الأوروغواي ’تفتح ذراعيها’ لـ 120 لاجئاً سورياً في لبنان

أمران لفتا وفد حكومة الاوروغواي الذي جال على اللاجئين السوريين بقاعا. اولهما ثنائي سوري تزوج حديثا وما لبث ان فقد ابنه نتيجة اوضاع اللجوء الصعبة، فبات يحلم بالهجرة. وثانيهما تمثل في انتشار عمالة الاطفال في صفوف اللاجئين. عمالة جعلت العائلات تحلم بالحرية والسلام وبظروف معيشية افضل.

الحكايتان رواهما لـ”النهار” الامين العام لرئاسة جمهورية الاوروغواي لشؤون حقوق الانسان خافيير ميراندا وسفير النيات الحسنة في مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة اوسفالدو لابورت خلال زيارتهما القصيرة للبنان، والتي ترافقت مع قرار صدر عن حكومة بلادهما تناول العمل على تفعيل التوعية حيال ازمة اللاجئين السوريين بعدما حققت رقما قياسيا قارب الثلاثة ملايين لاجئ، اضافة الى مواكبة اكبر ازمة انسانية وتداعياتها في لبنان.
عمليا، قررت حكومة الاوروغواي استقبال 120 لاجئا ضمن برنامج متكامل يقضي باعادة توطينهم. ولهذه الغاية، حضرت بعثة الى بيروت تولت مقابلة من ارسلت ملفاته الى الاوروغواي عبر المفوضية الاممية. ويؤكد الموفدان ان لا عوامل دينية ولا تمييز في اختيار اللاجئين انطلاقا من ان الاوروغواي دولة علمانية. وقد ارتكزت عملية الانتقاء على معايير تتعلق بـ “بروفيل” الاشخاص الذين يمكن ان ينخرطوا في المجتمع. وبذلك، احتلت مهارة العمل في الزراعة اولوية .
بلغة الارقام، يبدو لبنان في جغرافيته ومساحته اشبه بمقاطعة في الاوروغواي مع عدد سكان يقارب الـ4 ملايين نسمة. وعلى هذا الاساس يمكن فهم تداعيات دخول 1,2 مليون لاجئ وتحديد اثرها على البلاد. وقد فوجئ الوفد الزائر بتوزع النازحين ورغبتهم في العيش بسلام وحرية واملهم في ارسال اولادهم الى المدارس وحمايتهم من العنف. ووقت اعرب البعض عن امنيته بالعودة الى سوريا، ابدى عدد اقل رغبته في اعادة توطينه.
يشكل لبنان مثلا للعالم لجهة ابقاء حدوده مفتوحة كما يفهم من حديث الزائرين، الا انه لا يمكن تجاهل صعوبة الوضع وخصوصا مسألة مشاركة الموارد بين اللبنانيين والسوريين والانعكاسات التي تترتب عنها.
في الشهرين الاولين، سيخضع اللاجئون الـ120 الى الاوروغواي لدورات تدريب على اللغة والمجتمع في مركز استقبال انشئ لهم، على ان يتوجهوا بعدها الى منازل خاصة تقدمها الحكومة التي يعود اليها ايضا تسهيل المدخل الى التعليم والعمل والسكن. ويقول لابورت انه في اطار عمله على ملف اللاجئين، زار الكونغو، والمنطقة الحدودية بين الاكوادور وكولومبيا، والبيرو، غير ان خبرته اللبنانية – السورية اكتسبت بعدا مختلفا نظرا الى حجم التدفق الانساني. ويضيف ان الاوروغواي هي اول بلد في اميركا اللاتينية تقدم على هذه الخطوة، بعد البرازيل التي منحت اكثر من 4200 تأشيرة انسانية للسوريين من المنطقة.
وبدوره، يقر ميراندا بأن اختيار 120 لاجئا هو رقم قليل، الا انه يركز على ضرورة ايلاء كل شخص الاهتمام والاحترام اللازم.

السابق
دوري كرة الصالات: الفوز الاول لبلدية الغبيري
التالي
مصير العسكريين على سكة المفاوضات ورفض المقايضات