في كل مرة تُطلق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه فلسطين المحتلة، أو ما يُعرَف بـ”شمال إسرائيل”، تدور الأسئلة حول هويّة مطلقيها. وفي الوقت عينه تنطلق تأكيدات بأن لا علاقة لحزب الله بهذه الصواريخ، خوفا من اندلاع حرب جديدة يدفع اللبنانيون ثمنها. فمن هم هؤلاء الذين يطلقون الصواريخ المجهولة؟ وإلى ماذا يهدفون؟ وماذا يقول العميد المتقاعد، الخبير العسكري طنّوس معوّض؟
الجنرال المتقاعد طنوس معوّض الخبير بالملف الفلسطيني قال لـ’جنوبية’ حول عودة اطلاق الصواريخ باتجاه فلسطين المحتلة، بعد القاء القبض على الشيخ حسين عطوي ، مطلق أحد الصواريخ من خراج بلدة الهبارية باتجاه الأراضي المحتلة: “ما أعرفه معروف من الناس، وبالمنطق، من أطلق الصواريخ هم جماعات لها علاقة بحركة حماس، ويريدون أن يشغلوا اسرائيل عن غزّة، فيحاولون الإيحاء بأنّ هناك من يحاول فتح جبهة معركة من لبنان”.
ويتابع: “وهم بذلك يضرون لبنان، ويمكن ان يكونوا فلسطينيين، وأستبعد جدا ان يكونوا من حزب الله لان الحزب لا يريد ان يدخل هذه اللعبة الآن، اضافة الى ان القرار الايراني حسبما يبدو ليس بوارد فتح جبهات ولا حرب”.
ويضيف معوّض: “لكنّ الغريب الذي يلفت النظر هو طائرة التجسس الاسرائيلية (درون) التي أسقطت فوق ايران، وهي طائرة تجسّس دون طيار، والتي تصوّر فقط وتبثّ الصور. وذلك يدلّ على انّ اسرائيل منزعجة من التقدم في الملف الاميركي الايراني، وتحاول التخريب”.
لكن هل يمكن الجيش واليونيفيل وحزب الله كشف من يطلق الصواريخ؟ يؤكد الجنرال معوض أنّه: “نعم، قادرون ان يعرفوا، وخصوصا حزب الله ، كونه يحكم لبنان بالكامل والدولة والاجهزة. واليوم لبنان تحت وصاية حزب الله بعد ان كان تحت وصاية السوريين”.
ويؤكد الجنوال طنوس: “نحن نريد الدولة ولا أحد خارج الدولة. واوضح انه لا مصلحة لحزب الله بضرب الصواريخ الان، اما حماس وامكانية ان يكونوا هم من اطلق الصواريخ فهناك امكانية كبيرة جدا”.
ويتابع: “اليوم حماس ليست حليفة لحزب الله. وخالد مشعل مستقرّ في قطر وليس في سوريا. لذا لن يراعوا مصالح حلفائهم السابقين. وقد يطلقون الصواريخ بناءا على مصالح مستجدة، رغم انهم كانوا على خط واحد ومعا، وتغيرت العلاقات. فمن المؤكد انهم وراء ذلك”.
وكان الجيش اللبناني قد عثر صباح اليوم على منصّتين حديديتين كانتا استخدمتا في عملية إطلاق صاورخين من طراز ’كاتيوشا’ من محلة ’البطيشية’ الواقعة بين بلدتي الضهيرة وعلما الشعب الحدوديتين، باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى مسافة تبعد اقل من كيلومتر واحد من الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث أديا الى وقوع إضرار مادية في الجانب الإسرائيلي، إضافة الى بعض الإصابات، بحسب الاعترافات الاسرئيلية.
وقد دان رئيس بعثة اليونيفيل الجنرال كوتشيانو بورتو لانو ، حسبما نقلت (صحيفة السفير) “الهجوم الذي يشكل خرقا خطيرا للقرار 1701″، معتبرا ان “مثل هذه الاعمال المتطرفة يهدد ليس فقط حياة الابرياء، لكنه يهدف بوضوح الى زعزعة الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الخط الازرق”.
