لماذا إختار «داعش» عسكرياً سنياً لتسريب صورته؟

فيما ترجح كل المؤشرات أن تكون صورة علي السيد، العسكري المذبوح من قبل داعش صحيحة، نظراً لأوجه الشبه الكثيرة التي ظهرت عند مقارنة الصورة التي نشرت أمس مع صور سابقة تسلمتها هيئة علماء المسلمين خلال المفاوضات، لم يبق لبناني واحد إلا وطرح السؤال التالي: إذا كان الخبر صحيحاً، وعلى أمل أن تكون الصورة مركبة، لماذا بدأ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” بتصفية عسكري أصله من بلدة فنيدق في عكار وهو من أبناء الطائفة السنية، ولم تعدم عسكرياً شيعياً أو مسيحياً؟

هذا السؤال إضافة الى محاولات الإجابة عليه، يجعلان كل شيء فرضياً ما دام التأكيد على صحة الصورة لم يصدر من الجهة الخاطفة أولاً ومن قيادة الجيش ثانياً. ولكن من يتابع هذا الملف يتوقف عند سببين أساسيين قد يدفعان “داعش” الى إختيار عسكري سني لتسريب صورة مفبركة أو صحيحة عن ذبحه، على اعتبار ان التسريب كافٍ لردة الفعل بحسب حسابات هذا التنظيم الإرهابي.

السبب الأول، يلخصه المتابعون لهذا الملف على الشكل التالي: يعتبر “داعش” أن ذبح العسكري السني قد ينتج ردة فعل عنيفة من قبل الطائفة السنية على الجيش اللبناني وقد يفسح المجال أمام بعض الأصوات فيها لتحميل المؤسسة العسكرية ومن بعدها حزب الله مسؤولية خطف العسكريين وتصفيتهم، بينما لن يعطي ذبح عسكري شيعي النتيجة عينها بالنسبة الى التنظيم، وكذلك فيما لو كان المذبوح مسيحياً.

أما السبب الثاني فهو أخطر بكثير من الأول لناحية تداعياته، إذ ينطلق من حسابات هدفها تعريض المؤسسة العسكرية لمزيد من الخضات. وفي هذا السياق يفسر المتابعون أن ذبح عسكري سني قد يفسح في المجال أمام حالات إنشقاق جديدة داخل المؤسسة، كما حصل مع الجندي العكاري عاطف سعد الدين، وهنا يراهن التنظيم على أن أي هزة سنية داخل الجيش قد تعرض المؤسسة للخطر، فكيف إذا كانت هذه الهزة سنية عكارية أي من المنطقة التي تعتبر خزان الجيش الأول؟

مراهنة داعش على إنشقاقات جديدة نتيجة مشهد الذبح، تنطلق من فرضيتن: الرعب والتعاطف. الرعب على إعتبار أن مشهد الذبح قد يدفع بعض العسكريين الى طرح السؤال ماذا لو وقعت بالأسر؟ فهل سيكون مصيري كذلك؟

أما الإنشقاق بسبب التعاطف فقد ينتج عن القوة التي يظهرها التنظيم الذي يرفع راية الدولة الإسلامية السنية، هذه الدولة التي تعتبر الطوائف الأخرى من الروافض والكفار ولا تعترف إلا بالتشدد السني حصراً.

كل هذه التفسيرات والفرضيات، يجب على قيادة الجيش أن تأخذها بعين الإعتبار تفادياً لمزيد من الأخطاء التي ارتكبت في عرسال منذ بدء المعركة ضد الإرهاب وحتى اليوم.

 

السابق
مواطن عثر على سيارته المسروقة في سهل طليا
التالي
8 آذار تسيطر على نقابة المرئي والمسموع