مخاطر «الـIce Bucket Challenge» على صحّتك؟

هي ظاهرة تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي اليوم تهدف إلى جمع أموال لدعم البحوث المختصة بمرض ALS المعروف بالتصلّب الجانبي الضموري. من فوائد هذه الحملة هي إنقاذ حياة المرضى المصابين بالـ ALS ولكن ماذا عن حياة الفرد الذي يقوم بهذا التحدّي؟

ماذا يقول جورج خباز في الموضوع؟
بعد تهافت المشاهير للمشاركة في المسابقة، كان جورج خبّاز من الذين رُشِّحوا لخوض التحدي لكنّه لم يشارك، وعن ذلك يقول ’فضّلت التبرّع ماديًا لدعم البحوث الخاصّة بمرض التصلّب الجانبي الضموري، لسبب واحد هو أنني لا أحتمل المياه الباردة’.

سكب المياه الباردة قد يسبّب ذبحة قلبيّة، أو تقلّص الشرايين، أو حتى الوفاة. هل فكّرت بأعراض أو مخاطر قد تصيبك جرّاء قبول التحدي، ما الذي منعك من خوضه، يجيب: ’يُقال أن المياه الباردة قد تكشف أمراضًا مخفيّة في جسم الإنسان، وصراحة فكّرت كثيرًا بهذا الموضوع واحتمال ظهور مرض ما، لكنني لم أكن أعرف المخاطر الصحيّة التي قد تنجم عنها’.

وعن رأيه بالحملات التي تطلق على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول: ’باتت هذه المواقع أرضيّة خصبة ليقوم كلّ فرد بما يريده ويعبّر عن آرائه، وتالياً إذا كان للحملات التي تطلق من خلالها، أهداف صحيّة أو اجتماعيّة أو كانت بداعي التسلية فقط ولا تضرّ بالآخرين، فلا مانع من المشاركة فيها، أمّا إذا كانت مضرّة صحيًا أو اجتماعيًا فمن الأفضل تجنّبها’.

الآثار المترتبة على الصحة
بالنسبة إلى بروفيسور طب الأطفال في كلية ستانفورد الأميركية الطبيّة لجامعة South Dakota، إنّ التعرّض للمياه الباردة المثلجة يؤدي إلى اختلاط إشارات الجسم بعضها ببعض. لكن، في المقابل، يوضح أنّ للـ Ice Bucket Challenge فوائد صحيّة، فهذا الأمر يخفض حرارة الجسم عند التعرّض لضربة شمس، ويلفت إلى أنّ الحلّ الأمثل لمكافحة الحرّ يكمن في غمر الجسم في مياه باردة لمدّة تراوح بين عشر وخمس عشرة دقيقة. كما ويساعد دلو ماء الثلج في تجنّب آلام العضلات، إذ إنّ المياه المثلجة تحسّن مجرى الدم بحسب بروفيسور قسم الرياضة في جامعة Ithaca College الأميركية توناس سوينسن.

من جهة أخرى، يشير البروفيسور مايك تيبتون Mike Tipton وهو فيزيولوجي في جامعة بورتسموث الإنكليزيّة، ومؤلّف العديد من الكتب التي تدور حول كيفية البقاء على قيد الحياة في البحر، إلى أنّ الأشخاص الذين يقومون بتحدّي الـ Ice Bucket Challenge يختبرون انخفاضاً مفاجئاً في درجة حرارة أجسامهم مما يولّد لديهم ردود فعل على الصدمات الباردة the cold shock response. وهذه الأخيرة، تشبه حال أخذ حمّام بارد، إذ يعاني الفرد جرّاء ذلك من فرط في التنفس لا يمكنه السيطرة عليه، مما يعيق قدرته على التنفس. ويضيف Tipton أنّ البعض يعتقد أنّ سبب الغرق (ثالث سبب عرضي يؤدي إلى الوفاة في العالم) هو عجز الأفراد عن السباحة، إلاّ أنه وبرأيه، الانغمار في المياه الباردة هو الذي يؤدي إلى الغرق موضحاً أنّ 20% يخضعون إلى انخفاض حرارة جسمهم، 20% يموتون أثناء أو بعد عملية إنقاذهم، وأنّ 60% يتوفون جرّاء تعرّضهم للصدمة الباردة وهو حال المشاركين بالتحدّي، إذ يصبحون أكثر عرضة للموت من غيرهم نتيجة سكب المياه الباردة عليهم. ويشير إلى أنّ هذا التحدّي يؤدّي إلى الإصابة بالسكتة القلبية بسبب عدم انتظام دقات القلب عند التعرّض للمياه الباردة. والأشخاص الأكثر عرضة لهذا الخطر هم الذين يعانون من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.

أمّا بالنسبة إلى الدكتور عدنان عواضة، وهو أستاذ محاضر في جامعة القديس يوسف ورئيس قسم الأمراض العصبيّة في مستشفى أوتيل ديو، فيوضح أنّه لا يشكّل تحدي الـ Ice Bucket Challenge أيّ خطر على صحة الفرد، إلاّ في حال كان يعاني من أمراض القلب وذلك لأنّه بسبب الصدمة و’الوهلة القويّة’، سيصبح هناك تقلص أو انكماش في الشرايين. من جهته، يحذر اختصاصي أمراض القلب الدكتور بول ديليفير لـ “النهار” أنّ مرضى القلب كالذين يعانون من تصلّب الشرايين أو قصور في القلب لا يستطيعون القيام بهذا التحدّي، لأن ذلك يسبّب تقلصاً(ضيقاً) في الشرايين، مما يخفف من وصول الدم إلى القلب، فيصبح الفرد عرضة للذبحة القلبية.

كيف يصبح الـ Ice Bucket Challenge أقلّ خطورة على صحتك؟
ينصح مايك تيبتون جميع المراهقين والأشخاص الراغبين في خوض تجربة الـ Ice Bucket Challenge بعدم حبس أنفاسهم، وبثني ذقنهم باتجاه صدرهم، كي يبقى الوجه جافاً. كما على المشاركين تجنّب الانغمار الكامل وذلك لأنّ الاستجابات الفيزيولوجيّة ستدوم لفترة طويلة وتشكّل خطراً على الفرد الذي تلقّى دلواً من الماء البارد على قمة رأسه فقط.

السابق
ليدي غاغا تستعرض مؤخرتها في مطار سيدني
التالي
طائرة استطلاع عدوة تخرق الاجواء اللبنانية