جولة في العرقوب (2): غضب من حزب الله وداعش والمستقبل…

هنا لا أحد يحبّ داعش، بل ثمة خوف حقيقيّ منها، على مستوى استراتيجي، لكن لا أحد يفكّر للحظة أنّ داعش قد تغزو العرقوب. أما الموقف الحقيقي منها فهو أنّها "تقتل من السنة أكثر مما تقتل من المذاهب الأخرى". لذا فإنّه لا بيئة حاضمة لها، و"حزب الله" ومناصروه يعملون بطريقة أقلّ علنية من قبل، بسبب الغضب من موقفه من الثورة السورية. أما الغضب من تيار المستقبل فحدّث ولا حرج.

هنا لا أحد يحبّ داعش، بل ثمة خوف حقيقيّ منها، على مستوى استراتيجي، لكن لا أحد يفكّر للحظة أنّ داعش قد تغزو العرقوب. أما الموقف الحقيقي منها فهو أنّها “تقتل من السنة أكثر مما تقتل من المذاهب الأخرى”. لذا فإنّه لا بيئة حاضمة لها، و”حزب الله” ومناصروه يعملون بطريقة أقلّ علنية من قبل، بسبب الغضب من موقفه من الثورة السورية. أما الغضب من تيار المستقبل فحدّث ولا حرج.

حين نقاطع أهل شبعا، أو أهل الهبارية، أثناء حديثهم عن المياه والطريق والنازحين، لنسألهم عن العدوانعلى غزّة أو عن داعش، تراهم يسارعون إلى الإجابة: “هنا لا يوجد لا داعش ولا ماعش، هناك جوّ من التعاطف مع الثورة السورية بالطبع، لكن لا أحد يتعاطف مع داعش. وخطباء المساجد كانوا في فترة يحرّضون على حزب الله، لكن فجأة تغيّر الخطاب بعد داعش وصارت الخطبة أيام الجمعة أقلّ تحريضا”. وفورا يكملون شكواهم من قلّة المياه وانقطاع التيار الكهربائي والعَوَز.
ومعظم أهالي شبعا والهبارية وكفرشوبا وكفرحمام حتّى، يشكون من “غياب تيار المستقبل”. تنشط الجماعة الإسلامية أكثر من غيرها في العرقوب. تجمع من حولها النازحين السوريين وبعض الغاضبين من تيار المستقبل وبعض المندفعين مع الموجة الدينية، لكنّ حضور التنظيمات الناصرية و”هيئة أبناء العرقوب” لا بأس به. وهي تنظيمات تناصر “حزب الله” علنا. ولها حضور وثقل وازنين في المعادلة العرقوبية. كم أنّ حزب الله له حضور جديّ في الأوساط السنية هنا. وله مقاتلين ومتفرّغين سنّة. وهناك بعض العائلات التي تشيّعت كلّها، في القرى هنا. ورغم الغضب لتيار المستقبل حضور لا بأس به. لكنّ الذي يدفع ويوزّع المساعدات هي الجماعة الإسلامية، ما يجعل حضورها قويا، حتّةى لتبدو القوّة الأكبر في العرقوب في تاريخ كتابة هذه السطور.
لكن لا داعش هنا. وبعض المعابر، تحت عيون الجيش اللبناني، كما يبيّن الفيديو المرفق، تنقل الجرحى من المعارضة السورية إلى العرقوب، وتنقل عائلات جيئة وذهابا، لكن لا سلاح في العرقوب، والجيش يحكم سيطرته، ولا وجود لداعش. والخبراء في التنظيمات الإسلامية يؤكّدون أن مجموع قوّة الجماعة الإسلامية والجوّ المناصر لحزب الله وتيار المستقبل يجعل من المستحيل وجود بيئة حاضنة لداعش هنا. وأيّ محاولة “عرسلة” للمنطقة ستكون صعبة للغاية، بل مستحيلة.


هنا يريد الأهالي أن يعملوا وأن يأكلوا وأن يشربوا وأن يناصروا الثورة السورية وأن يصلّوا ويصوموا، وأن يحضصلوا على المساعدات، وأن يأمنوا من العدوّ الإسرائيلي، ومن الذين يحاولون جعل المنطقة منصّة صواريخ ضدّه.
هنا لا أحد يحبّ داعش، بل ثمة خوف حقيقيّ منها، على مستوى استراتيجي، لكن لا أحد يفكّر للحظة أنّ داعش قد تغزو العرقوب. أما الموقف الحقيقي منها فهو أنّها “تقتل من السنة أكثر مما تقتل من المذاهب الأخرى”. لذا فإنّه لا بيئة حاضمة لها، و”حزب الله” ومناصروه يعملون بطريقة أقلّ علنية من قبل، بسبب الغضب من موقفه من الثورة السورية. أما الغضب من تيار المستقبل فحدّث ولا حرج.
وحدها الجماعة الإسلامية تحصد التعاطف والرضا. وحدها تدفع المال وتوزّع الطعام والغذاء والبطانيات…

السابق
رمى بنفسه من الطابقة الرابعة بعد القائه 3 قنابل في الزاهرية
التالي
سلامة: لا مخاطر على المصارف اللبنانية حالياً