التسوية لم تنضج بعد

قالت “الجمهورية” أنه فيما الاستنفار في الخارج والداخل على أشدّه بفعل تنامي المخاوف من الحركات التكفيرية، حافظَ لبنان على شغوره الرئاسي، والمحاولات تجري عبثاً لإخراجه من نفق التعطيل بفعل إصرار كلّ طرف على موقفه.
ولاحظ قيادي مسيحي التقى البطريرك بشارة الراعي أمس عبر “اللواء” أن الموضوع لم يعد يتعلق بالداخل اللبناني، في ظل الحراك الدولي المرتبط باستحقاق الحوار الدائر بين الولايات المتحدة وإيران، والذي يفترض ان يشمل تفاهمات على كل الملفات في المنطقة. لكن القيادي لفت إلى انه لا يتوقع أن تثمر الاتصالات الجارية عن نتيجة قبل شهر تشرين الاول المقبل، مشيراً إلى أن هذا الاستحقاق يبدو انه سيأخذ منحى يطمئن حلفاء إيران وسوريا في لبنان ويكون مقبولاً وغير مرفوض من حلفاء المملكة العربية السعودية، ما يُشير إلى أن الرئيس المقبل، سيكون رئيس تسوية.
ولاحظت “المستقبل” أن حركة أمل معقود على إمكانية تدوير زوايا الأزمة الدستورية الناجمة عن الشغور الرئاسي من خلال اللقاءات التي يعقدها رئيس مجلس النواب نبيه بري وشملت أمس الرئيس تمام سلام، بحيث أجرى الجانبان “تقييماً حقيقياً وواقعياً للوضع السياسي القائم” خلص وفق ما أوضح الوزير محمد المشنوق لـ”المستقبل” إلى تكوين قناعة مشتركة بأنّ “التسوية لم تنضج بعد في ظل عدم تسجيل أي نقاط تراجع في المواقف إزاء الاستحقاق الرئاسي”.
وأكدت أوساط بري لـ”اللواء” أن العناصر الداخلية المطلوبة لإجراء الانتخابات الرئاسية ما تزال مفقودة، ولم يطرأ أي جديد من الممكن أن يساهم في إنجاز الاستحقاق. وكان بري أكد أمام نواب الأربعاء أنه يعوّل على اللقاء السعودي – الإيراني لمواجهة الخطر المتمثل بالجماعات المتطرفة في المنطقة، آملاً أن تتوافر الظروف أكثر لمواجهة الارهاب، ومنها بوادر الحوار أو فتح باب التقارب السعودي – الإيراني.
وعلمت “اللواء” أن بري وسلام تطرقا خلال اجتماعهما الى ما عُرف بـ”قوس القزح” الذي يمكن أن يتشكل في ضوء زيارة الديبلوماسي الإيراني عبد حسين اللهيان الى المملكة العربية السعودية، حيث أن أي تقارب بين العاصمتين المؤثرتين في المنطقة من شأنه أن ينعكس إيجاباً على لبنان، قبل أي منطقة أخرى.
وقال سلام لـ”السفير” إن لقاءه مع بري تناول المساعي الجارية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، موضحاً أن “لا جديد في هذا الملف لكن المساعي مستمرة داخلياً من خلال ما نقوم به والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط، وخارجياً عبر الدول الصديقة والحريصة على لبنان”. وكان سلام قد شدد من عين التينة إثر لقاء بري على كون “التشاور مع مرجعية وطنية وجادة في العمل لإيجاد المخارج والحلول أمراً ضرورياً”، محذراً من أنّ “البلد يدفع الثمن غالياً نتيجة الشغور الرئاسي”.

السابق
أخطر ’سلفي’ في العالم  
التالي
’لقاء جدّة’ وحصّة لبنان