كيف يرى الأطباء الحرب الأهلية السورية؟

كما لو أننا لا نعرف أن منظمة (أطباء بلا حدود) منشغلة تماما بأزمة انتشار إيبولا الراهنة في غرب أفريقيا، أصدرت المنظمة سلسلة من الفيديوهات والصور التي تغطي أعمال المنظمة في سوريا وما حولها. تلقي المجموعة التي حملت عنوان «تداعيات الحرب: يوم في حياة النزاع السوري»، نظرة على الأنشطة التي تقوم بها المنظمة بصفة يومية في مساعدة اللاجئين ومصابي الحرب في سوريا والعراق ولبنان والأردن.
وأوضح فيل زابريسكي مدير تحرير منظمة (أطباء بلا حدود) في لقاء مع صحيفة «نيويورك تايمز» أن الفكرة «على الأقل هي الإشارة إلى حجم الاحتياجات الطبية الموجودة بسبب هذه الحرب».
تبدأ السلسلة بلقطات من مستشفى في الرمثا بالأردن، وهي بلدة صغيرة تقع على الحدود المقابلة لدرعا في سوريا، وتحتوي على مستشفى وبنك. يرأس الطبيب حيدر علوش، وهو لاجئ منذ حرب الخليج الأولى في العراق، المستشفى الذي يعج بالفوضى، حيث تصل مجموعة جديدة من المصابين في سيارات الإسعاف.
يبدأ مقطع الفيديو بأنباء عن ترقب وصول ثلاثة أطفال يعانون من نزيف حاد. بعد إجراء عمليات جراحية طارئة، يتحدث الطبيب علوش مع رقية وهي فتاة تبلغ من العمر 14 عاما توفيت والدتها وفقدت ساقيها. قال لها الطبيب إنها سوف تحتاج لإجراء جراحتين أخريين بالإضافة إلى الجراحة السابعة التي خضعت لها لتوها، وذلك تمهيدا لاستخدام ساقين صناعيتين عوضا عن ساقيها.
تتحدث رقية بهدوء مع الطبيب علوش راسمة ابتسامة خجولة على وجهها. وفي حين تم اصطحابها إلى الجراحة، نسمعها تقول: «أنا أتقبل الموضوع، وأدعو الله أن أكون سعيدة في حياتي».
ومن الرمثا، تصطحبنا المجموعة الوثائقية إلى مخيمات اللاجئين في العراق ولبنان – حيث تعيش العائلات في تجمعات من الخيام المصنوعة من القماش الذي يتأثر بالجليد والرياح والطين ولا يجدون أدوية لعلاج ضغط الدم أو السكر – قبل أن يستقروا في مستشفى في عمان بالأردن.
افتتح هذا المستشفى في عام 2006 بعد إنشائه بهدف علاج إصابات اللاجئين العراقيين. وفي الوقت الحالي يعالج أطباء تجميل واختصاصيو علاج طبيعي وأطباء نفسيون المرضى لفترات طويلة. يقول الطبيب أشرف البستنجي، اختصاصي جراحة الوجه والفكين، إنهم يتلقون الحالات غير العاجلة، التي تعاني من «تشوهات متبقية».
تخضع كثير من تلك الحالات للعلاج في بلادها، ولكن بسبب عدم توفر المعدات الطبية أو سوء علاج الطوارئ، يجب إجراء جراحات لتقويم أو استكمال ما تم إجراؤه. في أحد المشاهد، يزور الطبيب البستنجي شابا في التاسعة عشرة من العمر يعاني من كسر في الفك، ضاعف من حالته الرعاية السيئة التي تسببت في «تشوهات متبقية ومضاعفات أخرى».
في فترة بعد الظهيرة، يخضع المرضى لعلاج طبيعي وإعادة تأهيل. فنرى صبيا، وضع ذراعه في الجبس وهو يحاول مع الطبيب استعمال لوح مثبت عليه أدوات منزلية مثل: مقابض الأبواب وصنابير المياه ومسامير ومفتاح إضاءة. وعندما يتمكن الصبي من تثبيت صامولة في أحد المسامير، يقول له الطبيب «ممتاز».

السابق
حزب سليماني ’يُحاكِمُ’الجيشَ اللبناني!
التالي
لماذا حَذفت هيفاء صورها