انتصار غزة يعطي تعريفاً جديداً للكارثة

الانجاز الفعلي هو يوم تنفيذ بنود الاتفاق بكل مندرجاته، وهو يعني تجميد المقاومة واعادة اعمار غزة، التي تحتاج الى عشر سنوات من العمل ليلا نهارا على مدار الساعة وبمعابر مفتوحة بشكل دائم لكي تعود كما كانت. فاذا كان هذا يسمونه انتصارا، كيف يمكن تعريف الكارثة؟

مبروك لاهالي غزة الصامدين، وقف العدوان الاسرائيلي عليها، مبروك لاأطفالها فسحة للملمة جراحهم، مبروك لنسائها الثكالى فرصة لتعداد قتلاهم، مبروك لكل المواطنين ضوء الأمل لجمع شتات منازلهم المدمرة ومقتنياتهم وجنى أعمارهم الّتي أحرقتها آلة الحرب الهمجية، مبروك لغزة فك اسرها من مطحنة المحاور الاقليمية، التي جعلتها موضوع مذبحة تمتد على بحر من دماء ابنائها.

صمدت غزة وعضت على جراحها ولم ترفع الراية البيضاء لانها من شعب الجبارين، صمدت لانها بها رجال اشداء يقاتلون بعزيمة وبأس، رغم قلة العدة والتجهيزات ورغم الاختلال في موازين القوى العسكرية، وانعدام العمق الاستراتيجي، هذه حرب لا خلف فيها، كل المواقع امامية، هذه حرب لم يكن الحسم فيها للاسلحة؛ لا اسلحة العدو ولا صواريخ المقاومة، وحدها دماء الابرياء هي من اوقفت العدوان، سأم العالم وخجل من دمار غزة، من مشاهد المجزرة البشرية، ما تبقى من اخلاقيات الانسانية لم تقوى على الاستمرار في التفرج على العقاب الجماعي والقتل الجماعي الذي يمارس في عصر العولمة والصورة السريعة.

انجاز غزة، بلغة العقل والحساب هو الوحدة الفلسطينية اي وحدة حماس وفتح، واعادة الوصل بين غزة، ومصر بمعزل عن السياسة هي حقيقة الجيوسياسة تحكم كل الاطراف، شاء من شاء وابى من ابى.

اما الاتفاق وتنفيذ بنوده من فتح المعابر واعمار مطار دولي ومرفا على الساحل فليس الا استعادة لمكاسب اوسلو، لم اكن يوما مع اتفاق اوسلو، لكن الحقيقة التي يجب ان تقال ان الممانعين من رمضان شلح وخالد مشعل قد قاتلوا طوال حرب غزة الاخيرة من اجل تنفيذ بنود اوسلو التي اطاحت اسرائيل بها. ربما ستسقط اوسلو في حرب جديدة، لكن احتراما لعقولنا فقط لن نقبل استنتاجهم ان اهم نتائج الحرب هو اسقاط اوسلو.
الانجاز الفعلي هو يوم تنفيذ بنود الاتفاق بكل مندرجاته، وهو يعني تجميد المقاومة واعادة اعمار غزة، التي تحتاج الى عشر سنوات من العمل ليلا نهارا على مدار الساعة وبمعابر مفتوحة بشكل دائم لكي تعود كما كانت.
فاذا كان هذا يسمونه انتصارا، كيف يمكن تعريف الكارثة

السابق
بلدية عرسال شكرت كل من ساهم في اعادة الامور الى ما كانت عليه في البلدة
التالي
تقرير دولي : الحرب الوحشية في سوريا وتدفق المقاتلين الأجانب ونجاح داعش يؤثر على الاستقرار والسلم الدوليين