مؤشرات اقتراب التسوية..

الشيخ سالم الرافعي

لاريب أن لبنان ما يزال في دائرة التوتير، في ضوء استمرار الكباش الإقليمي وانعكاساته على الأوضاع الداخلية، لاسيما السياسية منها والأمنية، فالشغور الرئاسي قائم، والتفلُّت الأمني في عرسال على حاله، لكن على الرغم من ذلك برزت بعض المؤشرات التفصيلية في الآونة الأخيرة، توحي بإمكان التوصُّل إلى تسوية للصراع الدائر في المنطقة، وستنعكس إيجاباً على الأوضاع الراهنة، و”قد تُحرّك المياه الراكدة في البلد”، ومن أبرز هذه المؤشرات:

أولاً: نشر بعض التسريبات الإعلامية التي تتحدث عن موافقة السعودية على اتفاق سياسي في سورية، في ظل وجود الرئيس بشار الأسد، وقد يكون الهدف من هذه التسريبات البدء بتحضير الرأي العام للانكفاء السعودي عن الجارة الأقرب للبنان.

ثانياً: مواقف الرئيس سعد الحريري الأخيرة، والداعية إلى تضافر الجهود لمحاربة الإرهاب، وقد ترمي مواقفه ضمناً إلى لململة الخسائر، لاسيما بعد التسليم السعودي بالواقع القائم، وعدم التمكُّن من النيل من محور المقاومة في المنطقة.

أما في ما يتعلّق بهجوم الوزير أشرف ريفي الأخير على حزب الله وسورية، والذي جاء خارج إطار مواقف “زعيم المستقبل”، فهو مجرّد تقاسم أدوار بين الرجليْن، بهدف استيعاب “الشارع الطرابلسي”، الذي بذل “التيار الازرق” قصارى جهده لتحريضه على حزب الله، وإيهامه بقرب سقوط دمشق، سيما أن الوزير ريفي يمثّل “زعامة مناطقية”، وليس من قياديي “الصف الأول” في التيار المذكور، كالحريري أو الرئيس فؤاد السنيورة.

ثالثاً: ثمة محاولات داخلية ودولية تهدف إلى خرق “هيئة العلماء المسلمين”، ذات الأبعاد القطرية والتركية والسعودية، فهناك معلومات تتحدث عن سفر الشيخ سالم الرافعي إلى ألمانيا، بعد منعه من الدخول إليها بسبب أدائه السياسي، ودوره في “دعم التطرُّف”، ما يؤشر إلى أن هناك توجهاً دولياً لتحجيم هذه “الهيئة”.

رابعاً: سعي الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل مكتب سياسي “لتيار العزم”، يضم بعض الوجوه السياسية البارزة، كالوزير السابق نقولا نحاس، ود. خلدون الشريف، لمواكبة أي تطور سياسي يطرأ على الساحة اللبنانية، بحسب مصادر طرابلسية واسعة الاطلاع.

وفي سياق محاولات المحور المعادي للمقاومة لملمة خسارته، يؤكد مصدر في فريق الثامن من آذار أن فريق “المستقبل” يسعى إلى استنهاض شارعه، من خلال الإيحاء ببعض “الانتصارات الإعلامية” الوهمية، كالدخول على خط التفاوض في شأن قضية احتجاز العسكريين في عرسال وسواها.

في المحصلة، ليس بالضرورة أن يكون الحل المرتجى على الأبواب، لكن لاشك أن المعطيات المذكورة تؤشر إلى إمكان حصول خروقات في جدار الأزمة في المنطقة، وبالتالي الولوج إلى بداية إيجاد حلحلة للوضعيْن الأمني والسياسين المأزوميْن في لبنان.

السابق
الجيش صد هجوما للمسلحين على موقع وادي حميد ليلا
التالي
الانقاذ البحري انتشل جثة سوري قضى غرقا في الدامور