خطر داعش يجذب دروز راشيا نحو حزب الله

دروز راشيا
تشهد منطقة راشيا الوادي الدرزية في البقاع الغربي توترا بينها وبين ما يقابلها من قرى في الداخل السوري التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة تابعة للمعارضة، وذلك بسبب الاشاعات عن وجود منظمة داعش الارهابية بين صفوفهم، وهي التي تنكل بالاقليات وتعلن صراحة عداءها لهم، لذلك فان الدروز اللبنانيين يجدون انفسهم حاليا اقرب الى حزب الله ومستعدين للتعاون معه لرد العدوان عنهم اذا ما حصل.

تشهد منطقة راشيا الوادي الدرزية في البقاع الغربي توترا بينها وبين ما يقابلها من قرى في الداخل السوري التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة تابعة للمعارضة، وذلك بسبب الاشاعات عن وجود منظمة داعش الارهابية بين صفوفهم، وهي التي تنكل بالاقليات وتعلن صراحة عداءها لهم، لذلك فان الدروز اللبنانيين يجدون انفسهم حاليا اقرب الى حزب الله ومستعدون للتعاون معه لرد العدوان عنهم اذا ما حصل.

يبدو ان منطقة راشيا تخشى على نفسها اليوم من انتقال عدوى عرسال اليها، ومع كل اشتباك يجري على تخوم حدودها الشرقية في القرى والبلدات السورية بين الجيش السوري والمليشيات التابعه له وبين وقوات المعارضة، تزداد مخاوف ابنائها من وصول مقاتلي “داعش” السيئي السمعة، أعداء الأقليات الى منطقتهم ذات الأغلبية الدرزيّة وان خالطها بعض القرى الاسلامية والمسيحية.

“الأرض والعرض” حمايتهما مبدأ لا يحيد عنه الدروز، وأيضا “من يعتدي على أحد ليس منا ومن لا يرد الاعتداء ليس منا”، هو مبدأ آخر عندهم، هذا ما يقوله أحد المقيمين في المنطقة، ويضيف: “جرى اشتباك الاسبوع الماضي في قلعة جندل القرية السورية المقابله لحدود راشيا، بين الجيش السوري ومسلحين معارضين، وقد أسفر هذا الاشتباك عن تداعيات وارتدادات مقلقة بسبب ما ورد خلالها من شائعات حول انتقال هذه الاشتباكات الى تخوم المنطقة ودخول عناصر متطرفة من تنظيم داعش اليها، ويبدو ان مجموعة مسلحة عبرت الحدود اللبنانية باتجاه راشيا وطاردتها مجموعات اخرى مناوئة لها، لم يعرف بالضبط من هم، وهذا ما ساهم في اطلاق العديد من الشائعات”.

ويضيف مصدرنا المقيم، “لقد سبق ذلك ما حدث من اسبوعين داخل سوريا في جبل العرب من اشتباك سقط فيه 12 قتيلا اثر هجوم شنته مجموعة من المعارضة السورية على السويداء، ومعلوم هو حجم الترابط العاطفي والطائفي تاريخيا بين وادي التيم اللبناني وجبل العرب السوري، اي بين راشيا والسويداء الدرزيتين”.

ويتابع، “إنّ وجهاء في البلدة والمنطقة قابلوا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي أبلغهم بعدم استبعاد الطلب مستقبلا من حزب الله حماية المنطقة وتسليح شبابها اذا ما تطورت الامور وخرجت عن سيطرة الجيش المتواجد بأعداد لا بأس بها ولكنه لا يستطيع منع تسللات ليلية أو عمليات عسكرية يشترك بها اعداد وفيرة من المسلحين لاختراق المنطقة على غرار ما حدث في عرسال”. “واذا اضفنا وجود قوميين وشيوعيين وبعض المؤيدين للنائب السابق فيصل الداوود وهم حلفاء لحزب الله ومؤيدين تاريخيين لنظام الاسد”، يقول مصدرنا، “فان حمى التسلّح اذا ما حصلت سوف تعود بالتاريخ الى مرحلة الثمانينات من القرن الفائت عنما كان السلاح سائدا في الحرب الاهلية وانخرط الدروز في معركة وجوديه يومها واسفرت عن تغيرات ديموغرافية ما زالت اثارها حتى الان مع تهجير المسيحيين الذين بادروا للهجوم وقتها للسيطرة على الجبل ثيم انكسروا ودفعوا ثمنا باهظا في الارواح والممتلكات أيضا”.

ويؤكد نفس المصدر ان “نزوح عائلات سورية الى شبعا على اثر الاشتباكات التي جرت في الجولان السوري وفي قرية ” بيت الجن” تحديدا بين الثوار والنظام، هذا النزوح فاقم من تلك المخاوف والهواجس مع ما يحكى من وجود سلاح ومسلحين بين صفوف هؤلاء النازحين، غير ان النزوع الى التهدئه حاليا هو سيد الموقف، فالمنطقة حتى الان بحماية الجيش، واجتماعات دورية تعقد بين اهالي شبعا وفعاليات منطقة راشيا يشارك بها مسؤولون من حزب الله لضبط حالة التوتر والسيطرة على الوضع وتكريس هيمنة الشرعية والقوى الامنية دون غيرها، خاصة مع وجود 8 عناصر من الجيش اللبناني أصولهم من راشيا، أسروا في معركة عرسال الشهر الماضي، وهم موجودين لدى جبهة النصرة وتهدد حاليا بقتلهم في حال لم يفرج عن معتقلين لهم في السجون اللبنانيه”.

وهذا الامر الذي استجد أخيرا اي التهديد بقتل ثمانية دروز من منطقة واحدة هو عامل توتيري إضافي، جعل عصب الطائفة المهددة مستنفرا ضد التطرف الارهابي السلفي القادم من الحدود السورية، وهو قد يؤدي الى الاستنجاد بخصوم الامس حزب الله الذين هجموا على الجبل في 7 ايار 2008، فيتناسى الطرفان ما حدث بينهما من احداث دمويه يومها، وذلك من اجل اقامة مشروع تحالف ضدّ الخطر المشترك الحالي المتمثل بهجمة “داعش” ومن معها، وربما يخطط لهذا الحلف لاحقا ان يصبح امرا واقعا من شأنه ان يغير في المعادلات السياسية على الساحة اللبنانية، ان لم ينكفىء الخطر الاسلامي السلفي الجهادي خارج الحدود وينشغل بمقاتلة جيش النظام السوري دون غيره.

السابق
“جبهة النصرة” تبث فيديو للأسرى العسكريين
التالي
نواف الموسوي: رجل الدولة يجب أن يعمل لتوحيد اللبنانيين