مجزرة مسجد ديالى تُعيد فتح ملف الميليشيات في العراق

مجزرة ديالى

تفاعلت قضية مجزرة مسجد مصعب بن عمير في ديالى في الأوساط السياسية العراقية، وقالت النائب السنية ناهدة الدايني إن مليشيات شيعية ارتكبتها، فيما أعلنت كتلة «ديالى هويتنا» بزعامة رئيس البرلمان سليم الجبوري، تعليق مشاركتها في مفاوضات تشكيل الحكومة احتجاجاً. (للمزيد)
وتمثل طريقة التعامل مع المليشيات التي تنتشر مع قوات الجيش في مناطق عملياته، إحراجاً لرئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي، وأبلغ مسؤولون عراقيون إلى «الحياة» أن الولايات المتحدة لم تستجب طلب الحكومة توسيع نطاق مهماتها، بسبب وجود «إيرانيين ومليشيات إلى جانب الجيش».
وارتفعت بعد ظهر أمس حصيلة هجوم شنه مسلحون على مسجد في بلدة إمام ويس في ديالى، إلى 70 قتيلاً وحوالى 50 جريحاً، وأفادت مصادر أمنية وشهود بأن الحادث أعقب تفجيراً استهدف رتلاً لمليشيات شيعية نافذة فاندفع عناصرها وفتحوا النار داخل المسجد واستهدفوا المنازل المجاورة.
وطالب الجبوري في بيان أمس، بالتحقيق في الحادث ومعاقبة المرتكبين «أياً كانت هويتهم». وأكدت أنباء تعليق كتلته مشاركتها في المفاوضات لتشكيل الحكومة احتجاجاً.
وأصبح نشاط هذه المليشيات علنياً بعد اجتياح «داعش» الموصل في 10 حزيران (يونيو) الماضي، ونظم بعضها استعراضات عسكرية، وانتشرت في مناطق مختلفة إلى جانب الجيش كقوات شعبية مساندة.
وتنتشر مليشيا «عصائب أهل الحق»، التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي ووُجهت إليها أصابع الاتهام في حادث أمس، في ديالى وصلاح الدين، إلى جانب مليشيا «بدر» التي يتزعمها وزير النقل هادي العامري الذي قاد أمس عملية عسكرية في بلدة العظيم للوصول الى بلدة «إمرلي» الشيعية التي يحاصرها «داعش» منذ أسابيع.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أعلن تشكيل «سرايا السلام» من عناصر «جيش المهدي»، وهي تتمركز في سامراء لحماية مرقد الإمامين العسكريين، بالإضافة الى مناطق في جنوب بغداد، حيث تخوض منذ أيام معارك طاحنة مع «داعش» في بلدة جرف الصخر. ويعتقد أن مليشيا «كتائب حزب الله» تنتشر في حدود بغداد الغربية بالإضافة الى أجزاء من الأنبار. ويتم التعامل مع المليشيات في الإعلام الحكومي تحت اسم «الحشد الشعبي» لدمجها مع آلاف المتطوعين الذين انضموا إلى الجيش استجابة لفتوى الجهاد الكفائي التي أعلنها المرجع الأعلى علي السيستاني.
ويخشى أن يؤجج حادث ديالى التوتر الطائفي، فيما تحتاج الحكومة إلى تعاون السنة في التصدي لـ «الدولة الإسلامية»، فيما تسعى واشنطن، بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، إلى تشكيل مليشيات سنية من مجموعات مسلحة وتنظيمات عشائرية لقتال «داعش».
إلى ذلك، علمت «الحياة» من مصدر سياسي، أن واشنطن لم تلب طلب الحكومة توسيع مهماتها لأسباب فنية وسياسية.
وقال المصدر المقرب من الحكومة أمس، إن «طلبنا من الولايات المتحدة زيادة دورها العسكري في البلاد لمواجهة تنظيم داعش، يتضمن عرضاً بنشر قوات قتالية على الأرض واستخدام القواعد العسكرية الجوية». وأضاف أن «الطلب جاء بعد ساعات على قرار مجلس الأمن القاضي بمواجهة داعش». وأوضح أن الأسباب السياسية التي ذكرها مسؤولون في مكتب التعاون الأمني التابع للسفارة الأميركية تتعلق بـ «وجود عناصر أمنية إيرانية تعمل مع القوات العراقية، إضافة إلى الميليشيات ومقاتلين غير نظاميين من طيف واحد يقاتلون مع الجيش».
من جهة أخرى، شنت قوات الجيش و «البيشمركة» الكردية عملية مشتركة فجر أمس لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى.
وقال المسؤول في «الاتحاد الوطني الكردستاني» شيركو ميرويس، إن «القوات تحركت باتجاه بلدة جلولاء فجراً»، مشيراً إلى أنها «حققت تقدماً، وفرضت سيطرتها على منطقة كوباشي الواقعة بين جلولاء والسعدية، وهذا يعني قطع الطريق بين السعدية وجلولاء»، أي أن تحركات عناصر «الدولة الإسلامية» أصبحت «تحت مرمى النار». وأكد قتل عنصرين من «البيشمركة» وإصابة تسعة آخرين، فيما «قتل العشرات من عناصر الدولة».
وفي برلين، أسفت الحكومة عما يمكن أن تكون الدوحة شعرت به من إهانة بعدما تحدث الوزير الألماني للمساعدة في التنمية عن تمويل قطري لمسلحي «داعش».

السابق
الشرق: استعداد الراعي للقاء نصر الله يفتح أبوابا جديدة أمام الحلول
التالي
مرض الأكثرية والأقليات الشامل