لماذا لا يصدق الإسرائيليون انهم انتصروا في الحرب على غزة؟

الاعلان عن بدء تنفيذ وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” وسائر الفصائل الفلسطينية في غزة جعل الفسطينيين والإسرائيليين يتنفسون الصعداء للمرة الاولى منذ بدء عملية “الجرف الصامد” ضد غزة قبل نحو 50 يوماً. ورغم مسارعة طرفي النزاع الى اعلان انتصارهما في المواجهات الاخيرة، فثمة شعور عام يسود الجمهور الإسرائيلي عكسته الصحف الإسرائيلية صباح اليوم بأن هذه المواجهات انتهت هي ايضاً من دون حسم مثلما انتهت حرب تموز 2006 بين إسرائيل و”حزب الله”، وان الثلاثي الذي قاد هذه الحرب رئيس الحكومة نتنياهو ووزيرالدفاع يعالون ورئيس الاركان غانتس، فضلوا عدم القضاء على “حماس” بصورة كاملة ودفع الثمن المترتب عن ذلك.

 

وكانت النتيجة ان استطاعت “حماس” ان تصمد طوال ايام القتال رغم الضربات الموجعة، ونجحت في مهاجمة نقاط الضعف الإسرائيلية من خلال مواصلة اطلاق القذائف على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع واجبار سكانها على مغادرتها، وشل وتيرة الحياة الطبيعية في انحاء شتى في إسرائيل، مما تسبب بتراجع السياحة وركود الاقتصاد.

 

لا يعتقد غالبية الإسرائيليين انهم انتصروا لان الاتفاق على وقف اطلاق النار الاخير لا يضمن برأيهم امن المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. ففي نظر المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي، ليس هناك ما يضمن الا تلجأ “حماس” أو فصائل فلسطينية أخرى لدى بدء المفاوضات على التسوية بعد شهر الى اطلاق النار من جديد على سكان هذه المستوطنات من اجل الضغط للقبول بمطالبها.

من هنا، يتوقع عدد من المعلقين الا تصمد الهدنة وقتاً طويلاً. ففي رأي صحيفة “إسرائيل اليوم” أن هذه الهدنة ستسقط ما ان تدرك “حماس” ان إسرائيل لن توافق على السماح لها ببناء مرفأ ومطار في غزة. وانه من الوهم الاعتقاد ان الحرس الرئاسي لأبو مازن سينجح في مراقبة المعابر بعد اعادة فتحها، ويمنع تهريب السلاح الى غزة من جديد.
لم تستطع الصحافة الإسرائيلية الحديث عن انتصار في المعركة بقدر ما تحدثت عن تحقيق اهداق تكيتيكة. ففي راي المعلق بن كسبيت في صحيفة “معاريف” المعركة انتهت بالتعادل بين الطرفين، واعتبر ان مقتل 71 إسرائيلياً وجرح المئات وتهجير سكان عدد من البلدات وانهيار السياحة وركود الاقتصاد مقابل القليل من الهدوء هو ثمن باهظ.
من اهم النتائج التي اسفرت عنها الحرب على غزة انطلاق حملة الانتقادات ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي شهدت شعبيته تراجعاً كبيراً في الفترة الاخيرة. ومن بين هذه الانتقادات انه اهمل الخطر العسكري “لحماس” وركز اهتمامه على خطر المشروع النووي الإيراني، وانه لم يبادر الى معالجة مشكلة أنفاق “حماس” رغم معرفته بها قبل سنة، وانه انتهج سياسة رد الفعل ولم يبادر الى خطوات عسكرية من شأنها مفاجأة الخصم. والاهم ظهوره عاجزاً عن تقديم الرد الحاسم على صواريخ “حماس”.

السابق
حرب: لتوسيع شبكة الخليوي ومعالجة المشاكل الفنية
التالي
انتحرتا… بعد التحرش بهما