حزب الله في مواجهة الهواجس المسيحية في صيدا

أسواق صيدا
التقى القيادي في حزب الله غالب أبو زينب المكوّن المسيحي الصيداوي مؤخراً، ويأتي هذا اللقاء في سياق سياسة حزب الله الأخيرة بالانفتاح على النخب السياسية والاجتماعية من مختلف المكونات اللبنانية لطرح وجهة نظره ورؤيته المستقبلية. فكيف واجه الحزب الهواجس المسيحية؟
  •  بدا خطاب القيادي في حزب الله غالب أبو زينب متماسكاً عندما تحدث عن المخاطر التي يتعرض لها لبنان ومكوناته الاجتماعية معبراً بشكل واضح عن رؤية الحزب وخطابه السياسي الذي تجلى بخطب أمينه العام السيد حسن نصرالله مؤخراً. لكنه ارتبك عندما سأله أحد الحاضرين: هل تريدنا أن نحمل السلاح؟ هذا الارتباك دفعه للإجابة بالنفي وقال إن على اللبنانيين الاعتماد على الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى. هذا النقاش دار في اللقاء الذي نظمه رئيس بلدية عبرا وليد مشنتف يوم الأربعاء الماضي 27 آب 2014 في مركز التنمية والحوار والذي حضره عدد من مخاتير وممثلي معظم بلديات المنطقة التي يقطنها مسيحيون. النقاش كان صريحاً، مقابل الخطاب الرسمي لحزب الله والذي يعلنه في جميع اللقاءات، كانت الآراء الأخرى مختلفة، فقد تحدث البعض عن الهواجس التي يعيشها المسيحيون، وهي حتماً تختلف عن هواجس المسلمين، حسب تعبير أحدهم، كما أن الأوليات تختلف بين مكون اجتماعي معين ومكون اجتماعي آخر. فقد أشار بعض الحضور إلى أهمية الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وهو مطلب يشكل أولوية مطلقة لأبناء المنطقة، في حين أنه ربما لا يشكل أولوية لأطراف أخرى. ورأى البعض الآخر، أن مسيحيي المنطقة لا يستطيعون أن يكونوا طرفاً بين الأطراف المتنازعة حالياً، مع المعرفة المسبقة بخطر التيارات الدينية المتطرفة التي تحاول أن تتناسل لبنانياً. وقد شدد أحد المشاركين الذين بلغ عددهم نحو 30 شخصاً، والّذي طلب التحفّظ على اسمه، على أهمية اللقاء بحد ذاته، “إن انعقاد مثل هذه اللقاءات مهمة جداً للتحاور وتبادل الآراء، لكن هناك ملاحظة تتعلق بالأطراف السلطوية، أي أن كل طرف متحاور يشدد أن خطه السياسي وخطته العامة على أحسن ما يكون ويطلب من الآخرين التأييد، لكن المطلوب من القوى السياسية كلها وخصوصاً تلك التي تبادر إلى عقد حلقات الحوار أن تعلن أن شيئاً ما يشوب خطهها السياسي وخطتها التي ربما لا تتماشى مع آراء الآخرين، إذ يفترض أن هذا الحوار قائم لتصحيح ما انحرف من خطه. وهذا ما لم يحصل حتى الآن”. ويأتي هذا اللقاء في سياق سياسة حزب الله الأخيرة بالانفتاح على النخب السياسية والاجتماعية من مختلف المكونات اللبنانية لطرح وجهة نظره ورؤيته المستقبلية.

السابق
ضرب مبرح لسوري في النبطية
التالي
ضبط مخدرات داخل مكبر للصوت