تركيز سعودي على منع اختراق التطرّف للبنان

بآذان صمّاء، ستلاقي الدول الخليجية إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس استعداد بلاده المساعدة في مكافحة الإرهاب والتنسيق في هذا المجال إقليمياً ودولياً، في سياق تنفيذ القرار 2170 الصادر عن مجلس الأمن والقاضي بتجفيف مصادر تمويل تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وملاحقة رموزهما وتعقب أنشطتهما، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتّحدة الذي يجيز استخدام القوة العسكرية عند اللزوم.

وتقول أوساط ديبلوماسية خليجية واسعة الإطلاع إنه لا يوجد قبول خليجي لأية شراكة مع النظام السوري في الحرب ضدّ إرهاب «داعش» و«النّصرة»، «لكن هنالك الآن في المنطقة وحش ضخم يمكن أن يبتلع الكل، وهو يهدّد الجميع وهو يفوق بشراسته النظام السوري».
وعلقت على كلام وزير الخارجية السوري الذي قال إنّ دمشق يجب أن تكون «في وسط الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب، إذا كان الغرب جاداً في قراره» بقولها: «هذا التحالف مع دمشق غير وارد البتّة لأنّ إرهاب النظام السوري لا يقلّ عن إرهاب داعش، وبالتالي فإنّ تمنيات المعلم لن تتحقق حتى في أحلامه».
ولفتت هذه الأوساط الى أن الاجتماع الذي انعقد الأحد الفائت في جدّة، وضمّ وزراء خارجية دول اللجنة المختصة بمتابعة قضية سوريا في جامعة الدول العربية، تمحور حول كيفية مجابهة «داعش» في العراق، «فالدول الخليجية المعنية تريد حالياً تقديم الدّعم لرئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبّادي لتشكيل حكومته، وبعد ذلك فإنّ كلّ ما يطلبه العراق إقليمياً ودولياً لمحاربة «داعش» سيحصل عليه، فالمعركة اليوم ليست في سوريا إنّما في العراق، أما لبنان فمطلوب حماية استقراره والنأي به قدر الإمكان عن نيران المنطقة».
وعن حضور وزير الخارجية القطري خالد العطية، قالت الأوساط إنّ الأمر طبيعي، لأنّ «الاجتماع هو للجنة منبثقة عن جامعة الدول العربية ولا علاقة له بالخلاف الخليجي ـ الخليجي، ولكن الوحش الجديد في المنطقة هو «داعش» وينبغي التركيز عليه».
وتوقعت هذه الأوساط أن تدخل «داعش» على المشهد السوري بشكل أقوى مما كانت عليه قبل 3 أو 4 أشهر، خصوصاً بعد سيطرتها على مطار «الطبقة» وعلى كامل محافظة الرقّة بعد انسحاب الجيش السوري من المطار المذكور وبدء سيطرة «داعش» على مساحات جغرافية مترابطة في شمال سـوريا وشرقها، من بلدة منبج في محافظة حلب إلى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، وهي أراضٍ متصلة ببعضها البعض وتضمّ محافظة الرقة بأكملها وبعض المناطق في محافظة الحسكة وأجزاء كبيرة من محافظتي حلب ودير الزور. كما تتصل هذه المناطق السـورية بأخرى عراقية واسعة بسط التنظيم المتطرف سيطرته عليها في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
من هذا المنطلق الميداني، يؤكد الديبلوماسي أنّ «الضربات الأميركية لداعش ضرورية جداً، لأنه لو استتبّ لها الأمر في العراق.. فستهاجم بلداناً أخرى ولا أحد قادر على منعها».
ترك سوريا تتخبّط وحيدة في محاربة «داعش»، أقلّه في الوقت الراهن، لا ينسحب على لبنان، فالسعودية، التي عرفت خطر «داعش»، جادّة في محاربتها، خصوصاً أنّ هذا التنظيم هاجمها في حدودها الجنوبية (منطقة جازان) وهي شريكة أساسية في صدّها في العراق. أما الاستراتيجية السعودية في لبنان فتركّز على دعم المؤسسات العسكرية والأمنية، من الـ3 مليارات دولار أميركي للجيش الى المليار دولار لجميع القوى الأمنية اللبنانية، بهدف منع أي اختراق متطرّف جديد للأرضي اللبنانية، خصوصاً أن ثمّة خطراً حقيقياً من إعادة امتحان عرسال في أي وقت ومكان جديدين.
ويلفت ديبلوماسي غربي يعمل في بيروت الانتباه الى أنّ «رهانات السعودية على سقوط النظام في سوريا لم تربح، ومن هنا قررت العودة الى لبنان في لحظة مفصلية هي انتخابات دار الفتوى، وعبر وجه سني معتدل ومقبول من القاعدة السنية هو سعد الحريري قام بالمهمّة الموكلة إليه وانسحب.. في انتظار تكليفه بمهمّة جديدة ستحددها القيادة السعودية في الوقت المناسب».

السابق
كيف تجد وظيفة؟
التالي
إجراءات أوسترالية لمنع المواطنين من ’الجهاد’