حزب التحرير وداعش: هل حان وقت المراجعة والتغيير؟

قاسم قصير

تأسس حزب التحرير الاسلامي على يد الشيخ تقي الدين النبهاني عام 1953 من اجل العمل لاقامة الخلافة الاسلامية وبعد ان فشل الاخوان المسلمون في تحقيق هذا الهدف كما يقول قادة الحزب.

بعض الادبيات عن حزب التحرير تقول انه حدد 13 سنة للدعوة والتبليغ وعشر سنوات لاقامة الدولة تأسيا بتجربة الرسول محمد(ص) منذ نزول الوحي عليه في مكة المكرمة واقامة الدولة في المدينة المنورة وصولا لفتح مكة، ولكن بعض المسؤولين في حزب التحرير ينفون هذه المقولة ويؤكدون ان الحزب لم يحدد فترة زمنية لاقامة الخلافة الاسلامية وان كان حدد الطريق لذلك من خلال نشر فكرة الدعوة لاقامة الدولة الاسلامية او الخلافة الاسلامية ودعوة الامة لتبني الفكرة ومن ثم دعوة الجيوش او اصحاب القرار في الدول العربية والاسلامية لحمل هذه الفكرة وتطبيقهااو ما يسميه الحزب بالنصرة.

ومنذ تأسيس حزب التحرير عام 1953وحتى اليوم (اي بعد 61 عاما) على تأسيس الحزب جرت عدة محاولات انقلابية من قبل شباب وضباط موالين للحزب لاقامة الخلافة الاسلامية في اكثر من بلد عربي واسلامي ولكن هذه المحاولات فشلت رغم ان افكار الحزب انتشرت في العالم العربي والاسلامي وصولا لدول اوروبية واسيوية.

والمفاجأة التي يواجهها الحزب اليوم قيام تنظيم داعش باعلان الخلافة الاسلامية او الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، وقبل ذلك اقيمت الجمهورية الاسلامية في ايران وقامت حركة طالبان بتطبيق الاحكام الاسلامية في افغانستان وتمت عملية تطبيق الشريعة الاسلامية في السودان بعد وصول الاسلاميين الى السلطة وتعتبر السعودية انها دولة اسلامية وتطبق الشريعة الاسلامية، اضافة الى وصول الاخوان المسلمين وقوى اسلامية الى السلطة في اكثر من بلد عربي واسلامي.

فكيف تعاطى ويتعاطي حزب التحرير مع هذه التجارب الاسلامية؟

ولماذا لا يعترف الحزب اليوم انه فشل في مشروع اقامة الخلافة الاسلامية ويعلن البيعة للدولة الاسلامية الجديدة؟ او يلتزم بالعمل مع بقية الحركات والقوى الاسلامية من اجل تطبيق احكام الشريعة او الحكم الاسلامي بدلا من الاكتفاء باصدار البيانات او اقامة المؤتمرات او الاستمرار بمحاولة القيام بانقلابات عسكرية للوصول للحكم في بعض الدول العربية والاسلامية.

وهل سيظل حزب التحرير يربط حل المشاكل في العالم العربي والاسلامي وتحرير فلسطين او مواجهة العدو الصهيوني باقامة الخلافة الاسلامية كما يتصورها ومتى سيتحقق ذلك واين وكيف؟

المسؤولون في حزب التحرير يعتبرون ان كل التجارب الاسلامية لاقامة الدولة الاسلامية او الخلافة الاسلامية واخرها ما قام به تنظيم داعش هي تجارب فاشلة او لا تلتزم بالمعايير الاسلامية التي وضعها الحزب ولذلك فان الحزب غير جاهز للبيعة لها او العمل مع الحركات الاسلامية الاخرى لان معظم هذه الحركات ان لم يكن كلها تخدم دول الغرب او القوى العميلة كما تقول منشورات الحزب وكما يقول مسؤولوه.

لكن بالمقابل متى سيعلن الحزب ان مشروعه لاقامة الخلافة قد فشل وان اسلوب عمله لم يعد مناسبا ويجب تغيير الاساليب او اعادة المراجعة والنقد لتجربته الاسلامية؟

يرد مسؤولون في الحزب على ذلك بالقول :انهم اليوم مطمئنون لانتشار افكار الحزب وطروحاته في العالم العربي والاسلامي وانهم مستمرون بالعمل لاقامة الخلافة الاسلامية وان هناك محاولات عديدة يقوم بها شباب الحزب للوصول الى الحكم واخرها حصلت في باكستان، كما ان شباب الحزب في سوريا ودول عربية واسلامية اخرى ينشطون بقوة واصبحوا عشرات ان لم يكن مئات الالوف ووصلوا الى الملايين في دول اخرى، وانه ليس من مسؤولية الحزب ان يحدد وقت اقامة الدولة او الخلافة بل المهم العمل والتحرك.

اذن حزب التحرير لا يعترف بالخلافة الاسلامية الجديدة التي اقامها تنظيم داعش والحزب مطمئن لدوره ونشاطه وانتشار افكار وهو يجري مراجعات داخلية لكن هذه المراجعات تؤكد صحة افكاره واسلوب عمله ولذا فان الحزب لن يتغير وهو الوحيد الذي سيقيم الخلافة الاسلامية، لكن متى واين؟ لا احد يعرف سوى الله عز وجل كما يقول مسؤول في الحزب.

السابق
نهاية الليبرالية الصهيونية… واليمين الإسرائيلي
التالي
عم الشهيد السيد: ندعو الى ثورة الشرف لفك اسر حماة الشرف