اخرجوا قضية العسكريين المختطفين من الشارع

ورقة الجندي “المذبوح” علي السيد التي ألقيت في سوق التداول الإعلامي-السياسي حققت نجاحا منقطع النظير في “الشارع” اللبناني لم تحلم به داعش، التي اثبت العقل الإجرامي الذي يديرها (او يتلطى خلفها) انه على دراية تامة وخبرة عميقة بوقائع الاجتماع السياسي اللبناني.
فما ان نشرت تلك الصورة، هبّ “الشارع” اللبناني (لا بل الشوارع اللبنانية) للضغط من اجل إطلاق المخطوفين، لكن كل على على ليلاه وهواه:
– ما يعرف بال”شارع الشيعي” نزل في اللبوة، ورأى ان أفضل ما يمكن القيام به هو قطع طريق عرسال وتوجيه التهديدات الى أهلها.
– ما يعرف ب”الشارع السني” نزل في فنيدق، ورأى احدهم هناك ان أفضل ما يمكن مطالبة الدولة به هو الاستجابة لمطالب الخاطفين وإطلاق المحتجزين في سجن رومية.
– ما يعرف ب”الشارع المسيحي” ابى الا ان يكون له حصة، فنزل في ساحة ساسين وقام بإحراق علم داعش (المسروق بخبث ودهاء عن الرايات الاولى للفتح الاسلامي التي تحمل اولى الشهادتين اللتين تشكلان الركن الاول للاسلام).
باختصار كان لداعش (او لمن يتلطى خلفها) ما ارادته: لبنانيون منقسمون الى “شوارع” متناقضة تحمل بذور الاحتراب الأهلي، ودولة تناقصت هيبتها وقدراتها التفاوضية في ملف العسكريين المختطفين وغيره، وأهالي المحتجزين يتقلبون على صفيح ساخن لهفة على ابنائهم.
باختصار أيضاً، اذا كانت هذه التحركات هفوة او عن جهل او عن رغبة في المزايدة، بالله عليكم ضبّوها، واوقفوا اللعب بمشاعر الأهالي المساكين المفجوعين، واخرجوا قضية العسكريين المختطفين من الشارع واتركوها للدولة.
ولتتوقف وسائل الاعلام الغبية (غبية ام مركنتيلية؟) عن لعب لعبة داعش (او من يتلطى خلف داعش).

السابق
ميقاتي: حمى الله لبنان مما حذر منه الامام المغيب
التالي
’النصرة’ لن تفرج عن المسيحيين بسبب حرق الأعلام في ساسين