كتلة المستقبل: لا نرى في اقتراح تكتل التغيير حلا مناسبا

حذرت كتلة المستقبل النيابية ’من مغبة العمل على توريط الجيش في معارك يخوضها حزب الله لحسابه وحساب النظام السوري من شأنها فتح الباب للإطاحة بالاستقرار النسبي الذي ينعم به لبنان”، ودعت قوى الثامن من آذار للاعلان عن مرشحها او التقدم خطوة للتوافق على مرشح لرئاسة الجمهورية، مؤكدة أنها لا ترى في اقتراح التكتل حلا مناسبا في هذه المرحلة لا بالشكل ولا بالمضمون’

توقفت الكتلة بعد اجتماعها الأسبوعي ’امام التطورات الجارية في المنطقة وعلى وجه الخصوص في العراق وسوريا وانتشار وتمدد ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام المعروفة بـ’داعش’ والجرائم التي يرتكبها عناصرها ان لجهة قتل الابرياء واعدام الاسرى وتهجير السكان الآمنين وسبي النساء والاطفال مما يجعل خطر هذه المجموعة داهما يهدد النسيج الوطني والاستقرار في منطقة المشرق العربي ويحتم اتخاذ الموقف الحاسم والقاطع منها’.
وأعلنت ان ’الافعال المنسوبة الى ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام هي بمثابة جرائم ضد الانسانية ولا علاقة لها بالاسلام والمسلمين، وهم مجموعة من المتطرفين، وشذّاذ الآفاق، وبذلك فهم لا يمثلون المسلمين ولا يعبرون عنهم. فالجرائم التي ارتكبها المجرمون من الصرب في التسعينيات من القرن الماضي ضد المدنيين الآمنين من نساء وأطفال المسلمين في البوسنة، لم تكن تمثل المسيحيين ولا الديانة المسيحية ولا أخلاق السيد المسيح وتعاليمه على الاطلاق، كما أنّ الجرائم التي يرتكبها المجرمون الدواعش ضد المسيحيين والمسلمين واتباع الديانات الاخرى في سوريا والعراق، لا علاقة لها ايضا بالإسلام والمسلمين ولا تمثلهم او تتصل بهم’.

ولفتت الكتلة الى ’تصاعد بعض الدعوات الدولية والإقليمية من أطرافٍ معروفة، في سياق الحملة الشاملة على الإرهاب الداعشي، إلى التعاون مع إيران ومع النظام السوري في مكافحته. وهذا الأخير لجأ إلى السلاح الكيماوي وإلى البراميل المتفجرة لقتل العباد وتدمير البلاد’، معتبرة ان ’هذه الوصفة استُخدمت من قبل، فأدّت إلى تصاعُد الإرهاب، ونشر الميليشيات الطائفية في كل المنطقة، وأعانت بشار الأسد والمالكي على قتل الناس وتخريب العمران والمجتمعات، وتسعير الفتنة الشيعية- السنية التي أفاد منها داعش وسائر المتطرفين. وما جرى ويجري على عرسال اللبنانية، وبيروت وصيدا من قبل، وبغداد والفلّوجة وديالى، وصنعاء، وربع المليون قتيل في سورية بإعانةٍ من الميليشيات الطائفية من لبنان والعراق، كلُّ ذلك يدلُّ بما لا يدع مجالاً للشكّ على أنّ الارهاب لا يُكافَحُ بالإرهاب، والتطرف لا يُكافَحُ بالطائفية المقيتة’
ودعت ’للضغط من أجل إقامة حكوماتٍ عادلة ومتوازنة وممثِّلة لكل فئات المواطنين، وتعمل على تطبيق حكم القانون بدون تفرقةٍ ولا تمييز، وتجهد من أجل المبادرة لاجتراح الحلول العاقلة للمشكلات الخانقة التي يعاني منها الناس، وتهدّد الأوطان، وتحرص على عدم الخضوع للتدخلات والميليشيات. وهذه دعوتُنا وعملُنا للبنان في كل آن، ودعوتنا أيضاً في البلدان العربية التي تعاني شعوبُها الويلات من الطغيان والميليشيات الايرانية والسرايا والميليشيات القاعدية والداعشية وسائر العناوين الغريبة والقاتلة’
واعتبرت الكتلة إنّ ’كل الجهود الوطنية المخلصة يجب ان تنصب على مواجهة آفات التطرف والإرهاب من اية جهةٍ أتت وحماية لبنان وتحصينه في مواجهتها باعتبارها خطرا داهماً يهدد لبنان واستقراره’، لافتة الى ان ’هذه المواجهة الوطنية لا يمكن ان تتم في لبنان الا عن طريق دعم الدولة ومؤسساتها وعلى وجه الخصوص الجيش والقوى الامنية. فالشعب كل الشعب وقواه السياسية، يجب ان تقف خلف الجيش اللبناني والقوى الأمنية وتساندها لمواجهة الاخطار المحدقة والمقبلة’.
واعتبرت أنّ ’الدعوات الرائجة على ألسنة بعض المتطرفين المتعصبين والمتهورين للتشجيع على حمل السلاح المناطقي او المذهبي او الحزبي او الميليشياوي غير الشرعي بحجة الدفاع عن النفس بوجه الارهاب هي دعوات مستنكرة ومردودة ومرفوضة والكتلة تحذر من ان التشجيع على هذه الافعال يفتح الباب على اخطار كبيرة سبق للشعب اللبناني أن جرّبها واكتوى بنارها. فلا سلاح للدفاع عن اللبنانيين الا سلاح الشرعية والجيش وقوى الامن الداخلي’.
ورأت أنه ’ليس من مصلحة لاحد في تسييب الامن والاستقرار في البلاد أو العودة الى تجربة الميليشيات التي ثبت فشلها. إذ إنّ السلاح غير الشرعي هو الذي يستجلب سلاحا مقابلا، كما أنّ الاستبداد يستولد التطرف والارهاب وهذا بدوره يستولد تطرفاً وإرهاباً مقابلاً ليبرر وجوده واستمراره’.

