القوات اللبنانية ترى ان التوجه الاقليمي ليس لصالح 8 آذار

سمير جعجع

يرفض رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الاستسلام أمام أزمة شغور موقع رئاسة الجمهورية. فبعد اعلان استعداده للتنازل عن ترشحه اذا كان ذلك يساعد في اتمام الاستحقاق، وطرحه مبادرة انقاذية دعت الى القبول بالمنافسة الديموقراطية تحت قبة البرلمان وتهنئة الفائز أيا يكن، كما تضمنت دعوة الى 8 آذار للتوافق على مرشح رئاسي من خارج 8 و14 آذار، لم يتجاوب معها الفريق الآخر، يستعد جعجع اليوم لتزخيم هذه المبادرة، علها تنجح في تحقيق خرق في جدار الاستحقاق هذه المرة…

مصدر مسؤول في “القوات” أوضح لـ”المركزية” ان نقاشات تدور حاليا داخل 14 آذار على مستوى الصف الاول حول تفعيل المبادرة، عبر التواصل مع الفريق الآخر لطرح بندها الثاني أي الوصول الى مرشح توافقي وفك أسر مجلس النواب، فما يحصل اليوم ليس مقاطعة بل اعتقال للمجلس.

وعما يمنع عقد لقاء بين جعجع والنائب ميشال عون، أجاب “لا شيء يمنع هذا اللقاء، لكن لا منفعة منه، فنحن لسنا من هواة الاستعراضات”، مضيفا “لا معطيات عملية مشجعة لعقد لقاء مماثل، فـ”الجنرال” مصرّ على ترشحه، ونحن لن ننتخب رئيسا من 8 آذار، يمثل نقيض ما نعمل لاجله. فاما ان نتتخب رئيسا يتشابه وقناعاتنا، او نتوافق على رئيس نتفق معه على الحد الادنى من القضايا”. وتابع “لماذا ننتخب رئيسا ضدنا؟ هذا أمر غير منطقي! لكن اذا فاز سنهنئه، الا اننا طبعا لن ننتخبه”.

وأشار المصدر الى ان كلمة جعجع في ذكرى شهداء “المقاومة اللبنانية في 6 أيلول المقبل، ستتطرق الى النقاط العالقة في لبنان ومنها الانتخابات الرئاسية وملف التمديد لمجلس النواب والتطورات في المنطقة، وسيطلق خلالها “موقفا وطنيا ومشرقيا مهما”.

وعن قراءة معراب للتقارب السعودي – الايراني، تمنى المصدر ان تكون له انعكاسات ايجابية على لبنان، مذكّرا في الوقت عينه ان “هناك ملفات كثيرة عالقة بين فريقي “8 و14 الاقليميين” وليس فقط بين السعودية وايران. واذ لفت الى ان الملف اللبناني قد يطرح على طاولة البحث بين الطرفين، توقف عند الفرق بين اصدقاء لبنان في المنطقة، كالسعودية، والذين لا يعملون بمنطق الفرض على حلفائهم، بل يتعاونون معنا حسب ما يتناسب مع مصالح وسيادة لبنان، بينما الفريق الآخر يلتزم بأجندة اقليمية حرفيا ويلزم كل منظومة 8 آذار بمكوناتها المسيحية والاسلامية وغيرها بها. وفي هذا السياق نرى ان “حزب الله” مستمر في القتال في سوريا رغم مشاركته في الحكومة، حتى انه يتدخل في العراق، وهذا الامر لا علاقة له باسرائيل، بل بمصالح اقليمية لم يعتد لبنان التورط فيها وتختلف عن طبيعة تكوين لبنان ومع الميثاق الوطني وطبيعة سير الامور في وطن الارز.

ورأى المصدر ان سقوط نوري المالكي في العراق هو سقوط لأحد خطوط دفاع 8 آذار الاقليمية في المنطقة. وانهيار منظومة بشار الأسد انهيار لمنظومة 8 آذار في المنطقة، كما ان لجوء حماس الى مصر هو خروج شبه نهائي لايران من غزة. كل هذه النقاط ليست نقاط تقدم لفريق 8 آذار المحلي والإقليمي والوقائع على الارض لا تدل الى تقدم أيضا. أضاف “الحكم الايراني يعمل حاليا على تسوية أوضاعه في المتوسط بطريقة ذكية جدا والايام المقبلة ستثبت هذا الشيء. كما ان الاسد لن يكون ضمن اي تحالف دولي لان ما تفعله “داعش” فعل الاسد أسوأ منه في “الغوطة” على سبيل المثال لا الحصر، حيث سقط 600 قتيل في أقل من 6 دقائق بالسلاح الكيميائي وكلهم من المدنيين، فماذا نسمي هذا؟ أليس ارهابا؟ وختم المصدر “التوجه الاقليمي اذا ليس أبدا لصالح 8 آذار، الذي تتراجع ادواره وتنتهي”.

السابق
الحراك الرئاسي يهيء الارضية ولا يرسي صيغة الحل
التالي
حزب الله نعى مهدي منيف عطوي من بلدة شقرا