غزة.. تغنّي في «أسبوع مواليدها»

 تبدو إيمان السرساوي أقرب إلى مصورٍ محترف، وهي تلتقط بكاميرا هاتفها المحمول، كل ثانية ودقيقة من ساعات الاحتفال بأسبوع مولودها. وباهتمام بالغ، تؤرخ ايمان كل التفاصيل الصغيرة، من تصفيق للأطفال، وإضاءة للشموع، وأغانٍ مخصصة لهذه المناسبة.

هذا الطفل المولود داخل إحدى المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين«أونروا»، والذي حمل اسم «أحمد»، تريد والدته أن يكبر ويتبسم بفخر، وهو يشاهد مقاطع الفيديو الخاصة باحتفال أسبوع ميلاده، هو وستة آخرون ولدوا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأقامت جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية، أمس، احتفالا خاصا بمرور أسبوع على ولادة «سبعة مواليد»، داخل مراكز الإيواء.
وتقول الأم السرساوي، وهي تلتقط صورة لمولودها أحمد وهدايا ميلاده: «عندما يكبر ويرى صوره داخل هذه المدرسة، سيتساءل عن سر هذه اللقطات، و(لماذا) الاحتفال في هذا المكان، وسنروي له، وللبقيّة، أنه وُلد في ظل عدوان شرس شنته إسرائيل، وهدمت من خلاله بيوتنا وشردتنا… ولكن برغم كل الألم والوجع، احتفلنا بميلادهم».
وتحرص العائلات في قطاع غزة على إقامة «أسبوع المولود». ويعد الاحتفال بهذه المناسبة من العادات والتقاليد البارزة للفلسطينيين، ويتم خلاله دعوة الأصدقاء والأقارب، فيما تحمل جدة المولود وعاءً معدنياً، تطرق على أطرافه لكي تحدث رنينا، تتخلله الأهازيج والأغاني الشعبية.
وبدا صوت هذه الأغاني في مدرسة الزيتون، شرق مدينة غزة، رناناً وعالياً، على لسان الأطفال الذين تحلقوا بفرح أمام المواليد السبعة، الذين وُضعوا على إحدى طاولات المدرسة.
وكوّن عشرات الأطفال شكلا دائرياً، وأخذوا يدورون دوراناً متكرراً حول الطاولة، وهم يحملون الشموع المضاءة، فيما أصواتهم ترتفع شيئاً فشيئاً وهي تُردد أغاني الميلاد.
وأمام الهدايا التي وزعتها جمعية الكشافة و«أونروا» على المواليد، وعائلاتهم، اقترب الأطفال من آذان المواليد وهم يُرددون خلف الكبار: «اسمع كلام أمك.. ما تسمعش كلام أبوك».
وتصف عايدة الضبة هذا الاحتفال بأنه الأجمل في حياتها، وتقول، وهي تنظر بحب إلى رضيعتها التي أطلقت عليها اسم براءة : «إسرائيل هدمت منزلنا، ولم يتبقَ لنا شيء، هنا عشرات النساء، وأنا واحدة منهنّ ولدنا وسط الخوف من الحرب، والتشريد، هذا الاحتفال والأغاني أعادت إلينا الروح بالحياة، وأثبتت أن من حق صغارنا أن يعيشوا حياة أفضل».
وسجلت وزارة الصحة في غزة ولادة ما يقارب خمسة آلاف مولود خلال ثلاثين يوماً من القصف الإسرائيلي.
وولد عشرات الأطفال في مراكز الإيواء والمستشفيات، بعدما لجأت غالبية النازحين إلى مدارس «الأونروا».
وتشير إحصائية للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إلى أن عدد النازحين من المناطق الحدودية لقطاع غزة يصل إلى نصف مليون شخص.
لم يكن قرار «عمر أبو نمر»، و«هبة فياض» بالزواج سهلا، فالمدينة التي ينتميان لها، لا تزال مثخنة بالجراح.

السابق
ذبح ابنة شقيقته في برجا
التالي
300 جندي أميركي اضافي إلى العراق

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب