هل التفاؤل بقرب حصول انتخابات رئاسية في محله؟

في الايام الماضية، سرت في الأوساط السياسية والإعلامية اجواء فحواها ان ثمة مؤشرات وبوادر لاحت في الافق تمهد لاجراء انتخابات رئاسية. وذهبت هذه الاجواء الى حد القول ان الفراغ الرئاسي المخيم منذ نحو 3 اشهر سيجد خاتمته قبيل نهاية شهر ايلول المقبل.

وعليه، فإن السؤال المطروح هو: هل هذا التفاؤل في محله؟ واستطرادا، هل له في الواقع السياسي اسس وركائز موضوعية؟

انصار هذا التوجه التفاؤلي يبنون تفاؤلهم على جملة معطيات ابرزها:
– ان ثمة تفاهمات تنسج على مهل في المنطقة وتتجسد في اكثر ما يكون في اللقاء الذي جرى بين الرياض وطهران خلال الساعات الماضية، وفي التفاهم قبلا على تشكيل حكومة عراقية جديدة لا تكون برئاسة نوري المالكي وكلاهما حدث نوعي مستجد لا بد ان ينعكس قريبا على الساحة اللبنانية ويفك من اسرها السياسي.
– ان ثمة ضغوطاً داخلية وخارجية مورست على جميع الاطراف المعنية او المتهمة بـ”تعطيل” الاستحقاق الرئاسي، وحمل لواء هذه الضغوط البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في ظل معلومات عن دعم فاتيكاني مباشر وصريح هذه المرة.

– ان مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط تحدثت بصراحة في الاونة الاخيرة عن ان هذين القطبين قطعا شوطا في البحث عن تفاهم، ما يمهد الطريق لانهاء ازمة الشغور الرئاسي خصوصا انهما يملكان قدرة على التواصل مع جميع الاطراف المعنية بعملية الاستحقاق الرئاسي.
– ان ثمة مرونة او لغة جديدة برزت لدى “حزب الله” وقبله لدى “تيار المستقبل” توحي باستعدادهما للتنازل عن بعض ثوابتهما في هذا المجال، وتجلى ذلك في كلام لنائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم وقبله كلام نسب للرئيس سعد الحريري وينطوي على تسميته اسمين جديدين للرئاسة الاولى، وهو امر اعتبره بعض المراقبين “طبيعياً” في ضوء التطورات الامنية المتسارعة والدراماتيكية في عرسال والعراق وسوريا.

ولكن معارضي هذا التفاؤل لديهم من المطيات ما يجعلهم يمضون قدما في تشاؤمهم ويراهنون بالتالي على ان امد الفراغ الرئاسي سيطول وامد المراوحة اطول مما هو متوقع، وابرز هذه المعطيات:
– ان من المبكر الحديث عن تطورات ومستجدات ايجابية ستنتج عن اللقاءات الجارية حاليا بين بعض عواصم المنطقة المعنية في الشأن اللبناني، على الرغم ان ثمة جدار من القطيعة انكسر اخيرا، خصوصا ان هناك العديد من الملفات الخلافية العالقة والمتصلة مع بعضها البعض.
– ان المقربين من الرئيس بري والنائب جنبلاط حرصوا على التوضيح اخيرا بان هذين القطبين الأساسيين لا يملكان اي مبادرة جاهزة ومتكاملة للسير بها نحو انهاء الشغور الرئاسي، وانهما ما زالا في مرحلة “جسّ نبض” الافرقاء المعنيين، وان الامر يحتاج الى المزيد من الاتصالات والجهود، لكي ينضج شيء عملي ما يمكن الركون اليه والبناء عليه.

وبناء على كل هذا، يرى هؤلاء ان الحراك والبحث امران مطلوبان دائما من الرئيس بري والنائب جنبلاط، وهما انما يؤديان واجبهما ودورهما في هذا الاطار في انتظار لحظة وصول كلمة السر النهائية والحاسمة التي تعيد الحياة الى قصر بعبدا، فضلا عن أنّ حراكهما امر مطلوب بغية تهدئة الاجواء الداخلية المتشنجة.

السابق
’داعش’ يعدم عشرات الجنود السوريين
التالي
إيران تجد مصلحتها الإستراتيجية.. مع ‘الشيطان الأكبر’