رابعاً: راجت في الايام الماضية دعوات وحملات إعلامية موجهة ومدفوعة للضغط على الجيش اللبناني من اجل توريطه في معارك حرب النظام السوري ضد شعبه.
ان كتلة المستقبل تحذر اصحاب النوايا والمخططات المشبوهة من مغبة العمل على توريط الجيش في معارك يخوضها حزب الله لحسابه وحساب النظام السوري من شأنها فتح الباب للإطاحة بالاستقرار النسبي الذي ينعم به لبنان ولا مصلحة لاحد بذلك فالجيش اللبناني هو اداة الشرعية اللبنانية في الدفاع عن لبنان واللبنانيين .
ولفتت الكتلة الى انه ’كثرت في الايام الماضية شائعات عن تجاوزات وممارسات لمسلحين في منطقة عرسال وهو إن صحّ امر مستغرب ومستهجن ومرفوض، والكتلة تطالب الحكومة اللبنانية تكليف الجيش اللبناني توفير الأمن في بلدة عرسال ومحيطها لحماية أهاليها والضرب بيد من حديد على كل من يرتكب تجاوزا امنيا او مخالفة قانونية بغض النظر عن الطرف الذي يقف خلفه’.

وشددت على ان ’إطلاق أسَر المحتجزين من الجيش وقوى الأمن الداخلي هي مهمة سامية ولها الاولوية الوطنية في هذه المرحلة، والشعب اللبناني يمنح الحكومة كل الدعم والمساندة من اجل العمل على اطلاق سراحهم واعادتهم الى اهلهم وعائلاتهم سالمين معافين والكتلة تحذر من حملات التحريض التي يروج لها البعض من اجل تبرير اعمال متهورة بحجة العمل لاطلاق سراح المختطفين’.
وكررت كتلة المستقبل ’الدعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لتجاوز حالة الشغور في موقع الرئاسة الاولى باعتبارها رأس الاولويات في هذه المرحلة من اجل صَون لبنان، ولكي ينصرف اللبنانيون الى اعادة تكوين سلطاتهم والانطلاق نحو مرحلة جديدة”، لافتة الى انها ’سبق ان دعمت ترشيح الدكتور سمير جعجع لمنصب الرئاسة الاولى’، داعية “قوى الثامن من آذار للاعلان عن مرشحها او التقدم خطوة للتوافق على مرشح لهذا الموقف يحظى بأوسع تأييد ممكن في المجلس النيابي’.

وأكدت الكتلة أنها اطلعت على اقتراح تعديل الدستور من قبل التيار الوطني الحر بغية انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب وهي ’لا ترى في الاقتراح حلا مناسبا في هذه المرحلة لا بالشكل ولا بالمضمون بل ترى فيه اتجاها لتعديل النظام اللبناني برمته يؤدي في المرحلة الحاضرة إلى اندلاع المزيد من الاختلافات والإشكالات وهي لذلك ترى ان مثل هذا الاقتراح وعندما تكون الظروف ملائمة هو بحاجة لنقاش مستفيض وهاديء من جهة والى اجماع من قبل اللبنانيين من جهة ثانية ولا يكون ذلك إلاّ بعد تطبيق ما لم يطبق من الدستور الحالي واتفاق الطائف وحيث يمكن عندها بحث أفكار كهذه بالتوازي مع التقدم على مسارات تهدئة النفوس والخواطر ودون المس بالميثاقية والعدالة بين اللبنانيين’

السابق
توقيف سيارة في ضهر البيدر
التالي
تجمع العلماء المسلمين: لعدم التساهل في موضوع المخطوفين