من “أننا سنحصر البئر التي تمد منطقة كسروان بالمياه انطلاقا من حراجل ، فقط بالبلدة، علماً أنها تكفي لتغطية 20 في المئة من احتياجاتنا فقط.”
وختم مطالباً الدولة ببرنامج زمني واضح للتقنين، لافتاً إلى “أننا، ولأول مرة، نفكر بحفر الآبار لتأمين المياه لأبناء البلدة، بعدما كنا نعتمد على سد شبروح ونبع العسل.”
تتخطى مشكلة المياه في حراجل كونها أزمة حياتية، لتضع علامة استفهام على السياسة المائية الرسمية في بلد لطالما تغنّى بمخزونه المائي الفريد في جوار عربي صحراوي.

السابق
«اللويزة» بطل دورة «اتحاد بلديات جبل الريحان»
التالي
علامات تدل على انه غير مناسب لكِ